استمع إلى الملخص
- تعرضت قوات يونيفيل لهجوم إسرائيلي خطير، حيث ألقت مسيّرات قنابل قربها، مما أثار إدانة فرنسا وقطر ودعوات لتحقيق عاجل.
- دعا الرئيس اللبناني جوزاف عون إلى التضامن والوحدة الوطنية بمناسبة المولد النبوي، مؤكدًا على حماية حقوق المواطنين وتحقيق التنمية المستدامة.
شن طيران الاحتلال عدة غارات على بلدات جنوب لبنان
جيش الاحتلال توغل فجراً إلى منطقة الخانوق
التصعيد يسبق جلسة مجلس الوزراء اللبناني يوم الجمعة
استشهد أربعة لبنانيين اليوم الأربعاء في تصعيد إسرائيلي جديد للاعتداءات على جنوب لبنان حيث استهدف طيران الاحتلال أطراف عددٍ من القرى والبلدات. ويأتي التصعيد الإسرائيلي قبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء اللبناني يوم الجمعة المخصّصة لبحث خطة الجيش لحصر السلاح بيد الدولة، علماً أنه أضيف إلى جدول أعمالها اليوم أربعة بنود، بذريعة "ضرورة عرض بعض المواضيع الملحّة والمستعجلة"، وذلك في وقتٍ تكثفت الاتصالات السياسية في الساعات الماضية لإدراج بنود إضافية، لضمان مشاركة وزراء حزب الله وحركة أمل.
وأعلنت وزارة الصحة عن سقوط شهيد في غارة إسرائيلية بطائرة مسيّرة على بلدة ياطر، وشهيد آخر باستهداف لبلدة شبعا، وثالث في غارة على بلدة الطيبة، ورابع بغارة على بلدة الخرايب. وتعرّض مواطن لإصابة طفيفة اليوم في بلدة حولا جنوباً بعد استهدافه بقنبلة صوتية ألقتها محلقة إسرائيلية أثناء نقله أثاثا منزليا.
كذلك، أفادت وسائل إعلام تابعة لحزب الله بأن جيش الاحتلال توغل فجراً إلى منطقة الخانوق عند أطراف بلدة عيترون وعمد إلى تفخيخ وتفجير مزرعة للمواشي، كما تعرّضت أطراف بلدة كفرشوبا جنوبي لبنان لرشقات إسرائيلية من موقع رويسات العلم. هذا وسُجِّل أكثر من خرق إسرائيلي اليوم للأجواء اللبنانية، بما فيها العاصمة اللبنانية بيروت، وضاحيتها، حيث حلّق طيران الاحتلال على علو منخفض في أكثر من وقت خلال اليوم.
في السياق، أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) صباح اليوم الأربعاء عن تعرّضها لهجوم إسرائيلي وصفته بـ"أخطر الهجمات على أفرادها وممتلكاتها منذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي". وقالت إن "مسيّرات إسرائيلية ألقت صباح يوم أمس أربع قنابل بالقرب من قوات حفظ السلام التابعة ليونيفيل أثناء عملها على إزالة عوائق تعرقل الوصول إلى موقع للأمم المتحدة قرب الخط الأزرق". وأضافت: "سقطت قنبلة واحدة على بُعد 20 متراً، وثلاث قنابل أخرى على بُعد حوالي 100 متر من أفراد وآليات الأمم المتحدة. وشوهدت المسيّرات وهي تعود الى جنوب الخط الأزرق". وتابعت: "كان الجيش الإسرائيلي قد أبلغ مسبقاً عن أشغال يونيفيل في إزالة العوائق في المنطقة الواقعة جنوب شرقي بلدة مروحين. وحرصاً على سلامة قوات حفظ السلام عقب الحادث، تم تعليق الأشغال التي كانت تجري يوم أمس".
وأشارت يونيفيل إلى أن "أي أعمال تُعرّض قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وممتلكاتها للخطر، وأي تدخل في المهام الموكلة إليها، أمر غير مقبول، ويُمثل انتهاكاً خطيراً للقرار 1701 والقانون الدولي. وتقع على عاتق الجيش الإسرائيلي مسؤولية ضمان سلامة وأمن قوات حفظ السلام التي تؤدي المهام التي كلّفها بها مجلس الأمن".
ودانت فرنسا في بيان "بحزم إطلاق قنابل صوتية عبر مسيرّات تابعة للقوات المسلحة الإسرائيلية على مفرزة في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان في 2 سبتمبر/أيلول الجاري". وقالت: "أطلقت القنابل بينما جرى تجديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان في 28 أغسطس/آب المنصرم بإجماع أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بمبادرةٍ من فرنسا، إذ تؤدي القوة دوراً أساسياً في إرساء الأمن في لبنان والمنطقة".
وأضافت: "يجب ضمان حماية العاملين في قوة الأمم المتحدة المؤقتة وسلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها ومبانيها، تماشياً مع القانون الدولي والقرار 1701، ويجب أن تتمكن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان من تنفيذ ولايتها بصورة كاملة والتمتع بحرية التنقل".
وذكّرت فرنسا أيضاً أنّ وقف إطلاق النار "يُفرض على جميع الأطراف من غير استثناء بغية ضمان أمن المدنيين في جانبي الخط الأزرق"، داعيةً إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي اللبنانية كافّة، تماشياً مع اتفاق 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
كذلك، دانت قطر الهجوم، واصفة إياه بالانتهاك الخطير لقواعد القانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن رقم 1701. وأكدت وزارة الخارجية، رفض دولة قطر التام لأي اعتداء يستهدف قوة يونيفيل التي تضطلع بدور أساسي في حفظ الأمن والاستقرار في لبنان، مشددة على ضرورة فتح تحقيق عاجل بشأن هذا الهجوم وتقديم المسؤولين عنه للعدالة. وأعربت عن "تضامن دولة قطر الكامل مع الجمهورية اللبنانية الشقيقة في الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها".
عون: للعمل معاً من أجل بناء مجتمع موحّد
من ناحية ثانية، هنأ الرئيس جوزاف عون اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً بذكرى المولد النبوي الشريف. ودعا عون "إلى التمسك بقيم التضامن والتكافل الاجتماعي، والعمل معاً من أجل بناء مجتمع لبناني موحد، قائم على المحبة والعدالة والكرامة الإنسانية. كما إلى نبذ التفرقة والعصبيَّة، والتأكيد على وحدتنا الوطنية كشعب واحد يعيش على أرض واحدة تحت سماء واحدة ونتفيأ علماً واحداً". وأضاف: "إن القيم النبيلة التي يحملها المولد النبوي الشريف تدعونا جميعاً إلى العمل من أجل مجتمع أكثر عدالة ورحمة، مجتمع يسوده الأمن والاستقرار والازدهار، مجتمع يحمي الضعيف وينصر المظلوم ويساعد المحتاج. وفي هذا السياق، نؤكد التزام الدولة بحماية حقوق جميع المواطنين من دون تمييز، والعمل على تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، والحفاظ على لبنان كوطن للجميع ونموذج للعيش معاً وللحضارة".