استمع إلى الملخص
- نزوح كبير من مدينة الفاشر مع تقدير منظمة الهجرة الدولية لنزوح 3700 أسرة، وسط استمرار الاشتباكات وتدمير الممتلكات، مما أثار قلق المجتمع الدولي ودعوات لإنهاء الحصار.
- جهود دبلوماسية بقيادة جامعة الدول العربية لمناقشة الوضع، مع تأكيد أهمية وحدة السودان وسيادته ودعوة لحوار وطني شامل لتجنب كارثة إنسانية.
قُتل 40 شخصاً على الأقل وأصيب 70 آخرون بجروح في قصف شنّته الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال بقيادة عبد العزيز الحلو على عاصمة ولاية جنوب كردفان، جنوبي البلاد، اليوم الاثنين، بحسب ما أفادت مصادر طبية. وتخوض الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال اشتباكات ضد كلّ من الجيش وقوات الدعم السريع منذ انخرط هذان الطرفان في حرب طاحنة بينهما في إبريل/ نيسان 2023.
على صعيد آخر، أعلن الجيش السوداني، اليوم الاثنين، تصديه لهجوم من قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي البلاد، وسط استمرار حركة النزوح من المدينة نحو القرى القريبة منها. ووفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية، أفاد الجيش بأنه "بالاشتراك مع القوات المشتركة للحركات المسلحة (الموقعة على اتفاق جوبا للسلام 2020) كبد، اليوم الاثنين، قوات الدعم السريع خسائر كبيرة في هجومها على مدينة الفاشر". وذكر الجيش أنه "دمر عشر مركبات قتالية (تابعة للدعم السريع) واستلم ثلاثاً أخرى بحالة جيدة وبكامل عتادها".
وأوضح أن "إحصائيات ضحايا القصف المدفعي للمليشا (قصف الدعم السريع للفاشر) أمس الأحد بلغ 67 مواطناً، بينهم 30 من النساء و17 طفلاً و20 من الرجال". ولم يصدر تعليق من قوات الدعم السريع بهذا الخصوص حتى الساعة 15:45 (توقيت غرينتش). وخلال الأيام القليلة الماضية، كثفت "الدعم السريع" هجماتها على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي يسيطر عليها الجيش السوداني.
والخميس، أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن قلقهم إزاء تصاعد العنف في مدينة الفاشر ومحيطها، ودعوا قوات الدعم السريع إلى إنهاء حصار المدينة. واعتمد المجلس في يونيو/ حزيران 2024 قراراً يطالب بأن توقف "الدعم السريع" حصارها الفاشر، من دون جدوى. ومنذ 10 مايو/ أيار 2024، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع"، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
ومع استمرار حركة النزوح من مدينة الفاشر، قدّرت منظمة الهجرة الدولية، اليوم الاثنين، نزوح نحو 3700 أسرة من قرى مختلفة في جميع أنحاء الفاشر خلال الأيام الماضية. وقالت المنظمة، في بيان، إنّ الأسر "نزحت من عدد من القرى غرب الفاشر إلى داخل المدينة بسبب تزايد المخاوف الأمنية، وورود تقارير عن حرق الممتلكات". والخميس، أعلنت منظمة الهجرة الدولية نزوح 500 أسرة خلال يوم واحد في ولاية شمال دارفور، غربي السودان، جراء هجمات قوات الدعم السريع.
في سياق آخر، استقبل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم الاثنين، وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف، وذلك في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية. وصرح جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن الوزير السوداني أطلع الأمين العام على آخر تطورات الوضع الميداني في السودان، وذلك في ضوء التقدم الذي حققته القوات المسلحة السودانية، مؤكداً التفاف الشعب السوداني حول الجيش.
وأعرب أبو الغيط عن ارتياحه لاستعادة الجيش السوداني السيطرة على عدد من مدن ولاية الجزيرة، مؤكداً المحددات التي ترسم موقف الجامعة العربية في الأزمة في السودان وعلى رأسها وحدة البلاد وسيادتها وسلامة أراضيها وضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة والحيلولة دون أي تدخل خارجي في شؤونها، وإطلاق حوار وطني سوداني شامل على أرضية وحدة البلاد وتكامل ترابها الوطني.
ويخوض الجيش و"الدعم السريع" منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023 حرباً خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا. وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
(فرانس برس، الأناضول، أسوشييتد برس)