31 قتيلاً وعشرات المصابين في أحدث هجوم روسي على كييف

01 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 15:03 (توقيت القدس)
دمار في مبنى سكني في كييف جراء القصف الروسي، 31 يوليو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ارتفعت حصيلة الضربات الروسية على كييف إلى 31 قتيلاً و159 جريحاً، مما دفع السلطات الأوكرانية لإعلان الحداد، بينما استهدفت غارات أخرى منطقة بيلا تسيركفا.
- أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير 60 طائرة أوكرانية مسيرة، وندد الرئيس زيلينسكي بالهجمات الروسية، مشيراً إلى استخدام روسيا لأكثر من 3800 طائرة مسيرة و260 صاروخاً في يوليو.
- وصف الرئيس الأميركي ترامب الضربات بأنها "مثيرة للاشمئزاز" وأعلن عن عقوبات جديدة، بينما أعلنت ألمانيا عن إمكانية تسليم منظومتي "باتريوت" لأوكرانيا.

ارتفعت حصيلة الضربات الروسية ليل الأربعاء-الخميس على كييف إلى 31 قتيلاً، بينهم خمسة أطفال، و159 جريحاً، بحسب ما أكده الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة. وغداة إعلان السلطات الأوكرانية أنّ القصف أوقع 16 قتيلاً، بينهم طفلان، قال زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي "انتهت عمليات البحث والإنقاذ. للأسف، تأكد سقوط 31 قتيلاً بينهم خمسة أطفال. أصغرهم لم يتجاوز عمره العامين".

وهذا الهجوم من الأكثر دموية في العاصمة الأوكرانية منذ بدء الغزو الروسي عام 2022. وأكد زيلينسكي أن 159 شخصاً أصيبوا في الهجوم على كييف، بينهم 16 طفلاً. واستُهدفت أوكرانيا مجدداً، ليل الخميس - الجمعة، بضربات روسية، وقُتل رجل عمره 63 عاماً جراء قذيفة طاولت مبنى سكنياً في بلدة فيسيليانكا في منطقة زابوريجيا (شرقا)، وفق ما أفاد رئيس الإدارة العسكرية المحلية إيفان فيدوروف على "تليغرام". وأعلنت كييف اليوم الحداد إثر عمليات القصف التي حصلت أمس الخميس وكانت الأكثر دموية في العاصمة منذ بدء الغزو الروسي في فبراير/ شباط 2022.

إلى ذلك، أعلنت خدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية، اليوم الجمعة، عن اندلاع حرائق واسعة النطاق في منشآت صناعية في بيلا تسيركفا، الواقعة بمنطقة كييف، جراء غارة روسية. وأفادت خدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية، بأن الجيش الروسي شنّ سلسلة من الضربات على منطقة بيلا تسيركفا خلال الليل، مما تسبب في اندلاع حرائق واسعة النطاق في مؤسسات مدنية ومنشآت صناعية بالمنطقة، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية الأوكرانية (يوكرينفورم) اليوم.

وشارك أكثر من 100 من رجال الإنقاذ و34 وحدة من معدات خدمة الطوارئ الحكومية، بما في ذلك الروبوتات، في إزالة آثار الحريق. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، عن تدمير منظومات الدفاع الجوي التابعة لها، 60 طائرة أوكرانية مسيرة خلال الليل، فوق عدة مناطق. وقالت الوزارة في بيان لها: "خلال الليلة الماضية من الساعة 23:30 بتوقيت موسكو في 31 يوليو/ تموز، وحتى الساعة 04:10 في 1 أغسطس/ آب، اعترضت منظومات الدفاع الجوي العاملة ودمّرت 60 طائرة دون طيار أوكرانية"، وفقاً لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية.

وأضاف البيان، أنه تم تدمير "31 مسيّرة على أراضي مقاطعة بيلغورود، و12 على أراضي مقاطعة روستوف، و5 على أراضي إقليم كراسنودار، و4 فوق حوض البحر الأسود، و3 على أراضي مقاطعة فورونيج، واثنتين على أراضي مقاطعة ليبيتسك، واثنتين على أراضي مقاطعة تولا، وواحدة فوق مياه بحر آزوف".

هجمات قياسية في يوليو

وندد زيلينسكي

 الخميس، بـ"مشهد جديد" من القتل تسببت به موسكو، داعياً إلى "تغيير النظام" في روسيا. وأعلن، اليوم الجمعة، أن روسيا استخدمت أكثر من 3800 طائرة مسيّرة وحوالي 260 صاروخاً في هجماتها على أوكرانيا في يوليو/ تموز. وكتب زيلينسكي على إكس "نحن نقدّر حقيقة أن الرئيس ترامب والقادة الأوروبيين والشركاء الآخرين يرون بوضوح ما يحدث ويدينون روسيا"، لكنه أضاف أن الهجمات الروسية لا يمكن أن تتوقف إلا من خلال الجهود المشتركة بين الولايات المتحدة وأوروبا والجهات الفاعلة العالمية الأخرى.

