الدعوة لمشروع فلسطيني وعربي وإسلامي لمواجهة المشاريع الإسرائيلية

الدعوة لمشروع فلسطيني وعربي وإسلامي لمواجهة المشاريع الإسرائيلية

05 يونيو 2020
هنية: صفقة القرن تمر حالياً في فصلها الأخير(صيفا كاراكان/الأناضول)
+ الخط -
دعا مشاركون في ندوة إلكترونية أقامتها الحركة الإسلامية الأردنية، مساء أمس الخميس، بعنوان "من النكسة إلى النكبة.. العودة القرار والخيار"، إلى بناء استراتيجية فلسطينية وعربية وإسلامية في مواجهة المشروع الإسرائيلي والتصدي لتهديدات تصفية القضية الفلسطينية.

وتحدث في الندوة التي أدارها المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، معاذ الخوالدة، كل من رئيس المكتب السياسي لحركة "المقاومة الإسلامية"(حماس) إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة، والرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي، ومستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي.

وقال هنية، في كلمة له خلال الندوة، إنّ "ذكرى النكسة تمر في وقت بغاية الخطورة، فالتهديدات الكبرى مثل صفقة القرن وقرار الضم للضفة الغربية والأغوار الأردنية تضعنا أمام تحد كبير وفرصة كبيرة بالوقت ذاته"، مضيفاً أن "الحديث عن ذكرى النكبة لا يكون من مفهوم البكائيات ولا اجترار المآسي والآلام".

وشدد هنية على أهمية تنسيق المواقف مع الأردن، مبيناً أن "مواجهة الصفقة بحاجة لرسم استراتيجية متكاملة مركزها الشعب الفلسطيني بالأساس، فالعامل الفلسطيني هو العامل الأهم في مواجهة الاحتلال".

وأردف "ندرك الأهمية القصوى للتنسيق الفلسطيني مع الأمة والأردن بشكل خاص في مواجهة هذه الصفقة وهذا الخطر الداهم وضد صفقة القرن التي يجري تنفيذها، وهي تمر حالياً في فصلها الأخير".

وبين أنّ "عناصر الاستراتيجية المطلوبة لمواجهة المشروع الصهيوني ترتكز على عناصر عدّة، أبرزها الإعلان الحقيقي والجدي عن مغادرة حقبة أوسلو والاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال، وفي مقدمتها التنسيق الأمني وغيرها من الاتفاقيات التي ضربت المشروع الفلسطيني في الصميم"، مذكراً بترحيب "الحركة بإعلان رئيس السلطة محمود عباس وقف الالتزام بتلك الاتفاقيات، وإطلاق مشروع المقاومة الشاملة ضد الاحتلال والاتفاق على إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لتضم كافة الفصائل الفلسطينية وتكون ناظمة لقيادة الصف الفلسطيني".

وأشار هنية إلى أن "موضوع الصفقة التي أعلنتها الإدارة الأميركية خطرها باتجاهين أحدهما القضية الفلسطينية والآخر هو المنطقة، فالصفقة تهدف لإيجاد موقف سيادي للمشروع الصهيوني بحيث يكون صاحب القرار الأعلى في المنطقة".

بدوره، قال الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، مراد العضايلة، إن "النكسة كانت نقطة تحول في الموقف العربي الفلسطيني، حيث تحول الموقف من المطالبة بكامل الأرض الفلسطينية إلى المطالبة فقط بالأراضي التي تم احتلالها في الخامس من يونيو/حزيران 1967، وتواصل بعد ذلك مسلسل التنازلات العربية الرسمية نحو مسار التسوية والمعاهدات حتى وصلنا إلى صفقة القرن وقرار الضم، فما يحدث الآن سيؤدي إلى إزاحات جغرافية وسكانية فلسطينية تشكل خطراً داهماً على الحق الفلسطيني والمملكة الأردنية".

وأكد العضايلة أن الاحتلال لم يبقِ للمفاوضين والسياسيين أي مجال، وأن صفقة القرن وقرار الضم ينهيان كل المسارات السياسية وأنهيا مسار أوسلو ووادي عربة، مضيفاً "الاحتلال لا يؤمن بشيء إلا بالتوسع والهيمنة، وعملياً صفقة القرن تجلعنا في مرحلة جديدة تنهي وادي عربة وأوسلو، وقرار الضم سيعزل مساحات واسعة من الضفة وإزاحة للتجمعات الفلسطينية بما يهدد الأردن ويعني تصفية القضية الفلسطيني، ويهدد الدور الأردني في الوصاية على المقدسات".

بدوره، قال الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي، إنّ "الجميع كان يعي أن الاحتلال لا يريد السلام وإنما يريد استسلامنا، وما يحدث الآن من صفقة القرن هو طلب استسلام".

وأوضح أن "المواجهة مع الاحتلال يجب أن تكون وفق 3 دوائر؛ الأولى فلسطينية فأهل فلسطين أدرى بشعابها ويجب التوحد الداخلي، والثانية هي الدائرة العربية فمستقبل فلسطين من مستقبل الأمة العربية"، مشدداً على "أهمية مواجهة الاستبداد العربي، أما الدائرة الثالثة فهي دائرة التضامن الإسلامي المرتكز على الدور التركي".

ولفت إلى "أننا نعيش فترة قذرة تريد أن تقبل اليد التي تصفع وتعض اليد التي تقدم لنا العون"، مؤكداً أن "الشعب الفلسطيني انتهكت كل حقوقه وله كامل الحق في المقاومة". دعا للمقاومة الشاملة ضد الاحتلال بكل أشكاله.

من جهته، قال مستشار الرئيس التركي والقيادي في حزب "العدالة والتنمية"، ياسين أقطاي، إنّ "تركيا حكومة وشعبا هي مع القضية الفلسطينية"، مذكراً بأسطول الحرية التركي "مافي مرمرة" الذي انطلق قبل 10 سنوات لكسر الحصار عن غزة.

وبين أقطاي أن كل الاتجاهات السياسية التركية توحدت دعما للقضية الفلسطينية، رغم أن هذه الاتجاهات لم تتفق تجاه أي قضية أخرى.

وقال إن من "يدير العالم الإسلامي دويلات لا تهتم بالإسلام وبالعالم الإسلامي والقضية الفلسطينية. وتركيا مثلاً، فُرض عليها سابقاً أن تكون بعيدة عن العالم الإسلامي وحتى عن عالم الأتراك أنفسهم"، مبيناً أنه "حتى الدول التي دعمت صفقة القرن في النهاية لم تتمكن من تجاهلها". وقالت إن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة المركزية.

المساهمون