تقدير إسرائيلي:رهان أنظمة عربية على ترامب سيعزز التعاون معنا

تقدير إسرائيلي:رهان أنظمة عربية على ترامب سيعزز التعاون معنا

27 فبراير 2017
يشن الطيران الإسرائيلي غارات داخل سيناء (جاك غوز/فرانس برس)
+ الخط -

في الوقت الذي توقعت فيه دراسة صادرة عن "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي أن تُبدي الأنظمة العربية "المعتدلة" المزيد من الاستعداد للتعاون مع إسرائيل، في مواجهة التحديات الإقليمية، والتصدي لـ"الإسلام السياسي"، سلّطت صحيفة إسرائيلية المزيد من الضوء على طابع المؤسسات الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية، التي تحتفظ بعلاقات عمل مباشرة مع الجيش والأجهزة الأمنية المصرية، وتساعد في الحرب على التنظيمات الجهادية في سيناء.

وذكرت صحيفة "معاريف" أن كلاً من شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" وجهاز الاستخبارات الداخلية "الشاباك" يمدّان الجيش والأمن المصري بالمعلومات الاستخبارية اللازمة للحرب على تنظيم "ولاية سيناء". وفي تقرير نشرته على موقعها، أمس الأحد، أشارت الصحيفة إلى أن وحدة التجسس الإلكتروني في "أمان"، والمعروفة بـ"وحدة 8200"، تتولى إمداد الجانب المصري بالمعلومات حول تحركات الجهاديين في سيناء. وعلى الرغم من أن التقرير لا يتضمن تفاصيل حول الآليات التي تتبعها "وحدة 8200" في التعاون مع الأمن المصري، فإنه من المعروف أن هذه الوحدة تقوم بجمع المعلومات الاستخبارية من خلال تشغيل طائرات من دون طيار، تقوم بعمليات مسح واسعة والتصوير في مناطق يعتقد أنها تضم أهدافا استخبارية، ناهيك عن أنها تستخدم تقنيات متطورة في التنصت على المكالمات، إلى جانب احتكارها تنفيذ الهجمات الإلكترونية ذات الطابع العسكري. ويذكر أن مجلة "الدفاع الإسرائيلي" كشفت، قبل شهر، أن "وحدة 8200" تعاونت مع وكالة الأمن الوطني الأميركي "NSA" في التجسس على مصر في العام 2012، بعيد الإعلان عن انتخاب محمد مرسي رئيساً، في أول انتخابات رئاسية تجرى في مصر بعد ثورة 25 يناير.

وذكرت الصحيفة أن "الشاباك" يتعاون مع الجانب المصري من خلال دائرة سيناء في الجهاز، التي تتولى جمع المعلومات عن سيناء بهدف إحباط عمليات يمكن أن تخطط لها جماعات هناك. ويعتمد "الشاباك" خصوصاً على تجنيد مصادر استخبارية بشرية، ما يعني أن "دائرة سيناء" تعكف على محاولة تجنيد أشخاص داخل سيناء للحصول على معلومات استخبارية. وأشارت "معاريف" إلى التقارير التي تؤكد أن سلاح الجو الإسرائيلي يساعد الجيش الإسرائيلي في تنفيذ عمليات تصفية تستهدف نشطاء تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سيناء. ويذكر أن وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، ألمح، في مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي، إلى مسؤولية جيشه عن شن غارة أفضت إلى تصفية خمسة من عناصر "داعش" جنوب مدينة الشيخ زويد. ورداً على سؤال للصحافي يعكوف بردوغو حول ما إذا كانت إسرائيل مسؤولة عن الغارة، قال ليبرمان "نحن لا نترك أمراً من دون رد"، في إشارة إلى أن الغارة كانت رداً على قيام التنظيم بإطلاق صواريخ على إيلات. ونوهت "معاريف" إلى أن كلاً من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تقدم مساعدات استخبارية لمصر في حربها ضد "ولاية سيناء"، من دون أن تقدم تفاصيل حول طابع هذه المساعدات. يشار إلى أن موقع "بلومبيرغ" الأميركي نقل، العام الماضي، عن مسؤول أمني إسرائيلي بارز قوله إن سلاح الجو الإسرائيلي يشن غارات في قلب سيناء، بناء على تفاهمات مسبقة مع نظام الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي. وأضاف المسؤول، الذي رجحت مصادر إسرائيلية أن يكون وزير الحرب السابق، موشيه يعلون، أن الغارات الإسرائيلية المنسقة بدأت في عام 2014 وتواصلت في 2015 و2016.

وفي سياق متصل، توقعت دراسة صادرة عن "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي أن يتعاظم التعاون الاستراتيجي بين إسرائيل و"الأنظمة العربية البرغماتية"، وعلى رأسها مصر، في أعقاب صعود الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. وحسب الدراسة التي نشرها على موقعه أمس، نوه المركز إلى أن رهان الأنظمة العربية على إدارة ترامب في مواجهة إيران و"الإسلام السياسي" يدفعها تحديداً إلى التعاون مع إسرائيل. وأشارت الدراسة، التي أعدها كل من يوئيل جوزينسكي وكوبي نيف، إلى أن مستوى رهان نظام السيسي على إدارة ترامب كبير، على اعتبار أن القاهرة تتوقع "ألا تمارس واشنطن عليها ضغوطاً في كل ما يتعلق باحترام حقوق المواطن، علاوة على توقعاتها باتخاذ الإدارة الجديدة خطاً أكثر تشدداً تجاه جماعة الإخوان المسلمين، وإبداء قدر أكبر من التعاون في مواجهة السلفية الجهادية". وشددت الدراسة على أن التصميم الذي يبديه ترامب في دعمه لإسرائيل، في ظل الانقسام العميق الذي يعيشه العالم العربي، سيقلص من هامش المناورة أمام أنظمة الحكم العربية البراغماتية ويدفعها إلى التعاون والتنسيق مع إسرائيل.