لقاءات لاختيار خلفٍ لحفتر في ليبيا: هؤلاء المرشحون الأبرز

لقاءات مكثفة لاختيار خلفٍ لحفتر في ليبيا: هؤلاء المرشحون الأبرز

18 ابريل 2018
حالة حفتر الصحية تزداد سوءاً (نيكيتا شفيتسوف/الأناضول)
+ الخط -

بينما يتراجع وضعه الصحي ويزداد سوءاً، تجري لقاءات سرية مكثفة، بعلم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، قائد قوات مجلس النواب في طبرق شرقي ليبيا، لاختيار رجل عسكري يتم التوافق عليه لخلافته، بحسب ما كشفت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد".

وأكدت المصادر أنّ "حالة حفتر الصحية تزداد سوءاً، بعد إصابته بشلل وتشوّه في وجهه، نتيجة جلطة تعرّض لها"، مشيرة إلى أنّ "الأطباء أكدوا أنّ العلاجات الطبيعية بهدف مساعدة أعصاب الوجه على الارتخاء وعودته إلى وضعه الطبيعي، لن تكون كافية".

وبيّنت المصادر أنّ التصريحات السابقة، من قبل مسؤولين مقرّبين من حفتر، حول عودته قريباً إلى البلاد، "صدرت على أمل أن تأتي العلاجات الطبيعية بنتائجها المأمولة، لكن ما حدث هو العكس".

وكشفت أنّ "حلفاء حفتر سعوا لنشر تسجيل صوتي له، لكن الشلل الذي أصاب وجهه، حدّ من ظهور صوته بشكل طبيعي، وهو ما جعل حفتر وأطباءه يقرّون بفشل العلاج".

وكانت مصادر قد ذكرت لـ"العربي الجديد"، أنّ حفتر سيشرف، شخصياً، على إطلاق قواته عملية عسكرية، للسيطرة على مدينة درنة في شمال شرق ليبيا، قطعاً للشائعات حول وفاته، وتلك التي تحدّثت عن إصابته بمرض خطير.

وكشفت المصادر المطلعة، أنّ "حفتر غادر المستشفى في باريس، ويوجد، منذ صباح الجمعة، في شقة بالعاصمة الفرنسية باريس، لمتابعة حالته الصحية".

أسماء لم تلق قبولاً

وعن اللقاءات التي تجري لاختيار خليفة لحفتر، قالت المصادر إنّ "حفتر والمقربين منه، يصرّون على أن تكون تلك الشخصية من ترشيح حفتر نفسه، وهو ما تم بالفعل"، لافتة إلى أنّ "عدداً من الأسماء طُرحت، خلال الآونة الأخيرة، أغلبها كان بدعم قبلي محلي".

وكشفت المصادر، أنّ أسماء مثل ونيس بوخمادة قائد القوات الخاصة لدى حفتر، وعبد الرزاق الناظوري رئيس الأركان المكلف من مجلس النواب في طبرق، لم تلق قبولاً واسعاً من قبل أطراف دولية.

وأقرّت المصادر "بوجود فوضى كبيرة في صفوف قوات حفتر، لكنّها أكدت أنّ الضباط المقرّبين منه، لا يزالون يسيطرون على الوضع ميدانياً"، وذلك مع الإعلان عن عملية عسكرية للسيطرة على مدينة درنة.

وأشارت المصادر إلى أنّه "يجري حالياً تحشيد أقوى الكتائب العسكرية في مكان واحد، للحد من إمكانية انفراط عقدها، والدخول في فوضى لا يمكن السيطرة عليها".

وأكدت أنّ "من يقوم على مخطط جمع تلك القوات، هو اللواء عون الفرجاني، أحد أهم أركان حفتر، وابن عمه المقرّب منه، والذي يتولى مهمة إدارة السيطرة داخل قواته".

الحاسي المرشح الأقوى

ويبدو أنّ المرشح الأقوى لخلافة حفتر، هو آمر غرفة "عمليات الكرامة"، اللواء ركن عبد السلام الحاسي، الذي أُحيط ترشيحه بتوافق أغلب المعنيين والقوى الفاعلة.

وكشفت المصادر لـ"العربي الجديد"، أنّ "أغلب الأطراف، لا سيما أبناء حفتر، لم يعترضوا على تسمية الحاسي، وهو شخصية عسكرية ذات قبول محلي واسع، معروفة لدى دول فاعلة في الملف الليبي".

