النازحون السوريون يبتعدون عن الحدود مع الأردن

النازحون السوريون يبتعدون عن الحدود... والحرس الأردني ينفي إطلاق النار عليهم

08 يوليو 2018
مقتل شخص وإصابة آخرين خلال إطلاق النار (فرانس برس)
+ الخط -

قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأردن، أندرس بيدرسن، إن أزمة النازحين على الحدود السورية - الأردنية انتهت تقريباً، في وقت ذكر ناشطون أن قوات حرس الحدود الأردني أطلقت النار، اليوم الأحد، على بعض النازحين ممن اقتربوا من الشريط الشائك، الأمر الذي نفاه الأردن، مؤكداً أن "ما تم تداوله غير صحيح إطلاقاً".

وأوضح بيدرسن أن كل النازحين السوريين تقريباً عند معبر نصيب الحدودي غادروا الحدود الأردنية باتجاه الداخل السوري، مطالباً بعدم عرقلة وصول المساعدات الإنسانية.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك في العاصمة الأردنية عمّان مع ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأردن، ستيفانو سيفر، بهدف مناقشة آخر التطورات جنوبي سورية.

من جهته، قال سيفر إن الأمم المتحدة مستعدة للدخول إلى جنوبي سورية مع قوافل المساعدات، مضيفاً أن النازحين كانوا يغيّرون أماكنهم بشكل مستمر خلال الأيام الأخيرة، ما أدى أيضاً إلى تشتت المساعدات وصعوبة إيصالها إليهم.

وسبق أن قالت الأمم المتحدة إن التصعيد العسكري دفع ما يزيد على 320 ألف شخص في الأسبوعين الماضيين إلى النزوح، بينهم 60 ألفاً تجمعوا عند الحدود مع الأردن، في حين توجه آلاف آخرون إلى الحدود مع مرتفعات الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل، مع رفض كل من السلطات الأردنية والاحتلال الإسرائيلي استقبالهم.

وقالت مصادر محلية إن النازحين ابتعدوا عن الحدود إثر الضغوط التي تعرضوا لها، ومحاولات نقلهم بالقوة إلى الداخل السوري من جانب قوات النظام وفصائل متعاونة معها.

وحاول بعض النازحين اليوم الاقتراب من الشريط الشائك مع الأردن، في حين قال ناشطون سوريون إن حرس الحدود أطلق النار عليهم، إلا أن مصدراً عسكرياً أردنياً مسؤولاً، نفى الأمر كلياً، مؤكداً أن "ما تم تداوله غير صحيح إطلاقاً".

وقال المصدر العسكري، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إنه "تم تتبع هذا الخبر الذي نشر عبر صفحات وسائل تواصل اجتماعي مع الفيديو من الداخل السوري، حيث تبين أن الشخص الذي ظهرت صورته كمصاب ورافقه صوت يدعي أن الجيش الأردني قام برميه بالرصاص هو مصاب من جراء الأحداث الجارية في الداخل السوري".

وأكد المصدر أن "الفيديو قديم، وأن الغاية منه التشويش على دور الأردن وقواته المسلحة، ولم تطلق القوات المسلحة أي رصاصة تجاه النازحين، لا قديماً ولا في هذه الأزمة".

إلى ذلك، قال ناشطون إن مجموعات تابعة لفصيل "شباب السنة"، بقيادة أحمد العودة، الذي سلم مدينة بصرى الشام للنظام، قامت بترحيل العديد من العائلات النازحة إلى مدينة بصرى الشام، ريثما يتم الانسحاب الكامل لجميع قوات النظام من قرى ريف درعا الشرقي، التي تقدم إليها مؤخراً، وينتقل الأهالي بالتالي إلى قراهم.



وأعرب الناشطون عن قلقهم على مصير الأهالي الذين تم ترحيلهم بعيداً عن أعين المنظمات الدولية ووسائل الإعلام، ولم يستبعدوا أن يتكرر سيناريو الغوطة الشرقية، حيث أعدمت مليشيا النظام عدداً من المدنيين واحتجزت النساء والأطفال.

ورأى الناشطون أن أحمد العودة بنقله النازحين ربما سعى إلى تخفيف الضغط على الأردن من خلال إبعاد السوريين عن الحدود من جهة، وتسويق نفسه كمخلص للأهالي وقائد للمنطقة من جهة أخرى، لكنهم أشاروا إلى أنه ليست لدى العودة القدرة على حماية المدنيين في حال تعرضوا لأية مخاطر من جانب قوات النظام.

وكان ناشطون قد تداولوا مقاطع فيديو تبيّن رفض عدد من الأهالي النازحين من محافظة درعا إلى منطقة الشريط الحدودي مع الأردن الصعود إلى حافلات النقل الداخلي التابعة للنظام السوري، التي يستخدمها عادة لتهجير الأهالي، ما دفع سائقي الحافلات إلى العودة بها فارغة.

مهلة روسية للمعارضة


أمهلت روسيا، اليوم الأحد، "الجيش السوري الحر" في درعا 24 ساعة من أجل إخلاء الشريط الحدودي المحاذي للأراضي الأردنية، خاصة في الريف الغربي.

وقال مصدر من المعارضة بدرعا لـ"العربي الجديد"، فضّل عدم ذكر اسمه، إن المهلة دخلت حيّز التنفيذ ظهر اليوم وستنتهي ظهر الإثنين.

وكانت قوات النظام قد سيطرت أول من أمس على الشريط الحدودي في الريف الشرقي، وصولاً إلى معبر نصيب، وبدأت بتأهيل مخافر محاذية للحدود الأردنية.

ولم تتوقف محاولات قوات النظام التقدم في الريف الغربي، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، واستهدفت بعدة غارات بلدة أم المياذن، ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى والعديد من الجرحى.

وقال أحمد الصالح، الرئيس السابق للمجلس المحلي لمدينة جاسم، وعضو خلية الأزمة التابعة للمعارضة في درعا، في تصريحات صحافية، إنه "تمّ تشكيل جيش الجنوب في المنطقة الغربية والقنيطرة لرد أي عدوان طارئ، كما تم تشكيل فريق تفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق يضمن سلامة أهلنا وشبابنا ويحفظ البلاد".

وفي غضون ذلك، قال المنسق العام لفريق إدارة الأزمة، المحامي عدنان مسالمة، في تسجيل صوتي، إن أكثر من 95 في المائة من فاعليات درعا البلد العسكرية والمدنية اتفقت على رفض التهجير وعدم السماح لقوات الأسد بالدخول إلى مناطق سيطرتها، وتشكيل قوة شرطة محلية.

وأشار مسالمة إلى أن "الجهات الإقليمية والروس كذلك موافقون على هذه الخطوة"، مؤكداً أن "الجميع في المدينة قد اتفقوا على تشكيل تكتل تحت اسم "قوات البنيان المرصوص"، وستعمل هذه القوة على التواصل مع كل الجهات الإقليمية والدولية، لمنع قوات الأسد والمليشيات الإيرانية من دخول المدينة"، مشيراً إلى أن "القوة ستكون مهمتها حفظ الأمن في درعا البلد".

وبيّن أنهم لن يغادروا أرضهم وسيدافعون عنها بكل قوة، وفي حال حاولت قوات الأسد اقتحام درعا البلد ستتم مجابهتهم بكل قوة.