3 شهداء في جنوب لبنان.. ولا ضمانات أميركية بوقف اعتداءات الاحتلال
استمع إلى الملخص
- زارت نائبة المبعوث الأميركي، مورغان أورتاغوس، لبنان لبحث وقف إطلاق النار والإصلاحات، لكنها لم تقدم ضمانات بوقف الاعتداءات، مؤكدة على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة.
- شدد حزب الله على أهمية وحدة الموقف اللبناني، مؤكداً أن المقاومة والجيش سيظلان معًا، ودعا إلى تعزيز الجهود لحماية استقرار لبنان وسيادته.
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، مساء اليوم الاثنين، عن سقوط شهيدين سوريين وإصابة مواطن بجروح إثر غارة إسرائيلية بمسيرة على طريق الدردارة- الخيام جنوبي لبنان، في حين نفذت مسيّرة إسرائيلية، صباح اليوم الاثنين، غارة على بلدة الطيبة جنوبي لبنان، أسفرت عن سقوط شهيد. ويأتي وذلك في وقتٍ يواصل فيه طيران جيش الاحتلال تحليقه في الأجواء على علو منخفض. وقالت وسائل إعلام تابعة لحزب الله إنّ المسيّرة استهدفت دراجة نارية يقودها صاحب محلّ لتصليح الدراجات في بلدة الطيبة، ما أسفر عن استشهاده واحتراق المحل.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية، بأنّ الغارة الإسرائيلية بمسيّرة على بلدة الطيبة أدت إلى استشهاد مواطن. وخلال الساعات الماضية، سُجِّل أكثر من اعتداء إسرائيلي على الجنوب اللبناني، منها استهداف مروحية محطة وقود في بلدة عيتا الشعب، وتلة الكنيسة بين الطيبة ورب ثلاثين بقنابل صوتية، وشنّ غارة على حفارة في بلدة ليف، ما أدى إلى إصابة شخصين بجروحٍ.
غارة الطيبة جنوب لبنان pic.twitter.com/KRjjEsTvAt
— Christine Yassine Shahine | كريستين شاهين (@christin_shahin) April 7, 2025
وتأتي هذه الانتهاكات المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في وقتٍ لم تحمل معها نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى المسؤولين اللبنانيين خلال جولتها في بيروت أي ضمانات بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، رغم أنّ أجواء اللقاءات وُصِفت بـ"الإيجابية والبنّاءة".
وعقدت أورتاغوس خلال زيارتها الثانية إلى بيروت، والتي استمرّت ثلاثة أيام منذ يوم الجمعة الماضي، لقاءاتٍ واسعة مع المسؤولين اللبنانيين، سياسيين، أمنيين، وماليين، تركّز البحث خلالها على الملف الأمني، خصوصاً تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والقرارات الدولية ذات الصلة، وانسحاب جيش الاحتلال من المواقع الخمسة في الجنوب، وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل، وحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، والحدود البرية، إلى جانب الحاجة الملحة لتنفيذ إصلاحات اقتصادية.
وقالت مصادر رسمية لبنانية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "جولة أورتاغوس كانت إيجابية، ولم تحمل معها أي رسائل أميركية شديدة اللهجة بعكس ما كان يُشاع قبيل مجيئها، وكانت الأجواء بنّاءة أكثر من الزيارة الأولى لها، لكن في الوقت نفسه لم يحصل لبنان على ضمانات بوقف الاعتداءات أو وضع حدٍّ للتمادي الإسرائيلي ما يُبقي القلق موجوداً من التصعيد"، لافتة إلى أنّ "لبنان سيواصل تكثيف اتصالاته الدبلوماسية وجهوده من أجل وقف جميع الانتهاكات".
