جدل في أفغانستان بعد إعلان فوز أشرف غني بالرئاسة

جدل في أفغانستان بعد إعلان أشرف غني فائزاً بالرئاسة..و"طالبان": فوزه ضد المصالحة

18 فبراير 2020
"طالبان" اعتبرت فوز غني متعارضاً مع جهود المصالحة (Getty)
+ الخط -
مباشرة بعد إعلان لجنة الانتخابات، اليوم الثلاثاء، فوز أشرف غني في الانتخابات الرئاسية الأفغانية لولاية ثانية، توالت ردود الفعل المحلية على النتيجة، في مقدمتها رفض منافسه عبد الله عبد الله الإعلان، مؤكدا انتصاره، واعتبار حركة "طالبان" إعلان فوزه يتعارض مع جهود المصالحة الجارية.

غني: سأعمل للمصالحة

وأكد غني، في أول خطاب له بعد إعلان فوزه بالرئاسة لولاية ثانية مدتها خمس سنوات، أنه يعمل للمصالحة، وأن حكومته المقبلة "ستأتي بالأمن للبلاد من خلال إنجاح جهود المصالحة مع طالبان"، مطالبا السياسيين، وتحديدا المرشحين للرئاسة، بـ"العمل معا من أجل مواجهة ما تمر به البلاد من تحديات، وتحديدا المصالحة".

كما دعا حركة "طالبان" إلى "خوض العمل السياسي مثلما فعل قلب الدين حكمتيار"، الذي عقد مصالحة مع الحكومة وشارك في الانتخابات الرئاسية، قائلا: "إننا نجري الحوار مع طالبان، ولكن القرار الأخير بيد الشعب، ولا مساومة على إنجازات العقدين الماضيين".

عبد الله: تلاعب بآراء المواطنين

من جانبه، أعلن منافسه عبد الله عبدالله فوزه بالرئاسة، رافضا النتيجة التي أعلنتها لجنة الانتخابات، مؤكدا أن "اللجنة تلاعبت بآراء المواطنين"، مشيرا إلى أنه يعمل لـ"تشكيل حكومة شعبية شاملة".

كما ذكر عبد الله عبد الله، في مؤتمر صحافي مع جمع كبير من أنصاره، أن "لجنة شكاوى الانتخابات قررت إبطال 300 ألف صوت، وبالتالي أعلن فوزي بالانتخابات الرئاسية، وسأقوم بتشكيل حكومة شعبية شاملة".

كما اتهم عبد الله عبد الله أعضاء لجنة الانتخابات بـ"أخذ رشاوى"، أو أن "الحكومة وعدتهم في المستقبل"، من دون أن يوضح المقصود بكلامه.

"طالبان": فوز غني لن يحل معضلة أفغانستان

بدورها، أكدت حركة "طالبان" أنها كما رفضت عملية الانتخابات التي جرت تحت ما وصفته بـ"الاحتلال"، ترفض أيضا إعلان فوز أشرف غني.

وأكد الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، في بيان، أن "الشعب الأفغاني سيقرر بشأن مصيره بعد إنهاء الاحتلال، وسيعمل من أجل تشكيل حكومة إسلامية"، مشيرا إلى أن "إعلان فوز غني لا جدوى منه، ولن يحل معضلة أفغانستان".

كما شدد مجاهد على أنه "بالنظر للفترة الحساسة التي تمر بها البلاد، إعلان فوز غني يعارض عملية المصالحة الحالية"، مبرزا أن "مقاومة طالبان ستستمر حتى إنهاء الاحتلال وتشكيل نظام حر وإسلامي".

التلويح بـ"حكومة موازية"

وخلال هذا الأسبوع، سبق أن أعلنت الجمعية الإسلامية التي يترأسها وزير الخارجية السابق صلاح الدين رباني، وحزب الوحدة الذي يتزعمه حاجي محمد محقق، النائب الأول للرئيس التنفيذي عبد الله عبد الله، عدم قبولهما نتيجة الانتخابات، وهددا بـ"تشكيل حكومة موازية" إذا ما تم إعلان النتيجة بالصورة التي تعتزمها اللجنة.

أيضا، هدد نائب الرئيس الأفغاني الجنرال عبد الرشيد دوستم في الـ14 من الشهر الجاري بـ"تشكيل حكومة موازية" إذا ما أعلنت النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية، والتي وصفها بـ"الانقلاب"، مؤكداً أن عبد الله عبد الله سيكون رئيساً لتلك الحكومة.

وقال دوستم، في كلمة له أمام اجتماع لأنصاره في مدينة شبرغان، شمال أفغانستان، إنه لن يقبل نتيجة الانتخابات "غير النزيهة، والحكومة التي تأتي نتيجة هذا الانقلاب"، مشدداً على أنه "سيدافع عن آراء الناس حتى الموت".

وشدد دوستم، وهو من مؤيدي رئيس الحكومة عبد الله عبد الله، على أن الخيار الوحيد أمامه ومن يقف معه في الدفاع عن آراء الناس هو "تشكيل حكومة موازية" برئاسة الرئيس عبد الله عبد الله.

وأعلنت لجنة الانتخابات النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية، اليوم، وأكدت فوز الرئيس أشرف غني بالرئاسة لولاية ثانية.

وبحسب إعلان لجنة الانتخابات، فإن أشرف غني حصل على نسبة 50.64 في المائة من الأصوات، بينما حصل منافسه عبد الله عبد الله على 39.59 في المائة.

كما جاء زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار في المرتبة الثالثة بعدما حصل على 3.85 في المائة من الأصوات.


وهنأت رئيسة اللجنة حواء عالم نورستان، في مؤتمر صحافي، الشعب الأفغاني، مؤكدة أن إجراء الانتخابات كان "تحديا كبيرا، لكنه تحقق بتعاون الشعب"، مشيرة إلى أن "الانتخابات أساس لترسيخ النظام الديمقراطي في البلاد".

كما شددت نورستان على توفر شروط "الشفافية والنزاهة" في عملية الانتخابات، وذلك "نتيجة التنسيق بين لجنة الانتخابات الوطنية والإدارات المعنية".

وكانت لجنة الانتخابات قد أعلنت، في 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، النتيجة الأولية للانتخابات الرئاسية، إذ فاز غني بنسبة 50.64% من الأصوات، بينما حصل منافسه عبد الله على 39.52% من الأصوات.

وبعد إعلان النتيجة الأولية، نظرت لجنة الشكاوى، خلال الشهرين الماضيين، في آلاف الطعون التي قدمت إليها من قبل المرشحين، بمن فيهم الرئيس الأفغاني أشرف غني، والرئيس التنفيذي عبد الله، وطلبت قبل أسبوع من لجنة الانتخابات إعادة فرز 300 ألف صوت، قبل إعلان النتيجة النهائية اليوم.

يشار إلى أن الانتخابات الرئاسية جرت في 22 من سبتمبر/ أيلول الماضي، وسط مشاركة ضعيفة للناخبين وتهديدات أمنية كبيرة.