36 جريحاً فلسطينياً فقط وصلوا إلى مصر منذ العدوان على قطاع غزة

36 جريحاً فلسطينياً وصلوا إلى مصر منذ العدوان الإسرئيلي على قطاع غزة

08 يونيو 2021
أٌقل من 2% من الجرحى الفلسطينيين يعالجون في مصر (محمود حمص/الأناضول)
+ الخط -

تمكن 36 جريحاً فلسطينياً، جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الشهر الماضي، من الوصول إلى المستشفيات المصرية التي فتحت أبوابها بقرار سيادي، وهو عدد قليل مقارنة مع إجمالي عدد الجرحى الفلسطينيين الذي بلغ ما يقارب ألفي إصابة.
 وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في آخر إحصاءاتها، أن عدد المصابين جراء العدوان بلغ ما يقارب ألفي إصابة، بينها عشرات الإصابات الخطيرة، ما يشير إلى أن عدد المصابين الذين وصلوا إلى مصر للعلاج هو أقل من 2% من العدد الإجمالي، وهي نسبة متواضعة، بالمقارنة مع إعلان وزارة الصحة المصرية حالة الاستنفار في عدد من المستشفيات والمراكز الطبية، وأنها أوفدت طواقم طبية متخصصة إلى تلك المستشفيات. 
وواكب "العربي الجديد" كواليس سفر المصابين من غزة إلى مصر، وفي التفاصيل، كشف مصدر حكومي مسؤول في منفذ رفح البري أن "عدد المصابين الذين وصلوا من الجانب الفلسطيني بلغ 36 مصاباً، وذلك خلال الفترة الممتدة من 17 مايو/أيار الماضي حتى 7 يونيو/حزيران الحالي، بالإضافة إلى 34 مرافقاً معهم، نقلوا بواسطة سيارات الإسعاف المصرية إلى مستشفى العريش العام".
ولفت إلى أن "مستشفى العريش كان يقيم الحالات، وفي حال توافر العلاج اللازم في المستشفى يتم بقاء الإصابة فيها، وفي حال احتاجت لتدخلات أكبر يتم نقل المصاب إلى معهد ناصر للبحوث والعلاج بالقاهرة، لتوفير العلاج اللازم والعمليات المتخصصة فيه، حيث تم نقل ما يقارب 10 مصابين إلى المعهد، بينما تعافى 3 مصابين وتمت عودتهم إلى غزة مجدداً".

