مسؤولة أميركية لـ"العربي الجديد": ملتزمون بإخراج الإيرانيين من سورية

مسؤولة بالخارجية الأميركية لـ"العربي الجديد": ملتزمون بإخراج الإيرانيين من سورية

05 يونيو 2020
من العملية العسكرية ضد "داعش" بالعراق (علي مكرم غريب/الأناضول)
+ الخط -
شددت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية إريكا تشوسانو، في حديث مع "العربي الجديد"، على أن "الولايات المتحدة ملتزمة بدفع كلّ العناصر العسكرية الإيرانية والقوات الخاضعة للقيادة الإيرانية إلى مغادرة سورية، ونعني بذلك كلّ أنحاء سورية، وليس جنوب غرب البلاد فحسب".
وأضافت أنه "لا يمكن أن نسمح لإيران بالاستفادة من علاقاتها المزعزعة للاستقرار مع الجهات الفاعلة الخبيثة، في سورية والدول الأخرى، لبناء مجالات نفوذ طويلة الأمد في المنطقة"، حسب تعبيرها.
حديث تشوسانو جاء على هامش اجتماع "افتراضي" عقده وزراء خارجية المجموعة المصغّرة للتحالف الدولي لهزيمة "داعش"، ليل أمس الخميس، لإعادة تأكيد عزم التحالف المشترك على مواصلة القتال ضدّ التنظيم في العراق وسورية، وتهيئة كلّ الظروف المساعدة على هزيمة الجماعة الإرهابية بشكل نهائي، وهو "ما يظلّ الهدف الوحيد للتحالف، من خلال جهد شامل ومتعدّد الأوجه"، بحسب المجتمعين.
وأكدت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية أن "النظام الإيراني يتحمّل نفس المسؤولية التي يتحملها النظام السوري عن ترويع مئات الآلاف من السوريين وتدمير حياتهم والتسبب بفرار الملايين من سورية"، مشددة على أنه "ينبغي أن تهتم إيران بشعبها داخل جمهورية إيران الإسلامية في هذه الظروف الصعبة".

العمل لم ينتهِ

ورداً على سؤال حول ظهور جيوب جديدة للتنظيم في سورية، على الرغم من إعلان الولايات المتحدة وشركائها هزيمة التنظيم في آخر جيب له شرقي البلاد في "الباغوز"، قالت تشوسانو: "لقد قمنا بتدمير (خلافة) (داعش) المخادعة بنسبة مئة بالمئة، ولن نسمح بإعادة إقامتها. مثلت هزيمة (داعش) لناحية سيطرتها على الأراضي في سورية والعراق معلماً رئيساً، ولكن لم ينتهِ العمل بعد. نواصل ممارسة الضغط المستمر على فلول (داعش) في المنطقة، ونمنع أي إعادة ظهور للتنظيم، ونحرمه من تحقيق طموحاته العالمية مع شركائنا في التحالف". وتابعت: "انتهى شهر أكتوبر/تشرين الأول 2019 بمقتل أبو بكر البغدادي خلال غارة شنها التحالف والقوات الشريكة في باريشا في سورية، ورافقت قوات التحالف شركاءنا منذ ذلك الحين في أكثر من مئة مهمة لهزيمة مقاتلي (داعش) وشبكاته المالية والإعلامية واللوجستية".
وحول ما إذا كانت بلادها تتخذ من "داعش" الإرهابي ذريعة لإضفاء الشرعية على وجودها في كل من سورية والعراق، قالت المسؤولة الأميركية إن "الولايات المتحدة عضو في تحالف دولي بات يضم 82 عضواً، توحدوا من أجل هدف مشترك، ألا وهو هزيمة (داعش) بمقاربة قوية. توجد الولايات المتحدة وشركاؤها في التحالف في سورية ضمن ولاية واضحة وفقاً للقانون الدولي. لقد قلصت جهود التحالف المشتركة من الأراضي التي يسيطر عليها (داعش) وقيادته وموارده المالية ودعايته، كما ساعدت في تسهيل عودة أكثر من 4.6 ملايين نازح عراقي، وأكثر من مليون سوري إلى ديارهم. وتتحقق الهزيمة الدائمة بشكل أساسي عندما يتمكن شركاؤنا المحليون من احتواء أي تهديد متبقٍ من (داعش) بشكل مستقل".
ورداً على أن بلادها وحلفاءها شنوا حرباً طويلة وعنيفة ضد "داعش" في سورية، وأنفقوا الكثير من الأموال والإمكانيات، وارتكبوا في طريق ذلك أخطاء وصلت إلى حد مجازر بحق المدنيين ودمار مدن بأكملها كالرقة والموصل، فلماذا لم تركز الولايات المتحدة في إطار حربها على الإرهاب على استئصال محاربة النظام السوري، الذي يُعدّ السبب الرئيس في وجود وامتداد "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية؟ قالت تشوسانو: "كانت أهداف السياسة الأميركية في سورية متسقة ولم تتغير. نحن ملتزمون بتحقيق الهزيمة الدائمة لتنظيمي (داعش) و(القاعدة)، والتوصل إلى حلّ سياسي لا رجعة فيه للصراع السوري بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".
وأشارت إلى أن "نظام الأسد لم يبيّن عن قدرته أو رغبته في تحقيق هزيمة (داعش) على أراضيه، ولم تظهر روسيا بصفتها الداعم الرئيس للنظام رغبة شديدة في القيام بعمليات لمكافحة الإرهاب وضمان هزيمة (داعش) الدائمة في الأراضي الواقعة تحت سيطرة النظام. لهذا يبقى التحالف موحداً في عزمه على تدمير هذا العدو".


