العبادي يتوسّط لدى الإمارات لرفع مليشيات عن قائمة الإرهاب

تختلف الضغوط الممارسة على رئيس الحكومة العراقيّة، حيدر العبادي، وتتنوع الجهات التي يسعى لكسب دعمها، أو الحفاظ على بقائها ضمن تشكيلة حكومته، التي لا تزال في وضع داخليّ هشّ.

وعلى الرغم من أنّ معظم الجهات التي تمارس الضغط على العبادي، تحاول الحصول على أكثر ما يمكن من المنافع الخاصة من الكعكة العراقيّة، وأن تحظى بفضاء أوسع لتنفّذ أجندتها، وإن كانت غير شرعية، لكنّ العبادي يبقى رهين تلك التجاذبات بسبب الوضع الحسّاس الذي يعيشه العراق.

وفي جديد مساعيه، يلعب العبادي دور الوسيط بين مليشيات نافذة في العراق ومرتبطة بدول إقليمية تلعب دوراً أساسياً في البلاد. وفي سياق متّصل، يكشف مصدر سياسي في التحالف الوطني لـ "العربي الجديد"، عن أنّ "العبادي يتعرض إلى ضغوط كبيرة وتهديدات من قبل قادة المليشيات المنضوية ضمن حكومته، بعد أن أدرجت دولة الإمارات العربية أسماءها ضمن قائمة الإرهاب، لإيجاد حلّ للموضوع ورفع الأسماء من القائمة".

ولا يستطيع العبادي، وفق المصدر، "معارضة المليشيات حتى الآن، نظراً لقوّتها على الساحة العراقيّة، كما أنّه يحاول الانفتاح على الدول العربيّة وفقاً لاستراتيجيّته الجديدة". ويبيّن أنّ "قادة المليشيات خيّروا العبادي بين رفع أسمائهم من القائمة وبين الانفتاح على المحيط العربي".

في موازاة ذلك، لا يجد العبادي أمامه إلا "خيار التوسّط لدى الإمارات العربية، في محاولة لرفع تلك الأسماء من القائمة، خلال زيارته المرتقبة إلى الإمارات"، بحسب المصدر الذي يفيد بأنّ "العبادي أدرج الموضوع ضمن جدول أعمال الزيارة الرسمية، التي ينوي القيام بها الأسبوع المقبل، تحت عنوان: "إيضاح بشأن القائمة التي أصدرتها الإمارات وصنّفت من خلالها عدداً من التنظيمات العراقيّة على أنّها إرهابيّة".

وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد أصدرت منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قائمة بأسماء عدد من التنظيمات والأحزاب التي عدّتها منظّمات إرهابيّة، وضمّت القائمة أسماء لمليشيات تعمل في العراق، كمنظمة "بدر"، وكتائب "حزب الله"، و"عصائب أهل الحق"، ولواء "اليوم الموعود"، و"جماعة أنصار الإسلام العراقية".