2021... شرارة الأمل العربي باقية

2021... شرارة الأمل العربي باقية

01 يناير 2021
يبقى وباء كورونا على رأس التحديات (صافين حامد/فرانس برس)
+ الخط -

هو إذاً العام الجديد 2021، تحدّياته ليست مقتصرة على أمّةٍ دون غيرها، مع اختلاف الانشغالات، التي يبدو وباء كورونا على رأسها في المشتركات. فالوباء اختلط بالسياسة، وبمخاوف الحكومات الديمقراطية الغربية من تراجع ثقة شعوبها فيها، وبالأخص بانتشار نظرية المؤامرة، والتي زادتها الانتخابات الأميركية الأخيرة. صحيح أنّ أخطاء كثيرة ارتُكبت في مواجهة الجائحة في 2020، أوروبياً وأميركياً، لكنها لم تُكنس تحت السجادة، بل ووجهت بسلطتي التشريع والصحافة الحرة، وخصوصاً أنّ الخبراء يفيدون بأنّ كورونا باقٍ معنا في 2021.

في عالمنا العربي، مع بعض الاستثناءات، تبقى مواجهة الكوارث، ومن بينها الجائحة، كالعادة، تتكئ على "الخطابة" و"مانشيتات" العضلات الوطنية، و"مواجهة المؤامرة"، لإبعاد تركيز العربي المقهور على استشراء فساد الأنظمة الصحّية، بتحويل المرض إلى "تابو"، في السياسة وفي بعض السلطة الرابعة المنحرفة لسنوات عن دورها.

كوارث ومآسي 2020 عربياً لم تقتصر على الوباء. فمن انفجار مرفأ بيروت، واستمرار اغتيال النشطاء في العراق، حتى انفجار مطار عدن، واتّساع دموية مواجهة ثورات الربيع العربي، تذكّر بعام عربي ثقيل، ليس أقل كارثيةٍ من سوابقه. فلسطينياً، تستمر مشاريع الاحتلال مع استمرار الانقسام، على الرغم من فداحة الأثمان المتزامنة وهرولة التطبيع. وفي سورية، تتواصل المأساة مع الحماية الدولية لنظام التطهير والتدمير، وبمهزلة قادمة لإعادة "انتخاب" بشار الأسد.

وحده الإنسان العربي، الذي يجمعه ما لا يجمع مواطني الاتحاد الأوروبي، ثقافة وانتماءً، يدرك أنّ الغرب لن يكون أقل انتهازيةً ونفاقاً في إعلاء المصالح على القيم، حتى لو تبدّل اسم ساكن البيت الأبيض أو سقط بنيامين نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة. وعلى الرغم من ذلك، لعل 2021 عام أمل للشارع العربي، منعاً أقلّه من انهيار أسس وجوده. فالمسألة لم تعد في السياسة فقط، بل في لقمة العيش ونظام جباية قَرْوسطي، ينهب آخر قروشه، وفي كرامة وحرية تشكلان أسس العدالة الاجتماعية.

من الصحيح أيضاً، كما في تجارب شعوب أخرى، أن الحرية والعدالة قد يؤخّرهما تحالف المستبدين مع قوى خارجية، لكن في نهاية المطاف شرارة واحدة قد تشعل التراكمات إلى تحوّلاتٍ نوعية، في ظرفٍ تاريخي لا مكان فيه لتنبؤات مشعوذي أواخر كل سنة.

المساهمون