وفي السياق، ذكر تحليل لوكالة فرانس برس أن روسيا هاجمت أوكرانيا في يوليو بأكبر عدد من المسيّرات في شهر واحد منذ بدء غزوها لجارتها. وكشف التحليل الذي يستند إلى أعداد نشرتها السلطات الأوكرانية، أن الجيش الروسي أطلق 6297 مسيّرة بعيدة المدى على أوكرانيا في يوليو، ما يشير إلى زيادة هذا العدد للشهر الثالث على التوالي، وارتفاعه بنسبة 16% مقارنة بيونيو/ حزيران.

ويشمل هذا العدد نسبة كبيرة من المسيّرات الوهمية التي تهدف خصوصاً إلى إغراق أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية المجهدة. وأطلقت روسيا أيضاً 198 صاروخاً على أوكرانيا خلال يوليو، وهو عدد يفوق أي شهر آخر هذا العام باستثناء يونيو، وفقاً لبيانات حللتها وكالة فرانس برس.

وفي سياق المواقف، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب

 الضربات الأخيرة على كييف بأنّها "مثيرة للاشمئزاز"، مؤكداً عزمه على فرض عقوبات جديدة على روسيا. وقال ترامب للصحافيين إنّ "روسيا - أعتقد أنّ ما يفعلونه مثير للاشمئزاز. أعتقد أنّه مثير للاشمئزاز"، مضيفاً "سنفرض عقوبات. لا أعلم إن كانت العقوبات تزعجه (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) لكنّنا سنفرضها".

كما أعلن الرئيس الأميركي أنّ مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف الذي يزور إسرائيل حالياً، سيتوجّه إلى روسيا بعد انتهاء مهمّته في الشرق الأوسط. وسبق لويتكوف أن التقى مرات عدّة بالرئيس الروسي. وكان ترامب قد أمهل روسيا حتى نهاية الأسبوع المقبل لوقف القتال في أوكرانيا، وذلك تحت طائلة فرض عقوبات اقتصادية قاسية عليها. ويدرس الرئيس الأميركي حالياً فرض عقوبات "ثانوية" على روسيا، وهي عقوبات تستهدف عملياً الدول التي تشتري من موسكو النفط تحديداً، وذلك بهدف تجفيف هذا المصدر الأساسي لإيرادات آلة الحرب الروسية. وانتقد ترامب الهند تحديداً، بسبب وارداتها من الهيدروكربونات والأسلحة الروسية.

وإثر عودته إلى السلطة في يناير/ كانون الثاني، عبّر ترامب عن استعداده للتفاوض مع الرئيس الروسي، وحاول التقارب معه، وانتقد المساعدات الضخمة التي قدّمتها واشنطن إلى كييف في عهد سلفه جو بايدن. لكنّ ترامب أعرب منذ ذلك الحين عن "خيبة أمل" من بوتين الذي لم يوافق على وقف لإطلاق النار تطمح إليه كييف وواشنطن.

برلين ستسلّم كييف منظومتي "باتريوت"

في سياق مختلف، أعلنت الحكومة الألمانية إمكانية بدء تسليم منظومتي "باتريوت" للدفاع الجوي إلى أوكرانيا. وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن الشرط الأساسي هو أن تقوم الشركة المصنعة الأميركية في المقابل، بتسليم أنظمة جديدة في أسرع وقت ممكن لألمانيا حتى تتمكن من مواصلة الوفاء بالتزاماتها تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأضاف: "هذا الالتزام من الجانب الأميركي موجود"، موضحاً أنه يمكن لألمانيا لذلك دعم أوكرانيا في البداية بأنظمة الإطلاق، ثم بمكونات النظام الإضافية.

وأعلنت الوزارة أن الجيش الألماني سيسلّم قاذفات باتريوت إضافية إلى أوكرانيا خلال الأيام المقبلة واعتبار ذلك خطوة أولى. وفي خطوة ثانية، سيُسلّم الجيش الألماني مكونات إضافية للنظام خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر القادمة لتعزيز الدفاع الجوي لأوكرانيا ببطاريات باتريوت إضافية. وتم التوصل إلى اتفاق مع وزارة الدفاع الأميركية، يقضي بأن تكون ألمانيا في المقابل أول دولة تتسلّم أنظمة حديثة الإنتاج من الجيل الأحدث. وستتولى ألمانيا توفير التمويل.

وكانت الخطة الأصلية تنصّ على شراء نظامي باتريوت من الولايات المتحدة مقابل مليار يورو تقريباً لكل منهما، وشحنهما مباشرة إلى أوكرانيا. لكن نظراً إلى عدم توفرهما للتسليم الفوري، سيُسلّم الجيش الألماني الآن نظامين من أصل تسعة أنظمة باتريوت باقية لديه أولاً، ثم يتسلم أنظمة بديلة من الولايات المتحدة.

(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس)