ليبرمان يحذّر من خطر إيران ويلمح إلى ضربة إسرائيلية

ليبرمان يحذّر من خطر إيران ويلمح إلى ضربة إسرائيلية

20 أكتوبر 2014
ليبرمان: مصير أمن مواطني إسرائيل من مسؤولية الحكومة (Getty)
+ الخط -

دعا وزير الخارجية الإسرائيلية، افيغدور ليبرمان، إلى "ضرورة أن تتّخذ الحكومة الإسرائيلية، بنفسها، قراراً واضحاً وحادّاً، في شأن الخطر الإيراني، لأنّ مصير أمن مواطني إسرائيل، هو جزء من مسؤولية الحكومة".

وألمح ليبرمان، في تصريحاته، صباح اليوم الاثنين، إلى احتمالات اتّخاذ قرارٍ إسرائيلي بضرب إيران، بالرغم من المعارضة الأمريكية وبغّض النظر عنها، مستذكراً ضرب المفاعل النووي في العراق، في ثمانينيات القرن الماضي، وضرب المفاعل السوري في دير الزور.

وجاءت دعوات ليبرمان هذه، بعد أن عاد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس إلى طرح الموضوع الإيراني، والتهديد من مخاطر التسوية المحتملة، بين الغرب وإيران، في اتّفاقٍ يجعل من إيران، دولة حافة ذرية، تشكّل خطراً على العالم، وعلى إسرائيل على نحو خاص"، معتبراً أنّ خطر إيران أكبر من خطر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). 

وتزامنت تصريحات نتنياهو، مع تسريب موظّف إسرائيلي رفيع المستوى، لصحيفة هآرتس، أنّ إسرائيل قلقة، من احتمالات التوصّل إلى تسوية قريبة بين إيران والدول العظمى، يبقى لإيران عدد ضخم من أجهزة الطرد المركزي، بعد التراجع في موقف الدول الغربية في الفترة الأخيرة، والذي يتمثّل في موافقة الغرب بدايةً، على احتفاظ إيران بألفي جهاز للطرد المركزي، ثم عادت ووافقت على احتفاظها بخمسة آلاف جهاز.

إلى ذلك، لفت الموظّف الإسرائيلي، إلى أنّه لا تزال هناك نقاط خلاف بين إيران والغرب، وأنّ الطرفين قد لا يتوصّلان في نهاية المطاف إلى اتفاق في 24 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لكن من شأن الطرفين، ولتفادي فشل المفاوضات، الاتفاق على تمديدها أشهراً إضافية.

وفيما تحاول إسرائيل الرسمية، وتحديداً نتنياهو، العودة إلى ملف إيران باعتباره الموضوع الرئيسي الذي يجب أن يقلق العالم، بعد أن هدّدت إسرائيل في الأعوام الماضية، باحتمالات شنّ هجوم على إيران، اعتبر المحلّل العسكري في يديعوت أحرونوت، أليكس فيشمان، أنّ تصريحات نتنياهو بالأمس ليست جادة، ولا تعدو كونها "منارة إعلامية"، مشيراً إلى أنّه لم يطرأ أي جديد في واقع الحال على الملف الإيراني، ولا يوجد أدنى سبب يدعو نتنياهو إلى "أن يقفز من مكانه بهذا الشكل المفاجئ، لمعاودة التهديد وإعادة تخويف الجمهور الإسرائيلي".

ويعتبر فيشمان ساخراً، أنّه "قد يكون مردّ ذلك إلى انتهاء فترة الأعياد اليهودية، أو ربما لأنّ "بعبع داعش" لم يعد مخيفاً، وربما لأن وباء إيبولا لم يصل إلينا بعد، وربما لأنّ الجمهور الإسرائيلي يواصل عناده في تذكّر ارتفاع الأسعار، وبالتالي فقد قرّر نتنياهو العودة إلى الاستراتيجية في لفت الأنظار، فهذه وصفة مجرّبة تأتي بالنتائج المرجوة منها دائماً".

ويرى فيشمان، أن الأميركيين كما الإيرانيين، يريدون حقاً التوصّل إلى اتفاقٍ، لكن الفجوات بين مواقف الطرفين لا تزال كبيرة، إذ لم تسفر محادثات فيينا الأخيرة عن أي نتائج، تبرّر صرخات نتنياهو، وأنّ التغيير الوحيد، هو في إرجاء موعد التوصّل إلى اتفاق بين إيران والغرب، من الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني، إلى مطلع  يناير/كانون الثاني، كما أنّ احتمالات رفع العقوبات عن إيران ضئيلة وغير واقعية.

ويشير المحلّل العسكري، إلى أنّ صرخات نتنياهو وتحذيراته الأخيرة، لا مبرّر لها، وهي لا تعدو كونها مناورات لفت الأنظار عن مشاكله الداخلية، مع اقتراب عودة الحياة البرلمانية السياسية والحزبية، إلى مسارها الطبيعي الأسبوع القادم، عند فتح الدورة الشتوية للكنيست.

ويعني هذا عمليّاً أنّ البيان السياسي الذي ستعرضه الحكومة الإسرائيلية عبر بيان نتنياهو في جلسة افتتاح الدورة الشتوية، سيركّز بالأساس على الخطر الإيراني مجدداً، مع التطرّق بطبيعة الحال إلى "داعش" والعودة للنفخ في قربة تعزيز المصالح المشتركة بين إسرائيل والدول "السنية المعتدلة"، التي تروّج إسرائيل أكثر من الدول نفسها، إلى قلق هذه الدول من الخطر الإيراني.

المساهمون