أميركا: هيغل خارج إدارة أوباما بدون إرادته

أميركا: هيغل خارج إدارة أوباما بدون إرادته

24 نوفمبر 2014
سيضاف اسم هيغل إلى قائمة منتقدي أوباما (فرانس برس)
+ الخط -
لم تنجح عبارات الثناء التي تبادلها الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مع وزير دفاعه الجمهوري، تشاك هيغل، في التغطية على حقيقة أن الأخير استقال، أو أجبر على الاستقالة من منصبه، لأسباب ناجمة عن خلاف في الرؤية بين الرجلين، خصوصاً فيما يتعلق باستراتيجية أوباما تجاه العراق.

وكشف الرئيس أوباما، وهيغل إلى جانبه في البيت الأبيض، أن موضوع الاستقالة بدأ الحديث عنه بينهما منذ حوالى شهر، في إطار الحديث عن خطة أوباما للنصف الثاني من فترته الرئاسية.

ورغم ظهور وزير الدفاع المستقيل إلى جانب الرئيس ونائبه في البيت الأبيض، وقبوله الاستمرار في أداء مهامه إلى أن يتم تعيين بديل يصادق عليه مجلس الشيوخ الأميركي، إلا أن معظم المصادر تؤكد أن هيغل لم يقدم الاستقالة من تلقاء نفسه، بل بناء على ضغوط لم يحتملها، إن لم يكن قد تلقى طلباً صريحاً من البيت الأبيض بذلك.
وقد ألمح أوباما في كلمته، إلى أن مواقف هيغل السابقة، هي التي جاءت به إلى منصب وزير الدفاع في حكومة حزب منافس، في إشارة منه إلى أن مواقف هيغل الجديدة قد تكون هي السبب في الإطاحة به.

ومن المعروف عن هيغل أنه كان من الجمهوريين القلائل المعارضين لحرب العراق، في عهد الرئيس السابق جورج بوش، ولكنه حالياً أصبح من المتحمسين لإرسال قوات أميركية برية إلى العراق لمواجهة داعش، بما يتناقض مع رغبة أوباما بعدم التورط في حرب برية لا يمكن حسبان نتائجها.
وفي معرض إشادة أوباما بوزير دفاعه المستقيل، قال إنه، أي هيغل، كان وزير دفاع استثنائياً. وأعرب أوباما عن شكره له، لقبول المنصب، رغم أنهما من حزبين مختلفين. كما أشاد بدوره في إنهاء حرب أفغانستان، أو التهيئة لإنهائها.

كما شكر أوباما وزير دفاعه على موافقته البقاء في المنصب، وتسيير العمل في البنتاجون إلى حين تعيين بديل مناسب.
ومن جانبه، أعرب هيغل عن شكره للرئيس ولزملائه في البنتاجون ولكل من عمل معهم، معلناً تعهده بالاستمرار في خدمة البلاد في أي مهمة يطلب منه أداءها.

وكان مصدر في المكتب الصحافي للبيت الأبيض أكد لـ"العربي الجديد"، أن "الرئيس سجل بخط يده بعض نقاط الثناء على وزير الدفاع المستقيل، وسيدلي بها عقب وصول هيغل إلى البيت الأبيض"، رافضاً الإفصاح "عما إذا كان الرئيس الأميركي سيعلن اسم المرشح الجديد لخلافة وزير الدفاع المستقيل".

وسبق أن أكدت مصادر إعلامية أميركية، أن استقالة وزير الدفاع جاءت بناء على طلب من الرئيس، ليكون هيغل أول ضحية ضمن خطة تغيير في طاقم أوباما ستشمل آخرين.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد أشارت إلى أن "هذه الاستقالة مرتبطة جزئياً بخلافات حول الاستراتيجية الواجب اعتمادها لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سورية والعراق".

ونقلت عن مسؤول في البيت الأبيض، رفض الكشف عن اسمه، أنه "سيتم تعيين خلف لهيغل بسرعة"، لافتاً إلى أن "وزير الدفاع، وهو الجمهوري الوحيد في إدارة اوباما، سيبقى في منصبه إلى حين مصادقة مجلس الشيوخ على تعيين وزير الدفاع الجديد".

وبين الأسماء المطروحة لخلافة هيغل، مساعدة وزير الدفاع، ميشيل فلورنوي، والسناتور الديمقراطي، جاك ريد، ومساعد وزير الدفاع سابقاً، أشتون كارتر.

ويحتاج خليفة هيغل إلى المصادقة على اسمه في مجلس الشيوخ، ومن المتوقع أن يعلن اسم المرشح في القريب العاجل، لتبدأ إجراءات المصادقة على تعيينه من قبل الأغلبية الديمقراطية الحالية في مجلس الشيوخ، قبل أن يباشر المجلس المقبل ذو الأغلبية الجمهورية مهامه في يناير/كانون الثاني المقبل.

ومن المرجح، أن يؤدي خروج هيغل المنتمي للحزب الجمهوري من إدارة أوباما الديمقراطية، إلى إضافة اسمه إلى قائمة منتقدي أوباما العلنيين، بعد أن يكون قد تحرر من قيود العمل الحكومي.