سقط أكثر من 20 قتيلا وجريحا على الأقل، اليوم الأحد، في هجوم غامض استهدف قاعدة عسكرية للجيش اليمني في محافظة أبين، جنوبي البلاد، التي تشهد توترا عسكريا مع المليشيات الانفصالية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.
وقال مسؤول محلي بمحافظة أبين، لـ"العربي الجديد"، إن الهجوم استهدف معسكر اللواء الخامس مشاة بري التابع للجيش اليمني، الذي يرابط في مديرية مودية، ما أسفر عن مقتل 3 جنود وإصابة 23 آخرين بجروح، بحسب وزارة الدفاع اليمنية.

وأشار المصدر إلى أن حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع، لافتا إلى أن عددا من الجرحى تم نقلهم إلى مرافق صحية متفرقة في مركز مديرية مودية وفي محافظة شبوة المحاذية لمحافظة أبين، مؤكدًا أن غالبية الضحايا هم من المنتسبين إلى اللواء الثالث حماية رئاسية. 

وتحدثت مصادر محلية عن أن الهجوم استهدف الجنود أثناء أداء صلاة الظهر في المسجد الخاص باللواء الخامس مشاة، فيما أشارت مصادر أخرى إلى أنهم كانوا في دورة تدريبية ينخرط فيها عشرات الأفراد منذ أواخر يونيو/حزيران الماضي.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الدامي الذي استهدف الجيش اليمني، فيما لم يعرف ما إذا كان قد تم بصاروخ أو بطائرات مسيرة بدون طيار تستخدمها جماعة الحوثيين في هجماتها على قوات الجيش اليمني في مأرب، كما استخدمتها الأسبوعين الماضيين في المعسكر التدريبي بمنطقة الوديعة في حضرموت.
وذكرت مصادر عسكرية أن كل الاحتمالات واردة حول الجهة المنفذة للهجوم، مشيرة إلى أن جماعة الحوثيين هي الجهة الوحيدة التي تمتلك سلاحا نوعيا، سواء من الصواريخ الباليستية أو من الطائرات المسيرة.
وقال مصدر عسكري لـ"العربي الجديد" إن الأمر يختلف في حال ما إذا كان الهجوم ناتجا عن عبوة ناسفة تم تفجيرها عن بُعد، أو غارة جوية، فيما أكد أن الأمور ستتضح خلال الساعات القادمة.  

واحتفى أنصار المجلس الانتقالي بالهجوم على الجيش اليمني، ففي حين اعتبر الكاتب الانفصالي المقيم في أبوظبي هاني مسهور أن منفذ العملية "فاعل خير فعل خيرا وطار بالأجر والثواب"، زعم ناشطون موالون للإمارات، في تغريدات على تويتر، أن الهجوم تم بطائرة أميركية بدون طيار، كون المعسكر يضم عناصر من تنظيم القاعدة.

اتهام رسمي للحوثيين  

اتهمت وزارة الدفاع اليمنية جماعة الحوثيين بالوقوف وراء الهجوم، وقالت إن الحصيلة بلغت 3 قتلى و23 جريحا. 
وذكر الموقع الرسمي للجيش اليمني أن وزير الدفاع محمد المقدشي أجرى اتصالا هاتفيا بسند الرهوة، قائد القوات المشتركة في محور أبين، للاطمئنان على الجرحى الذين سقطوا أثناء تأدية صلاة الظهر في معسكر اللواء الخامس مشاه. 
وفيما وجّه بسرعة علاج الجرحى وتقديم الخدمات اللازمة، اعتبر وزير الدفاع اليمني أن الهجوم "جريمة تكشف فيها المليشيا الحوثية وداعموها الإيرانيون عن عقيدتهم الإرهابية وحقدهم الدفين ضد الشعب اليمني باستهدافاتهم المتكررة لدور العبادة والأعيان المدنية".
ولم يصدر أي تعليق رسمي من جماعة الحوثيين على الاتهامات الحكومية، فيما دأبت الجماعة مؤخرًا على تأخير بياناتها الرسمية التي تتبنى فيها هجماتها الجوية على معسكرات الجيش اليمني، سواء في مأرب أو الوديعة.