4 تصريحات مثيرة للجدل لوزراء في الحكومة الجزائرية

4 تصريحات مثيرة للجدل لوزراء في الحكومة الجزائرية

23 سبتمبر 2020
تثير تصريحات غير محسوبة العواقب للوزراء والمسؤولين استياء في الشارع (الأناضول)
+ الخط -

تثير تصريحات غير محسوبة العواقب للوزراء والمسؤولين الجزائريين في الفترة الأخيرة، استياء في الشارع، لكونها تمس بمناطق أو فئات، وتثير مشكلات تظهر ضعف الاتصال السياسي والعشوائية في الخطاب لدى الحكومة الجزائرية. 

وظهر وزير الشباب والرياضة الجزائري سيد علي خالدي خلال لقائه عددا من شباب ولاية بجاية (في منطقة القبائل) وهو يخطب ودهم قائلا: "أنا هنا لأعطيكم الأولوية، جئت إلى هنا لأعطيكم هذه الأولوية ولحقوق ولايتكم بجاية، أنا لم أخش المجيء والحديث إليكم، وجودي معكم اليوم يدل على الأولوية التي تعطيها لكم الدولة، جئت دون خوف فيما آخرون (وزراء ومسؤولون) يخافون من دخول هذه المناطق، لأني أحترم أولاد بلدي مثلي مثلهم"، كما أثار تصريح مماثل له خلال نفس اليوم الجدل أثناء زيارته إلى ولاية تيزي وزو قال فيها: "نعتبر ولاية تيزي وزو مدرسة مواطنة ووطنية".

وكان الوزير الجزائري يلمح إلى طبيعة المنطقة (ذات الغالبية من السكان الأمازيغ) المناوئة للسلطة والمتمردة سياسياً منذ عقود، إذ يعاني الوزراء والمسؤولون من اعتراض المواطنين والناشطين في مدن وولايات منطقة القبائل، لكن تصريحه بأن الدولة تعطي الأولوية للمنطقة، أثار جدلا كبيرا في الجزائر.

واعتبر ناشطون أن التصريح يكرس تمييز منطقة على أخرى، رغم أن ولايات في الجنوب والمناطق الداخلية للبلاد تعاني أكثر بكثير وشبابها بحاجة إلى ملاعب وأولوية على صعيد المرافق الرياضية والخدمية مقارنة بولايات الشمال.

وقبل ذلك، كانت كاتبة الدولة المكلفة برياضة النخبة سليمة سواكري قد أثارت الجدل بتصريح لها في مؤتمر صحافي عقدته الإثنين الماضي، قالت فيه إن "الرياضيين المتحصلين على ميداليات والمحققين لنتائج دولية مشرفة لهم الحق في الاستفادة من راتب شهري يقدر من مرتين الأجر الأدنى في الجزائر إلى ثماني مرات، وأفضل من راتب طبيب".

 وخلف هذا التصريح استياءكبيراً في الأوساط الصحية، ونشر أمين عام نقابة الأطباء ممارسي الصحة العمومية إلياس مرابط تغريدة أعلن فيها انزعاجه من هذا التصريح، واعتبر أنه يقلب سلم القيم "سلم القيم وسلم الأجور وكل السلالم مرمية أرضا في هذا البلد المنكوب في نخبه وفي تسييره".

كما رد المدرب السابق للمنتخب الجزائري للملاكمة عز الدين بن عقون على تصريح كاتبة الدولة المكلفة برياضة النخبة سواكري، واتهمها بمحاولة تغليط الرأي العام، وقال: "سواكري لا تفرق بين الراتب الشهري الثابت مقابل وظيفة مصنفة ومكافأة النتائج التي تحسب على أساس الحد الأدنى من الأجر الوطني المضمون".

وسبق ذلك تصريح ثالث مثير للجدل أطلقه وزير الطاقات المتجددة شمس الدين شيتور، تضمن حسرته وامتعاضه من إعلان زميل له في الحكومة وهو وزير الطاقة عبد المجيد عطار، إلغاء مشروع ديزارتيك الخاص بالطاقة الشمسية في الجنوب، بعد أشهر من الإعلان عن إعادة طرحه للتنفيذ مجددا، بعد أكثر من 13 سنة من إلغائه سابقا.

ورد الوزير على سؤال صحافي حول تصريح وزير الطاقة عن المشروع رغم أنه يدخل في نطاق صلاحيات وزير الطاقات المتجددة ومن اختصاصه، ولكون الوزير شيتور هو المعني بالحديث عن الملف وليس الوزير عطار، وكشف هذا التصريح عدم وجود انسجام داخل الطاقم الحكومي وخلافات غير معلنة.

كما أثار تصريح وزير البريد والاتصالات ابراهيم بومزارو قبل أيام والذي قال فيه: "أنا لست في الصحراء، أنا في وهران (غربي الجزائر) عاصمة الغرب، حي بـ40 ألف مسكن بدون بريد، هذا أمر غير معقول" غضب الشباب والناشطين، على اعتبار أنه يتضمن تمييزا على صعيد الحقوق وعدم المساواة في الحرص على تقديم الخدمات وتركيز مكاتب البريد.

وأعرب رئيس حزب "حركة البناء الوطني" عبد القادر بن قرينة عن استيائه من تصريح وزير البريد والاتصالات.

وأصدر بن قرينة بيانا جاء فيه أن "المواطنة لا تتجزأ يا وزراءنا، في كامل تراب الوطن، فالجزائريون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، ولا اعتبار لمقر سكناهم، في الصحراء أو في التل، وفي الشرق أو في الغرب، والمواطنة الحقّة تلزم الوزراء بالعدل بين كل سكان الجزائر وجهاتها، وليست التنمية حقاً فقط بالأماكن القريبة من العاصمة وإهمال الأماكن البعيدة منها والصحراء".

بدوره، كتب الناشط عزابي محمد باستياء على هذا التصريح: "حقيقة لست في الصحراء لأن في الصحراء جميع التجاوزات مقبولة حتى التهميش الذي تعاني منه مقبول، ومن هنا نعرف لماذا لا يوجد توزيع عادل للثروات ولماذا الجنوب دائما يعاني".

عملية مدروسة

وتظهر هذه التصريحات وجود مشاكل كبيرة في الاتصال السياسي لدى الوزراء في الحكومة الجزائرية، خاصة في ظل وضع بات فيه الشارع والمكونات السياسية والمدنية والناشطون أكثر تحفزا لرصد أية عثرات للمسؤولين بمن فيهم الرئيس عبد المجيد تبون نفسه.

 ويعتقد المتخصص في الإعلام والخطاب السياسي حميد إبراهيمي في تصريح لـ"العربي الجديد" أنه "يتعين على الوزراء والمسؤولين الحرص عند إطلاق التصريحات، لأن أي تصريح له معنى سياسي ووقع في المجتمع وقد يتحول إلى مشكلة ويخلق أزمة مع منطقة أو فئة ".

وأضاف إبراهيمي: "خلال سنوات سابقة رأينا كيف أن تصريحا لرئيس الحكومة الأسبق عبد المالك سلال عن الشباب البطال في الجنوب ووصفهم بالشرذمة صنع غضبا عارما في الجنوب، وكيف أن تصريحه أيضا عن الشاوية الأمازيغ خلق احتقانا في شرقي البلاد، لذلك فإن عملية الاتصال السياسي يجب أن تكون مدروسة".

دلالات

المساهمون