رئيس الأركان الجزائري: الجيش سيبقى ممسكاً بإرساء الأمن والاستقرار

رئيس الأركان الجزائري: الجيش سيبقى ممسكاً بمكسب إرساء الأمن والاستقرار

الجزائر
60244E7B-773C-460F-B426-426EBC60D89E
عثمان لحياني
صحافي جزائري. مراسل العربي الجديد في الجزائر.
05 مارس 2019
+ الخط -

دعا قائد الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، اليوم الثلاثاء، الشعب الجزائري إلى التعامل الحذر مع الظروف الراهنة ونبه من أطراف لم يسمها قال إنها تحاول الدفع بالجزائر للعودة إلى محنة التسعينيات وتخريب ما تحقق من أمن.


وتجنب قائد الجيش الجزائري أي حديث عن المظاهرات السلمية التي تعم الجزائر ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، وكرر جملة تحذيرات من المساس بالأمن والاستقرار في الجزائر. وقال قايد صالح في خطابه، الذي ألقاه أمام القيادات العسكرية في الأكاديمية العسكرية في منطقة شرشال (120 كيلومترا غربي العاصمة الجزائرية)، إن هناك أطرافا "تريد العودة بالجزائر إلى سنوات الألم وسنوات الجمر، التي عايش خلالها الشعب الجزائري كل أشكال المعاناة، وقدم خلالها ثمنا غاليا، فالشعب الأصيل والأبي والواعي الذي عاش تلك الظروف الصعبة، وأدرك ويلاتها لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يفرط في نعمة الأمن ونعمة راحة البال".

ولم يظهر قائد الجيش أي موقف من الحراك الشعبي، بخلاف خطابات سابقة أعطى فيها الانطباع باستمرار دعمه لبوتفليقة، وتعهد قائد الجيش بالحفاظ على السلم معتبرا أن الجيش منتبه إلى الأعداء الحقيقيين للجزائر. وقال في الصدد: "كافة أفراد الجيش يعلمون علم اليقين أعداء شعبهم ووطنهم ويدركون مكائدهم وأبعاد دسائسهم، ويعرفون بالتأكيد كيف يحفظون حرمة تاريخهم الوطني ويقدرون ثورتهم ومن صنعوها حق قدرها"، مشيرا إلى أن "كل أفراد الجيش يرابطون على الثغور، في السهول والجبال وعلى الحدود الوطنية الممتدة لحفظ حرمة كل شبر من تراب الجزائر الغالية، وكل ذلك يثبت جليا درجة عالية من الحرص على القيام بالمهام الشريفة الموكولة، صونا لأمن الوطن وحماية لاستقلاله وسيادته واستقراره".

وأبدى قائد الجيش تجاوزه للانتقادات التي طاولته الأسبوع الماضي عندما تعرض للمتظاهرين السلميين في الجزائر، ووصفهم بـ"المغرر بهم"، وقال: "تعودت في كل مناسبة على أن أكون دوما صريحا، وتعودت على أنني لا أخشى لومة لائم في قول الحقيقة كما هي لا سيما إذا تعلق الأمر بالوطن وبأمنه واستقراره"، مضيفا أن "إرساء الجزائر لكافة عوامل أمنها، من خلال القضاء على الإرهاب وإفشال أهدافه، بفضل التصدي العازم الذي أبداه الشعب الجزائري وفي طليعته الجيش والأسلاك الأمنية الأخرى، لم يرضِ بعض الأطراف الذين يزعجهم أن يروا الجزائر آمنة ومستقرة".


وكانت تصريحات قائد الجيش الأسبوع الماضي التي وصف فيها المتظاهرين بالمغرر بهم والمظاهرات بالنداءات المجهولة، قد أثارت جدلا لافتا، ما دفع وزارة الدفاع إلى سحب هذا المقطع من الكلمة الرسمية ومن نشرة الأخبار الرئيسة في التلفزيون الرسمي.
وطالب قايد صالح الشعب بالتعامل الحذر مع الظروف الراهنة المتسمة بالمظاهرات السلمية ضد ترشح بوتفليقة. وقال: "الشعب الذي أفشل الإرهاب وأحبط مخططاته ومراميه، هو نفسه المطالب اليوم، في أي موقع كان، بأن يعرف كيف يتعامل مع ظروف وطنه وشعبه، وأن يعرف كيف يكون حصنا منيعا لصد كل ما من شأنه تعريض الجزائر لأخطار غير محسوبة العواقب".


واليوم الإثنين، انطلقت في وسط العاصمة الجزائرية وأغلب المدن مظاهرات طالبية حاشدة رفضا لتمسك بوتفليقة بالترشح لولاية رئاسية خامسة، وخرج طلبة الجامعة المركزية وبن عكنون وبوزريعة في مظاهرة حاشدة في ساحة أودان والبريد المركزي وسط العاصمة الجزائرية، رافعين شعارات رافضة لترشح بوتفليقة، ومطالبين بإنهاء حكمه.


ورفع الطلبة شعارات "لا عهدة خامسة يا بوتفليقة"، و"الشعب لا يريد بوتفليقة"، و "لا لحكم العصابة"، واحتل الطلبة الشارع بشكل سلمي، فيما عجزت الشرطة وقوات الأمن عن صد الحشود الطالبية.



وتراجعت السلطات عن قرار سابق بشأن التشدد الأمني في التعامل مع المسيرات الحاشدة، بسبب تخوف من انزلاق الأوضاع وحدوث صدام بين المتظاهرين والشرطة.

ذات صلة

الصورة

سياسة

أكدت فرنسا، يوم الجمعة، وفاة فرنسي و"احتجاز آخر في الجزائر، في حادث يشمل عدداً من مواطنينا"، بعدما أفادت تقارير صحافية مغربية، أمس الخميس، عن مقتل سائحين يحملان الجنسيتين المغربية والفرنسية بنيران خفر السواحل الجزائري.
الصورة
كيف غيّر القائمون على فيلم "باربي" قواعد التسويق بتكلفة 150 مليون؟

منوعات

قرّرت وزارة الثقافة الجزائرية سحب ترخيص عرض فيلم "باربي" من صالات السينما في البلاد، بحسب ما ذكرته صحيفة الشروق الجزائرية. 
الصورة
عشرات الحرائق المستعرة في شرق الجزائر (فضيل عبد الرحيم/ الأناضول)

مجتمع

تتحدث السلطات الجزائرية عن طابع جنائي لعشرات الحرائق المستعرة، في حين يتواصل النقاش حول غياب خطط استباقية للوقاية، وقدرات السيطرة المبكرة على الحرائق، خاصة أنها تتكرر منذ عام 2018.
الصورة
استشهد عسكريون خلال مهمات إخماد حرائق الجزائر (العربي الجديد)

مجتمع

أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية أنّ 34 شخصاً لقيوا مصرعهم في حرائق ضخمة نشبت في غابات بمناطق متفرقة شرقي الجزائر، من بينهم 10 عسكريين، فيما أُجليت مئات العائلات من مجمعات سكنية وصلت إليها النيران.