قوات حليفة للإمارات تجتاح عاصمة سقطرى اليمنية

"المجلس الانتقالي" المدعوم إماراتياً يجتاح عاصمة سقطرى اليمنية وسط صمت القوات السعودية

19 يونيو 2020
دعوات للسعودية لتحمل مسؤوليتها (فرانس برس)
+ الخط -
 تمكنت قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي"، المدعومة إماراتيا، من السيطرة على مقر محافظة سقطرى اليمنية، كثاني موقع يتم إسقاطه بأيدي الانفصاليين بعد مقر إدارة شرطة الجزيرة. 

وقال مصدر مقرب من السلطة المحلية بسقطرى، لـ"العربي العربي"، إن قوات الانتقالي سيطرت على مقر المحافظة دون قتال بعد انسحاب القوات الحكومية من حواجز التفتيش المحيطة بالمقر. 

وذكر المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لاعتبارات أمنية، أن محافظ سقطرى رمزي محروس تم نقله إلى مكان آمن، دون إضافة المزيد من التفاصيل. 

وفي ما يخص القوات الحكومية الموالية للشرعية، أشار المصدر إلى أن جميع عناصرها عادوا إلى منازلهم بهدف تجنيب مدينة حديبو الاشتباكات المسلحة والحيلولة دون تدمير المنازل وسقوط ضحايا مدنيين.

وأكدت مصادر أن المجلس الانتقالي دفع بقوة ضاربة لاجتياح سقطرى، تتألف من دبابات ومدرعات إماراتية، وهو ما جعل المعركة غير متكافئة، لأن القوات الحكومية تمتلك أسلحة رشاشة خفيفة ومتوسطة فقط.

واجتاحت قوات الانتقالي الجنوبي، ظهر الجمعة، مدينة حديبو، عاصمة محافظة أرخبيل سقطرى، وذلك بعد قصف مدفعي مكثف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

وفي وقت سابق، تحدث مصدر محلي، رفض الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، عن حرب شوارع جرت في مدينة حديبو، بعد سيطرة المجموعات المسلحة المدعومة إماراتياً على مقر شرطة الأرخبيل، الذي يبعد عشرات الأمتار عن مقر "قوات الواجب" السعودية، قبل أن يتأكد انسحاب قوات الحكومة لتفادي الاشتباكات وتهديد المدنيين.

ويشعر سكان سقطرى بخذلان القوات السعودية لهم وترك المدينة فريسة للقوات الانفصالية، خصوصا أن الاجتياح تم غداة يوم من إبرام اتفاق رعته قوات التحالف للتهدئة، وهو ما جعل الشرعية تنسحب من بعض المواقع في مقابل رفض القوات المدعومة إماراتيا. 

ووفقا لمصادر "العربي الجديد"، فقد أبلغت القوات السعودية السلطة المحلية بأنها لن تدخل في خط المواجهة لردع "الانتقالي"، وعلى الشرعية أن تصده إذا أرادت ذلك، في إشارة إلى رغبة سعودية بالاقتتال وسفك المزيد من الدماء. 

وكانت وجاهات قبلية في سقطرى قد حذرت، أمس الخميس، من مؤامرة سعودية إماراتية لتسليم عاصمة سقطرى للقوات الانفصالية وإنهاء وجود الشرعية. 

لم يتبق لدى الشرعية سوى مقر القوات الخاصة كآخر القواعد العسكرية التي يسعى أتباع الإمارات لإسقاطها خلال الساعات المقبلة.

وبالسيطرة على مركز مدينة سقطرى، يكون المجلس الانتقالي الجنوبي قد أحكم قبضته الكاملة على خمس مدن جنوبية، هي عدن ولحج والضالع وأبين وسقطرى، فيما لا تزال الشرعية موجودة بمحافظات شبوة وحضرموت والمهرة.

ونددت الحكومة اليمنية الشرعية بالاجتياح المسلح الذي نفذته قوات المجلس الانتقالي، واعتبرت، على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني، أنه "تصعيد خطير". 

وقال الوزير اليمني، في سلسلة تغريدات على "تويتر": "قيام الانتقالي بمهاجمة المقار الحكومية والأمنية وإرهاب المواطنين في مدينة حديبو وقصف المدينة بالأسلحة الثقيلة، تصعيد خطير، يكشف جهله بأهمية الأرخبيل والحياة والتنوع البيئي هناك، والتهديد الذي يمثله جرها لمواجهات عسكرية".

كما اعتبر المسؤول اليمني أن تصعيد المجلس الانتقالي "تهديد للجهود التي تبذلها السعودية" لتنفيذ اتفاق الرياض المتعثر بين الشرعية والانفصاليين. 

وفيما وصفها بـ"جزيرة السلام وأحد عجائب الدنيا بطبيعتها الخلابة وتنوعها النباتي، وأهلها المسالمين"، أشار الإرياني إلى أن سقطرى، التي لم تشهد في تاريخها أي مواجهات عسكرية، باتت اليوم "مسرحا لعبث المجلس الانتقالي ومغامراته". 

وأكد المسؤول اليمني أن "الحكومة كانت ولا تزال حريصة على أن لا تتحول محافظة سقطرى إلى ساحة للاستقطاب السياسي والصراع العسكري". 

وأضاف: "نذكّر كل من تآمر ودعم التمرد الذي يقوده المجلس الانتقالي بأن الشعب اليمني لن يظل مكتوف الأيدي أمام هذا العبث الذي يستهدف الوحدة الوطنية ولا يخدم إلا الحوثي، وأن التاريخ لن يرحم أحدا".

بدوره، استنكر وزير الثروة السمكية اليمني، فهد كفاين، ما وصفها بالتصرفات غير المسؤولة لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" في مدينة حديبو، ودعاه للكف عن اعتداءاته.

وقال كفاين، المتحدر من سقطرى، في تدوينة على موقع "فيسبوك"، إنّ "أكثر مدن العالم أماناً تتعرض للقصف العشوائي من قبل مليشيا الانتقالي، وهذا أمر غير مقبول ومستهجن".

ودعا المسؤول اليمني قوات التحالف السعودي إلى تحمل مسؤوليتها في إيقاف "العبث" وحماية الأرخبيل، ومساعدة السلطات المحلية والشرعية في فرض الأمن والنظام بسقطرى.

وهذه رابع موجة من التمرد التي يقودها حلفاء الإمارات على الشرعية، في وقت توجد قيادات "المجلس الانتقالي" الانفصالية في الرياض، بناء على دعوة سعودية.

ولم يصدر على الفور أي تعليق من القوات السعودية أو من وزارة الخارجية اليمنية حول تصعيد "الانتقالي" بسقطرى.