 وأشار إلى أنه "تم تسجيل حالة وفاة واحدة لأحد المصابين نتيجة خطورة حالته الصحية وإصابته البالغة"، مبيناً أن الجانب المصري سهل سفر بعض المصابين على الرغم من عدم حملهم جواز سفر.
وأوضح المصدر أنه "يتم التنسيق ما بين وزارتي الصحة المصرية والفلسطينية بشأن نقل المصابين وتقييم حالاتهم، وأن عشرات سيارات الإسعاف ترابط في منفذ رفح على مدار الساعة في انتظار قدوم المصابين الفلسطينيين، لنقلهم بشكل عاجل إلى المستشفيات".
 وبين أنه "تم توفير طاقم طبي متخصص لعلاج الحالات الطارئة حال وصولها للمنفذ، وذلك كله بتوجيهات من القيادة الأمنية والحكومية بتسهيل سفر المصابين عبر المنفذ، منذ العدوان الإسرائيلي على غزة".
 غير أنه أشار إلى أن التوقعات كانت بوصول أعداد أكبر من المصابين، لا سيما الحالات الخطيرة منها، والتي تحتاج إلى تدخلات جراحية عاجلة على يد جراحين متخصصين في الأوعية الدموية والأعصاب والعظام وغيرها من التخصصات الدقيقة، إلا أن ذلك لم يحدث، إذ إن ما وصل من حالات كان قليلاً، بواقع إصابة أو إصابتين في اليوم فقط.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت، في آخر إحصائية لها، أن العدوان الإسرائيلي تسبب في استشهاد 260 فلسطينياً في غزة، منهم 66 طفلاً و40 امرأة و17 مسناً، وأكثر من 1950 إصابة، العشرات منها لا تزال توصف بالخطيرة والحرجة وتتلقى العلاج في المستشفيات بقطاع غزة.
في حين أن الصحة بغزة أكدت في أكثر من محفل عن ضعف الإمكانيات المادية لديها، وكذلك البشرية، في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي يتزامن مع تفشي فيروس كورونا في القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عام 2006، وسط مطالبات بإدخال مساعدات طبية وأجهزة متخصصة لتقديم العلاج اللازم للمصابين، في ظل رفض الاحتلال إدخال المساعدات بشكل مستمر.
ومن جهة أخرى، أفاد مصدر طبي مصري، لـ"العربي الجديد"، بأن هناك حالة من النفور لدى المصابين الفلسطينيين من الانتقال للعلاج في مصر، تخوفاً من عدم وجود اهتمام كاف بهم، لا سيما التجربة السيئة التي عاشها عشرات المصابين خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2012، حيث تم إهمال المصابين في مستشفى العريش العام، ولم يتلقوا العلاج اللازم، خصوصاً الحالات الخطيرة منها.
وتابع "إلا أن عدداً من المصابين قبلوا الانتقال للعلاج بمصر، في ظل الحديث عن تسهيلات في سفرهم، وتقديم العلاج اللازم، بتوجيهات مصرية سيادية، خلال الفترة الماضية".

ومن الأسباب التي تحول دون انتقال الجرحى الفلسطينيين، قال مصدر طبي مصري إن "التكلفة المادية التي ترافق رحلة السفر إلى مصر هي غير متوفرة لدى عدد كبير من المصابين، في ظل الواقع الاقتصادي السيئ في القطاع، يقابله ارتفاع أسعار المعيشة في مصر، خصوصاً أن الدولة المصرية تكفلت بالعلاج في المستشفيات الحكومية فقط، من دون تغطية رحلة السفر بالكامل للمصاب ومرافقه خلال فترة وجودهم على أراضيها".
وتابع كما أن" لا علاقة للوزارة أو أي طرف آخر بتكلفة وجود المصاب خارج إطار المستشفى، مع الإشارة إلى أنه يتم تقديم وجبات طعام بشكل يومي للمصابين والمرافقين، بالإضافة إلى تقديم الاحتياجات الشخصية لهم خلال وجودهم في غرف المستشفى، كالأغطية والأدوات اللازمة لهم، وذلك بمبادرات شعبية ومحلية، وهذا ما يطبق بشكل فعلي في مستشفى العريش العام، في ظل حالة الدعم الشعبي الكبيرة التي يحظى بها المصابون الفلسطينيون، فور وصولهم إلى المستشفى". 
ومن المواقف التي رافقها مراسل "العربي الجديد" خلال وجوده في مستشفى العريش العام، حالة الطفل الفلسطيني مهند أبو عليان، المصاب بشظايا صاروخ في أنحاء متفرقة من جسده أدت إلى إصابته بالشلل في بعض أطرافه، إلا أن السلطات المصرية في منفذ رفح البري رفضت سفر والده بحجة أنه مسجل في قوائم المنع الأمني للذي ترفض مصر مغادرتهم قطاع غزة، والذين في غالبيتهم منتمين إلى فصائل المقاومة الفلسطينية.
وبقي الطفل بلا مرافق في المستشفى أكثر من أسبوع، إلى أن تم السماح لوالدته بالقدوم إليه، وتركت طفلها الرضيع في البيت، في ظل عدم القدرة على الانتقال به إلى المستشفى، برغم طلب الطفل المصاب من الطواقم الطبية ضرورة قدوم والده والوقوف إلى جواره، بدلاً من والدته.