وأشارت المصادر إلى أنّ "الموفدة الأميركية أكدت ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، ونزع كل الأسلحة غير الشرعية في لبنان، ولكنها لم تحدّد مهلة زمنية، وتحدثت عن أهمية الإصلاحات بما هي مسار أساسي لإعادة الإعمار، في حين شدد لبنان على التزامه بتعهّداته بهذا الإطار، لكن ركّز على أولوية وقف الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، والانسحاب من المواقع الخمسة، وإطلاق سراح جميع الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل".
ولفتت المصادر إلى أنّ "هناك ملفات كثيرة على الطاولة منها الحدود البرية، ولبنان أبدى انفتاحه على تشكيل لجنة تقنية أمنية للتفاوض على غرار الترسيم البحري، لكن هناك أولوية الآن لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية".
أورتاغوس التي لم توجّه هذه المرّة أي رسائل عالية السقف من على منابر المقارّ الرسمية، بعكس ما حصل في زيارتها الأولى في فبراير/ شباط الماضي، وسّعت من دائرة لقاءاتها، وأثنت خلالها، بحسب المصادر ذاتها، على المهام التي يقوم بها الجيش اللبناني على الحدود، وفي مكافحة أعمال التسلل والتهريب، وضرورة تعزيز دوره وتقديم الدعم للمؤسسة العسكرية لإنجاز المطلوب منها وفق القرار 1701
، كما على الإجراءات في مطار بيروت الدولي، إلى جانب الخطط الإصلاحية التي تضعها الحكومة.حزب الله: المقاومة والجيش معاً في معادلة الدفاع عن لبنان
توازياً، قال عضو كتلة حزب الله البرلمانية "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، خلال تشييع شهداء سقطوا سابقاً في بلدة الطيبة، اليوم الاثنين، إنّ "الطيبة وكل القرى ستعود أجمل مما كانت، وستبذل المقاومة كل جهد، مهما وضع الأميركيون والإسرائيليون من عقبات وموانع أمام إعادة الإعمار، فهذا وعد المقاومة لأهلها"، مضيفاً أنّه "إذا كان بحسبان البعض أنّ إعاقة إعادة الإعمار هي إضعاف للمقاومة فهو مخطئ وواهم، لأن شعبنا يمتلك الوعي، وهو يدرك تماماً المرامي الخبيثة التي تقف وراء هذه الحسابات"، محذّراً من أنّ إعاقة إعادة الإعمار هي قنبلة اجتماعية موقوتة، إذا طال أمدها ستنفجر بوجه من يتربص شراً بالمقاومة.
وتابع "نحن نبدي ارتياحنا لوحدة الموقف اللبناني الرسمي في الردّ على المواقف الضاغطة التي حملتها المبعوثة الأميركية، لأننا نؤمن بكل صدق وواقعية أنّ وحدة الموقف اللبناني هي ضرورة قصوى في هذه المرحلة، وإذا امتاز هذا الموقف بالصلابة والحزم في مواجهة سياسة التهديد والوعيد، نكون قد قطعنا نصف الطريق في مواجهة تعقيدات وتحديات المرحلة الراهنة، ونكون في الوجهة الصحيحة لتحرير أرضنا وصون سيادتنا".
ولفت فياض إلى أنه "في اليومين الماضيين، صدرت تصريحات شديدة الإيجابية والنضج في تعزيز المناخات الوطنية المطلوبة من مواقع ومرجعيات روحية وعسكرية، أمّا أولئك الذين يتقصدون ملاقاة الضغوطات الخارجية بضغوطات داخلية عبر تصريحات نافرة واستفزازية، لإحداث شروخ في الموقف اللبناني لمساعدة الخارج على التسلل منها، والارتكاز عليها، هؤلاء هم جزء من معادلة الاستهداف التي يتعرض لها الوطن برمته، وليس المقاومة فحسب". وأكد فياض أنّ "توجهنا النهائي وقرارنا الثابت هو العمل على أن تبقى المقاومة والجيش معاً في معادلة الدفاع عن الوطن، وحماية استقراره، وبذل كل جهد مشترك لنقله إلى بر الأمان".