محافظ كركوك لـ"العربي الجديد": التلاعب بنتائج الانتخابات سيتسبب بكارثة

محافظ كركوك لـ"العربي الجديد": إعادة فرز أصوات الانتخابات أو الكارثة

14 مايو 2018
محافظ كركوك راكان الجبوري: الوضع ينذر بكارثة (تويتر)
+ الخط -
أكد راكان الجبوري، محافظ كركوك، شمالي العراق، أنّ الاحتجاجات في محافظته مستمرة اعتراضاً على نتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت السبت الماضي، وما رافقها من اتهامات بالتلاعب والتزوير من قبل أحزاب كردية.

وحذّر الجبوري، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، من أنّ "الوضع في كركوك ينذر بكارثة"، مشدداً على أنّ "الاحتجاجات والاعتصامات مستمرة، لحين الاستجابة للمطالب الشعبية، المتمثلة بإعادة العد والفرز اليدوي لصناديق الاقتراع".

وفرضت القوات العراقية حظر التجوال، مساء السبت، إثر محاصرة متظاهرين عرب وتركمان غالبيتهم من "الحشد التركماني"، أنصار تحالف "الفتح" (الممثل لـ"الحشد الشعبي")، مقر المفوضية العليا للانتخابات، متهمين إياها بالتحيّز لصالح الكتل والأحزاب الكردية بالمدينة، ومطالبين بوقف العد الإلكتروني لأصوات الناخبين، وإجراء عد وفرز يدوي.

كما أصدرت الأحزاب العربية والتركمانية في كركوك، السبت الماضي، بياناً مشتركاً أمهلت فيه مفوضية الانتخابات المركزية في بغداد 24 ساعة، للبدء بعملية العد والفرز اليدوي، لكشف نتائج الانتخابات.

وأمس، الأحد، عاد المحتجون للتظاهر ومحاصرة مكتب مفوضية الانتخابات في كركوك، بينما شكّلت مفوضية الانتخابات، بدورها، لجنة خاصة للتحقق من نتائج بعض مراكز الاقتراع في المحافظة.

وشدّد الجبوري على أنّ "أحزاب وأبناء كركوك سليجأون لعدة وسائل من أجل التعبير عن رفضهم للانتخابات التي أُجريت في المحافظة".

وأوضح أنّ "الوسيلة الأولى هي الطعن بإجراءات الانتخابات، فيما الخيار الآخر هو النزول للشارع ومساندته في اعتصاماته السلمية".

ولفت الجبوري إلى أنّ "الوضع في كركوك مختلف عن بقية المناطق العراقية"، في إشارة إلى كون المحافظة مختلطة قومياً، مؤكداً أنّ "القوى السياسية بالمحافظة وقفت إلى جانب الاعتصامات بشكلها السلمي".

ورأى أنّ "الحقيقة لا يمكن أن تتضح ما لم يتم إجراء عملية إعادة حقيقية للعد والفرز بشكل يدوي، بعد المشاكل التي تسبّبت بها الأجهزة الإلكترونية".


وفي السياق، نبّه عضو "التحالف العربي" بكركوك محمد الجبوري، إلى أنّ "كركوك كما كانت دائماً، هي عبارة عن قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة"، محذراً، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، من "خطورة تغاضي السلطات العراقية، ومفوضية الانتخابات، عن الأزمة الحقيقية التي خلفتها الانتخابات".

واتهم الجبوري حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" بقيادة الرئيس السابق جلال الطالباني، بـ"القيام عمليات تلاعب واسعة طاولت عشرات المراكز الانتخابية"، مشدداً على أنّ "هذا الأمر لا يمكن السكوت عنه".

وتابع أنّ "تباطؤ مفوضية الانتخابات في عملية إعادة العد والفرز بشكل يدوي، يبعث برسالة مفادها عدم وجود جدية لحل الأزمة"، منتقداً تصريحات المفوضية عن أنّها ستكمل إعلان النتائج "بغض النظر عما يجري في كركوك".

في المقابل، رفض القيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني" محما خليل، الاتهامات الموجهة للأحزاب الكردية بتزوير الانتخابات، معتبراً، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، أنّ هذه الاتهامات "تمثّل خطابات المفلسين الذين خسروا الانتخابات".

وقال إنّ "النتائج التي أعلنت، لغاية الآن، تمثل رغبات الناخبين الحقيقية"، مؤكداً أنّ حزبه سيحصل على عدد كبير من المقاعد في محافظات إقليم كردستان، والمناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل.


وأشارت النتائج الأولية التي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية، أمس الأحد، لعشر محافظات عراقية، من أصل 18 محافظة، إلى حصول تحالفي "سائرون" التابع لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، و"النصر" الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على أكثر من ربع مقاعد البرلمان العراقي الجديد.

ووفقاً لمصدر في مفوضية الانتخابات العراقية، فإنّ ما تبقى من النتائج في ثماني محافظات لم تعلن نتائجها حتى الآن، قد يحدث تغييراً في نسب بعض التحالفات، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، تقدم تحالف "النصر" في محافظة نينوى، وقائمة "الحزب الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود البارزاني في محافظتي أربيل ودهوك بإقليم كردستان، وقائمة "الاتحاد الوطني الكردستاني" بمحافظتي السليمانية وكركوك (شمالاً).