ورجّحت المصادر أن يكون الحاسي "بابا لانفراجة الأوضاع في ليبيا"، مشيرة إلى أنّه "يحظى بقبول الأوساط العسكرية في غرب البلاد، ولا تختلف عليه الفصائل المسلحة أيضاً".

وأبرز الدول الداعمة لترشيح الحاسي، هي فرنسا التي رشحته وقدمته لهذا المنصب بتزكية من الإمارات والسعودية، بحسب المصادر، مشيرة إلى أنّ "الإعلان عنه كخليفةٍ لحفتر بشكل رسمي، لن يتم في الوقت القريب، مع وجود من يأمل في إمكانية شفاء حفتر".

ومع أنّ المصادر أكدت أنّ "الحاسي في طريقه لأن يكون الشخصية التوافقية الأبرز كخليفةٍ لحفتر"، قالت في الوقت عينه، إنّ "وضع حفتر لا يزال يربك الكثيرين من حلفائه في الداخل، فهناك من يعمل على استغلال غيابه لعودته إلى المشهد في ليبيا، كالعسكريين السابقين الذين أقصاهم، في مقابل الموالين له كأبنائه الذين لا يزالون يأملون في شفائه وعودته".


ووُلد عبد السلام الحاسي، في بنغازي عام 1943، وأنهى دراسته الأولية للكلية العسكرية التي تخرّج منها برتبة ملازم ثان، قبل أن ينخرط في القوات الخاصة منذ عام 1973. وخلال عمله العسكري، حصل على عدد من الدورات في بريطانيا وروسيا وغيرها من الدول، غير أنّه أنهى دراسة الأركان في روسيا.

شغل الحاسي، مناصب عسكرية في ليبيا، طيلة عقدي الثمانينيات والتسعينيات، بالإضافة إلى عمله في تدريس العلوم العسكرية، ويُعرف عنه إتقانه لأكثر من لغة إلى جانب العربية.

الحاسي المرشح الأبرز لخلافة حفتر (تويتر) 


على الصعيد الدولي، عُرف الحاسي كأحد الضابط البارزين في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة العاملة في أفريقيا، ومن أبرز مناصبه فيها، آمر قوة حفظ السلام في دارفور بجنوب السودان، ومنسق العلاقات الدولية في أكثر من دولة أفريقية، حيث حصل على أوسمة وخطابات ثناء دولية.

خلال ثورة فبراير/شباط التي أطاحت بحكم القذافي عام 2011، كان الحاسي مكلّفاً بإمرة قوة خاصة لحراسة قصر رئيس جزر القمر، أحمد سامبي، الصديق الشخصي للقذافي، حيث ترك مهمته لينضم إلى الثوار في مدينة بنغازي، كأحد الضباط المنشقين عن النظام، حيث شغل منصب المنسق للثوار، وقوات التحالف الدولي التي كانت تشنّ ضربات جوية على مواقع قوات القذافي.

وإثر إعلان حفتر، عمليته العسكرية التي عُرفت باسم "عملية الكرامة" في بنغازي، كُلّف الحاسي بإمرة غرفة عمليات عمر المختار في الجبل الأخضر، قبل أن يتم تكليفه بإمرة غرفة عمليات بنغازي، في ديسمبر/كانون الأول 2015، قبيل أن تتم ترقيته جزاء أعماله العسكرية في بنغازي، من رتبة عميد إلى رتبة لواء، في يونيو/حزيران 2017.

رشّحه المبعوث السابق للأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، برناردينو ليون، لشغل حقيبة الدفاع في أول تشكيلة يعلن عنها لحكومة "الوفاق الوطني"، في أكتوبر/تشرين الأول 2015، لكنّه رفض، مفضلاً البقاء في منصبه العسكري بقوات حفتر.

شابت علاقة الحاسي مع حفتر، بعض الشبهات، بعدما تداولت وسائل إعلام اسمه من ضمن العسكريين الذين اتصلوا بوكيل وزارة الداخلية في حكومة "الوفاق الوطني"، فرج قعيم، العسكري السابق بقوات حفتر والمنشق عنه، عندما حاول تنفيذ انقلاب عسكري في بنغازي، بمساعدة بعض الضباط، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي أفشله حفتر بهجوم عسكري على مواقع قعيم، في برسس شرقي المدينة.

قام الحاسي، مطلع إبريل/نيسان الجاري، بزيارة إلى السودان والجزائر، رفقة عدد من الضباط الموالين لحفتر، بحسب ما كشفت مصادر عسكرية مقرّبة من الأخير، وقالت حينها، إنّها كانت لتحسين علاقات حفتر مع هاتين الدولتين.

المساهمون