تركيا تعزز قواتها وملامح تصعيد عسكري في إدلب

تركيا تعزز قواتها وملامح تصعيد عسكري في إدلب

05 يونيو 2020
نحو 7170 شاحنة دخلت تركيا منذ فبراير/ِشباط (Getty)
+ الخط -
استقدمت تركيا المزيد من القوات إلى داخل سورية، في حين تواصل كل من فصائل المعارضة وقوات النظام تعزيز مواقعهما على محاور القتال، في مؤشر إلى إمكانية تجدد المعارك بالرغم من وقف إطلاق النار المعلن منذ نحو ثلاثة أشهر برعاية روسية-تركية.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن رتلا عسكريا تركيًّا دخل من معبر كفرلوسين الحدودي، شمال إدلب، يتألف من 25 آلية تحوي دبابات ومدافع وصهاريج وقود. وتوجه الرتل إلى المواقع التركية في الشمال السوري.
وحسب المرصد، فإن عدد الشاحنات والآليات العسكرية التركية التي وصلت إلى الشمال السوري خلال الفترة الممتدة من الثاني من شهر فبراير/شباط 2020 وحتى الآن، زادت عن 7170 شاحنة وآلية عسكرية تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات وكبائن حراسة متنقلة ورادارات عسكرية، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة أكثر 10400 جندي تركي. وأنشأت القوات التركية ثلاث نقاط عسكرية جديدة في جبل الزاوية، جنوبي إدلب، كما انتشرت في منطقتين جنوب الطريق الدولي حلب- اللاذقية (أم4)، خلال مرور الدوريات المشتركة الروسية- التركية.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن الجيش التركي أنشأ نقطتين في قرية معراتة، وأخرى في مرعيان بمنطقة جبل الزاوية. كما انتشر عناصر من الجيش التركي في قريتي كفرشلايا وبسنقول الواقعة على طريق (أم4) تزامنًا مع مرور الدوريات المشتركة. وكان الجيش التركي قد أقام، منتصف الشهر الماضي، نقطة عسكرية في تل النبي أيوب، قرب قرية جوزف بجبل الزاوية، ويعتبر الجبل أعلى تلال محافظة إدلب.

وقتل طفل، عصر أمس، إثر استهدافه بشكل مباشر من قبل قوات النظام بطلقة قناصة في محيط بلدة آفس بالقرب من تفتناز بريف إدلب الجنوبي الشرقي. كما استهدفت قوات النظام والمليشيات المساندة لها بقذائف المدفعية الثقيلة الأراضي الزراعية في محيط بلدة آفس، ما أدى إلى اندلاع النيران واحتراق مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية في المنطقة، فيما حلقت طائرة حربية روسية في أجواء ريفي إدلب وحلب.

إلى ذلك، تشهد جبهات القتال تعزيزات متبادلة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة في شمالي غرب سورية. ويقول ناشطون إن الفصائل المسلحة عززت جبهات القتال، ودعّمت خنادقها ومقراتها، كما رفعت الجاهزية على طول خطوط التماس، فيما استقدمت قوات النظام السوري أخيراً تعزيزات عسكرية إلى محيط منطقة جبل الزاوية.
وفي هذا الاطار، ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية، أمس، أن قوات النظام "استخدمت الطائرات الحربية المقاتلة من طراز (ميغ 29)، المحدثة لأول مرة منذ تسلمها قبل أيام، وقد تم زجها لتدمير أهداف دقيقة للمجموعات الآسيوية المسلحة الناشطة على امتداد الطريق الدولي حلب-اللاذقية، وتحديداً المسلحين الصينيين في مدينة جسر الشغور وسهل الغاب".
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري في قوات النظام قوله إن "تطورات ميدانية شهدتها المنطقة خلال الأيام السابقة، وهي تذهب نحو خيار التصعيد بعد سلسلة خروقات تضمنت نصب كمائن للقوات السورية، وتجاوزات برية قامت بها الفصائل المسلحة في قرى سهل الغاب، إضافة للرمايات الصاروخية المتتالية على نقاط للجيش السوري في ريف اللاذقية الشمال الشرقي انطلاقا من معاقل المسلحين الصينيين والألبان في منطقة بداما بريف إدلب الجنوبي المتاخم لريف اللاذقية، إلى جانب محاولة تقدم أفشلها الجيش السوري على جبل رويسة الملك، فضلا عن نقض الاتفاق القاضي بفتح طريق (حلب ــ اللاذقية) ومحاولة استهداف الدوريات الروسية وعرقلة مسيرها على المقطع الجنوبي من الطريق (أم4) الواصل بين بلدة ترنبة، غرب سراقب، وحتى نقطة النهاية في عين الحور والبالغ قرابة 100 كم".
وبيّن المصدر أن "قرار المعركة لم يصدر بعد، ولكن الحزم بات ضرورياً للتعامل مع المستجدات"، مؤكدا أن "الجبهات لن تكون منفصلة بعضها عن بعض في حال توقفت الحلول السياسية، وهي ستطاول مثلثا حيويا يربط ريف إدلب بريفي اللاذقية وحماة، وهذا ما يجعل الخيارات مفتوحة والخطط مرنة، كما يعزز مقدرة الجيش السوري على فتح ثلاث جبهات في وقت واحد مع الاحتفاظ بالمواقع المرتفعة في ريف اللاذقية، والتي تحكم النيران على مناطق مهمة".

المساهمون