التطبيع يفجر خلافاً بين "الموساد" و"مجلس الأمن القومي" بإسرائيل

التواصل مع الدول العربية يفجر خلافاً بين "الموساد" و"مجلس الأمن القومي" بإسرائيل

08 ابريل 2019
نتنياهو يجند أجهزته لتنفيذ التطبيع (مناحيم كهانا/ فرانس برس)
+ الخط -

كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية "13" الليلة الماضية أن توترا كبيرا طرأ مؤخرا بين جهاز المخابرات للمهام الخارجية "الموساد" برئاسة يوسي كوهين و"مجلس الأمن القومي"، الذي يقوده مئير بن شابات، بعدما أبدى قادة كبار في "الموساد" انزعاجا من وتيرة اللقاءات والاتصالات التي يجريها المجلس مع أنظمة الحكم في الدول العربية والإسلامية، التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع تل أبيب دون تنسيق ذلك مع "الموساد".


وأوضحت القناة أن "الموساد" منزعج بشكل خاص من الدور الذي يقوم به نائب رئيس "مجلس الأمن القومي"، والذي يطلق عليه لقب "معوز"، حيث إن الرقابة العسكرية ترفض الكشف عن اسمه لدواع أمنية بسبب قيامه برحلات متواصلة إلى عواصم دول عربية وإسلامية.

وأشارت إلى أن "معوز" بات يعمل كمبعوث خاص وسري لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الدول العربية والإسلامية.

وأوضحت القناة أن التوتر بين الجهازين وصل إلى حد أن "الموساد" قد هدد بفرض عقوبات على "معوز" تقلص من قدرته على العمل في الدول العربية والإسلامية.

وعلى الرغم من أن القناة لم تكشف عن طابع التهديدات التي وجهها "الموساد" لـ"معوز"، فإنه يرجح أن الجهاز قد توعد الأخير بحرمانه من التسهيلات التي يقدمها عادة "الموساد" للمسؤولين الإسرائيليين، الذين يقومون بزيارات سرية للدول العربية والإسلامية، سيما آليات وأدوات التخفي وتمكينهم من انتحال شخصيات للتغطية على دورهم ذلك بهدف الكشف عن هوياتهم من قبل وسائل الإعلام أو أثناء تحركاتهم في المطارات.

وحسب القناة، فقد أوضح "الموساد" بأنه عازم على عدم السماح بأن يقتفي "معوز" أثر المحامي إسحاك مولخو، الذي عمل محاميا شخصيا لنتنياهو، وبعد ذلك أصبح مبعوثه السري إلى الدول العربية والإسلامية.
وقد شكل تعيين بن شابات، رئيسا لـ"مجلس الأمن القومي"، التابع لديوان نتنياهو، قبل عدة أشهر نقطة تحول فارقة في دوره في التواصل مع الدول العربية والإسلامية التي لا تقيم علاقات مع إسرائيل.

فقد عمد بن شابات، الذي اكتسب خبرة طويلة في مجال مواجهة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من خلال قيادته منطقة الجنوب في جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك"، إلى الطلب من "معوز"، الذي كان يتولى أيضا موقعا مهما في "الشاباك"، الاستقالة وعينه نائبا له، ومكلفا بإجراء اتصالات سرية مع الدول العربية والإسلامية.

وعلى الرغم من أنه لم يتم الكشف عن طابع المواقع التي تولاها "معوز" داخل "الشاباك"، إلا أن الاستعانة به في التواصل مع العالم العربي يدلل على أنه عمل في القسم العربي في الجهاز، والمسؤول عن تجنيد المصادر البشرية أو القيام بعمليات التحقيق مع الأسرى الفلسطينيين في أقبية السجون الإسرائيلية.

وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن أحد أهم الإنجازات التي حققها "معوز" في منصبه الجديد تمثل في نجاحه في إقناع الرئيس التشادي إدريس ديبي بتدشين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وذلك بعد أن تمكن من التواصل مع نجل الرئيس ديبي، الذي يرأس الأجهزة الأمنية في التشاد، بعد أن استعان بخدمات رجل أعمال يهودي فرنسي تربطه علاقات وثيقة بنجل الرئيس.

وفي المقابل، فقد حرص "الموساد" على إبراز دور رئيسه يوسي كوهين في إقناع الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل، حيث حرصت مصادر في الجهاز على التسريب بأن الدور الذي لعبه كوهين كان حاسما في إقناع سلطان عمان، قابوس بن سعيد، بدعوة نتنياهو لزيارة مسقط وموافقته على تحليق الطائرات الإسرائيلية في الأجواء العمانية.



وقد حرص الجهاز أيضا على إبراز دور كوهين في إجراء الاتصالات مع الأردن في محاولة لتطويق التوتر الذي نجم في أعقاب تفجر قضية مصلى "باب الرحمة" في المسجد الأقصى.
ويذكر أن التواصل مع الدول التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل هو من المهام الرئيسة التي يقوم بها "الموساد" عبر شعبة "تيفيل"، التي تعد من الشعب الرئيسة في الجهاز.