22 منظمة إنسانية تحذر قادة العالم بشأن غزة: الصمت لم يعد حياداً

19 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 16:45 (توقيت القدس)
وقفة أمام مقر الأمم المتحدة نيويورك تتدعو لتعليق عضوية إسرائيل، 19 سبتمبر 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أصدرت 22 منظمة إنسانية دولية بياناً مشتركاً يحذر من "الإبادة الجماعية الجارية في غزة"، داعية قادة الأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات ملموسة خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة.

- شددت المنظمات على ضرورة استخدام الوسائل الاقتصادية والسياسية والقانونية للضغط على إسرائيل، مشيرة إلى الوضع الإنساني المتدهور في غزة، حيث يعاني أكثر من نصف مليون شخص من الجوع الشديد وتهجير 9 من كل 10 فلسطينيين داخلياً.

- أكدت المنظمات أن تقرير لجنة التحقيق الأممية يُعدّ أقوى وثيقة رسمية تؤكد الإبادة الجماعية، داعية قادة العالم إلى التحرك لوقف الحرب ورفع الحصار، مشددة على أن الصمت الدولي يُعتبر تواطؤاً.

قبل أيام قليلة من انعقاد الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة، أصدرت 22 منظمة إنسانية دولية غير حكومية، وعاملة في ميادين الإغاثة، حقوق الإنسان، والعدالة الدولية، اليوم الجمعة، بياناً مشتركاً دقّت فيه ناقوس الخطر، مطالبةً بتدخل عاجل لوقف "الإبادة الجماعية الجارية في غزة". وجاء البيان استناداً إلى تقرير لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة الصادر في 16 سبتمبر/أيلول الحالي، والذي قدّم للمرة الأولى توصيفاً واضحاً بأن أفعال إسرائيل ترقى إلى إبادة جماعية بموجب القانون الدولي.

ووجّهت المنظمات الـ22 نداءها إلى قادة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، لحثهم على اتخاذ إجراءات ملموسة خلال جلسات الجمعية العامة حيث تبدأ المناقشة العامة للدورة الثمانين الثلاثاء المقبل، محذّرة من أن التراخي والصمت لم يعودا مجرد تقاعس، بل شراكة فعلية في الجريمة. وأعادت المنظمات الدولية تذكير القادة بتقرير اللجنة الأممية، الذي أكد أن إسرائيل ارتكبت أربعة من الأفعال الخمسة التي تُعرّف "الإبادة الجماعية" وفق اتفاقية الأمم المتحدة، وهي: القتل الجماعي، إلحاق أذى بدني أو نفسي شديد، فرض ظروف حياة قاتلة، واتخاذ تدابير لمنع الولادات داخل المجموعة (فلسطينيو غزة).

وكان التقرير قد أشار بوضوح إلى أن نية الإبادة متوفرة من خلال تصريحات وتحركات كبار المسؤولين الإسرائيليين، وهو ما أعادت المنظمات التذكير بها، مثل وزير الأمن السابق يوآف غالانت الذي وصف الفلسطينيين في غزة بـ"الحيوانات البشرية"، داعياً إلى منع دخول الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع، والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الذي قال: "لا يوجد مدنيون أبرياء في غزة"، إلى جانب إشارات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى "عماليق" التوراتية التي أُبيدت بالكامل، كتشبيه ديني للصراع.

دعوة واضحة للتحرك.. لا أنصاف خطوات

المنظمات الدولية، ومن أبرزها؛ أطباء بلا حدود، أوكسفام الدولية، منظمة إنقاذ الطفولة، المجلس الدنماركي للاجئين، كير الدولية (CARE International)، أكشن إيد، كريستيان إيد، المجلس النرويجي للاجئين، اللجنة الدولية للإنقاذ، أطباء العالم (Médecins du Monde)، الإغاثة الدولية، منظمة العون الكنسي الدنماركية وغيرها من المنظمات، دعت الحكومات إلى استخدام كل الوسائل المتاحة، الاقتصادية، السياسية، والقانونية، للضغط على إسرائيل وإنهاء الإبادة، محذرةً من أن "الخطابات لم تعد كافية، وأنصاف الخطوات تواطؤ".

وشددت، قبيل أيام قليلة على التئام الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أن الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءاً بشكل مأساوي وأبرزت الوضع على النحو التالي: أكثر من نصف مليون شخص يعانون من الجوع الشديد، 65 ألف فلسطيني قتلوا منذ بدء الحرب، 9 من كل 10 فلسطينيين هُجّروا داخلياً، كثير منهم أكثر من مرة، وفرق الإغاثة تُمنع مراراً من إيصال المساعدات الإنسانية.

شهادات من غزة: "نطهو أوراق الشجر لإطعام أطفالنا"

في شهادات مؤلمة أوردها الموقّعون، قالت المنظمات إنها التقت بعائلات تأكل علف الحيوانات وتغلي أوراق الشجر للبقاء على قيد الحياة، في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية والإغاثية. ورغم ذلك، تستمر إسرائيل في قصف المنشآت المدنية ومنع دخول المساعدات، بينما يبقى رد فعل المجتمع الدولي محدوداً.

وأكدت المنظمات الموقعة أنه بالرغم من أن تقرير لجنة التحقيق الأممية ليس وثيقة قانونية ملزمة، إلا أنه يُعدّ أقوى وثيقة رسمية حتى الآن تؤكد أن ما يجري في غزة يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية. وشددت المنظمات على أن اتفاقية الإبادة الجماعية تلزم الدول الأطراف بمنع الإبادة وليس فقط المعاقبة عليها بعد وقوعها، "ما يحمّل قادة العالم مسؤولية قانونية وأخلاقية عاجلة".

واختتم البيان بتوجيه رسالة شديدة اللهجة إلى قادة العالم جاء فيها: "إذا لم تكن الحقائق كافية، فإن الشهادات تملأ الميدان. ومع ذلك، لا تحرك يُذكر من المجتمع الدولي. يتم تجاهل الأرواح، ويُترك الأبرياء ليموتوا ببطء. الصمت لم يعد حياداً، بل تواطؤٌ مكتمل الأركان". وبتلك الرسالة تطالب المنظمات الموقعة قادة العالم بالتحرك الفعلي لوقف حرب الإبادة، ورفع الحصار، وإنهاء العنف ضد المدنيين الفلسطينيين، والالتزام بالقانون الدولي.

المساهمون