31 دولة عربية وإسلامية تدين تصريحات نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى"

16 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 09:27 (توقيت القدس)
نتنياهو خلال حفل استقبال بمناسبة الرابع من يوليو في القدس (رونين زفولون/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أدان وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية تصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"، معتبرينها تهديداً للأمن القومي العربي والسلم الإقليمي والدولي، وأكدوا التمسك بالشرعية الدولية لتحقيق السلام العادل.
- رفض الوزراء خطة الاستيطان في منطقة "إي 1"، معتبرينها انتهاكاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، محذرين من خطورة السياسات الإسرائيلية التوسعية في الضفة الغربية.
- جدد الوزراء إدانة "جرائم العدوان الإسرائيلي" في غزة، مطالبين بوقف الحصار وضمان المساعدات الإنسانية، وحملوا إسرائيل المسؤولية عن تبعات جرائمها، داعين المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل.

دان وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية، إلى جانب الأمناء العامين لـ3 منظمات إقليمية، بشدة تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو

بشأن ما يُسمّى "إسرائيل الكبرى"، معتبرين أنها تمثل استهانة بالقانون الدولي، وتهديداً مباشراً للأمن القومي العربي والسلم الإقليمي والدولي.

جاء ذلك في بيان مشترك، الجمعة، صادر عن وزراء خارجية 21 دولة عربية هي: فلسطين، ومصر، والجزائر، والمغرب، وموريتانيا، والأردن، والسعودية، وقطر، والإمارات، وسلطنة عمان، والكويت، والبحرين، وسورية، واليمن، والعراق، ولبنان، والسودان، وليبيا، والصومال، وجزر القمر، وجيبوتي، إضافة إلى وزراء خارجية تركيا، وإندونيسيا، وباكستان، وبنغلادش، ونيجيريا، والسنغال، وسيراليون، وتشاد، وغامبيا، والمالديف، إلى جانب الأمناء العامين لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، ومنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، ومجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي.

وقال البيان إن تصريحات نتنياهو بشأن ما يُسمّى "إسرائيل الكبرى"، تمثل "استهانة بالغة وافتئاتاً صارخاً وخطيراً لقواعد القانون الدولي، ولأسس العلاقات الدولية، وتشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي ولسيادة الدول، والأمن والسلم الإقليمي والدولي". والثلاثاء، قال نتنياهو في مقابلة مع قناة "i24" العبرية، إنه "مرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى"، رداً على سؤال عن شعوره بأنه في "مهمة نيابة عن الشعب اليهودي". وتشمل هذه الرؤية، وفق المزاعم الإسرائيلية، الأراضي الفلسطينية المحتلة وأجزاءً من دول عربية، من الفرات إلى النيل.

وشدد البيان المشترك على رفض السياسات الإسرائيلية القائمة على القوة والسيطرة، مؤكداً تمسك الدول الموقعة بالشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، واتخاذ الإجراءات كافة التي تكرس السلام العادل. وأكد أن الدول العربية والإسلامية "ستتخذ السياسات والإجراءات كافة التي تؤطر للسلام وتكرسه، بما يحقق مصالح جميع الدول والشعوب في الأمن والاستقرار والتنمية، بعيداً عن أوهام السيطرة وفرض سطوة القوة".

نتنياهو مخلّص "إسرائيل الكبرى" على خُطى بن غوريون واستنكار واسع

وفي سياق متصل، دان الوزراء موافقة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش على خطة الاستيطان في منطقة "إي 1"، وتصريحاته الرافضة لإقامة الدولة الفلسطينية، معتبرين ذلك انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وعلى رأسها القرار 2334. ويدين القرار 2334 جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية الرامية إلى تغيير التكوين الديمغرافي، والطابع والوضع القانوني للأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، عاصمة دولة فلسطين.

و"إي 1" مخطط استيطاني إسرائيلي يهدف إلى ربط القدس بعدد من المستوطنات الإسرائيلية الواقعة شرقها في الضفة الغربية مثل معاليه أدوميم، وذلك من خلال مصادرة أراضٍ فلسطينية بالمنطقة، وإنشاء مستوطنات جديدة، ويمنع أي توسع فلسطيني محتمل. وأكد الوزراء في بيانهم "رفضهم المطلق وإدانتهم لهذه الخطة الاستيطانية، ولكل الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية، التي تشكل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن".

وجددوا تأكيد "الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية، الذي شدد على عدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، وضرورة إنهائه فوراً، وإزالة آثاره والتعويض عن أضراره". وحذروا من "خطورة النيات والسياسات الإسرائيلية الهادفة إلى ضم الأراضي الفلسطينية، واستمرار الحكومة الإسرائيلية المتطرفة في نهجها الاستيطاني التوسعي في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها من محاولات المساس بالأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى". وشددوا على خطورة "إرهاب المستوطنين، والاقتحامات اليومية للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، والتدمير المنهجي لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم، الذي يُسهم مباشرةً في تأجيج دوامات العنف والصراع، ويُقوّض فرص تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة".

وفي سياق متصل، جدد وزراء الخارجية في الدول العربية والإسلامية، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، تأكيدهم رفض وإدانة "جرائم العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وتأكيد وقف إطلاق النار في قطاع غزة"، مشددين على ضرورة "ضمان النفاذ غير المشروط للمساعدات الإنسانية لوقف سياسة التجويع الممنهج الذي تستخدمه إسرائيل سلاحَ إبادة جماعية، بما يتطلبه ذلك من إنهاء فوري للحصار الإسرائيلي القاتل على القطاع، وفتح المعابر الإسرائيلية مع قطاع غزة".

ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، وتسمح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحدّ الأدنى من احتياجات المواطنين. وحمّل الوزراء في بيانهم، "إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، كامل المسؤولية عن تبعات جرائمها في قطاع غزة، من انهيار المنظومة الصحية والإغاثية، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال".

وجددوا تأكيدهم "الرفض الكامل والمطلق لتهجير الشعب الفلسطيني بأي شكل من الأشكال، وتحت أي ذريعة من الذرائع، ومطالبة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف العدوان والانسحاب الكامل من قطاع غزة، تمهيداً لتهيئة الظروف الملائمة من أجل تنفيذ الخطة العربية ـ الإسلامية لجهود التعافي المبكّر ولإعادة إعمار القطاع".

وشدد وزراء الخارجية على أن "قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، وضرورة تولي دولة فلسطين مسؤوليات الحكم في قطاع غزة كما في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، بدعم عربي ودولي، في إطار البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وسياسة نظام واحد وقانون واحد وسلاح شرعي واحد".

ودعوا في بيانهم، المجتمع الدولي، وبخاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ولا سيما الولايات المتحدة، إلى "تحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والعمل الفوري على إلزام إسرائيل بوقف عدوانها المتواصل على قطاع غزة، وتصعيدها الخطير في الضفة الغربية المحتلة، ووقف التصريحات التحريضية الواهمة التي يُطلقها مسؤولوها". وطالبوا بتوفير "الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتمكينه من نيل حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني، ومحاسبة مرتكبي الجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني".

(الأناضول)