لا حلّ عسكرياً

وحول تحضير النظام وحلفائه الروس والإيرانيين للقيام بعمل عسكري جديد في إدلب، ما سيسبب مأساة جديدة للمدنيين في تلك المنطقة، سأل "العربي الجديد" المتحدثة عن دور واشنطن في كبح جماح النظام وحلفائه في هذه المحاولة، سواء بدعم تركيا أو من خلال خيارات أخرى، فأشارت إلى أنه "ما من حلّ عسكري للصراع السوري، ويبقى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 السبيل الوحيد لضمان مستقبل الشعب السوري واستقراره". وشددت على التزام بلادها بالضغط على النظام السوري سياسياً واقتصادياً حتى يتم تحقيق تقدم لا رجعة فيه في المسار السياسي، قائلة: "نحن نسعى إلى تحقيق المساءلة بالنيابة عن ضحايا انتهاكات نظام الأسد لحقوق الإنسان، بما في ذلك استخدامه للأسلحة الكيميائية"، مضيفة: "تحول الأعمال المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها روسيا والنظام الإيراني ونظام الأسد دون التوصل إلى حل سياسي".
وشددت على أنه "ينبغي أن يلتزم نظام الأسد وحلفاؤه بوقف لإطلاق النار على مستوى البلاد، ويتقبلوا إرادة الشعب السوري الذي يطالب ويستحق العيش بسلام ومن دون تفجيرات مستهدفة، أو هجمات بالكلور، أو براميل متفجرة، أو اعتقالات تعسفية أو تجويع".

المعركة مستمرّة

وشدّد الاجتماع الذي جاء بدعوة من وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، بالاشتراك مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو، على الالتزام بتعزيز التعاون في الجهود في كلّ المجالات التي يعمل التحالف فيها، من أجل ضمان عدم قدرة "داعش" والهيئات التابعة له على إعادة تشكيل أي جيب إقليمي، أو الاستمرار في تهديد الأوطان والشعوب والمصالح.

ووجه الوزراء، خلال اجتماعهم الذي اطلع "العربي الجديد" على تفاصيله، شكرهم وتقديرهم للخطاب الذي وجهه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى التحالف بشأن الحرب ضد "داعش" في العراق. وجاء في البيان الذي تلا الاجتماع، أنه "في حين لم يعد (داعش) يسيطر على الأراضي، وقد تمّ تحرير ما يقرب من ثمانية ملايين شخص من سيطرته في العراق وسورية، فإن التهديد لا يزال قائماً، وهو ما يستدعي بالتالي يقظة وتنسيقاً أقوى. ويشمل ذلك تخصيص الموارد الكافية لدعم جهود التحالف والقوى الشريكة الشرعية ضد (داعش) في العراق وسورية، بما في ذلك دعم الاستقرار في المناطق المحررة، لحماية مصالحنا الأمنية الجماعية".
وأشار البيان كذلك إلى أنه "في سورية، يقف التحالف مع الشعب السوري لدعم تسوية سياسية دائمة وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. وينبغي أن يظل التحالف يقظاً ضدّ تهديد الإرهاب، بجميع أشكاله ومظاهره، من أجل البناء على النجاح الذي حققه، كما يتعيّن عليه أن يواصل العمل المشترك في مواجهة أي تهديدات لهذه النتيجة، لكي يتجنّب حدوث أي فراغ أمني يمكن لداعش أن يستغله".
وقال بومبيو خلال الاجتماع: "لقد مرّ أكثر بقليل من عام على هزيمة خلافة تنظيم (داعش) من ناحية سيطرته على الأراضي. ويبيّن هذا الإنجاز قيمة التحالف، ويشدد على التزام الولايات المتحدة بقيادة حلفائها وشركائها نحو الانتصارات المشتركة. تتوقع إدارة ترامب منا تحقيق النتائج في مختلف تعهداتنا، وقد تم تحرير حوالي 8 ملايين شخص في منطقة بحجم المملكة المتحدة، ولا يمكن لأحد أن ينكر أن هذه نتيجة عظيمة". وتابع: "لكن معركتنا ضد تنظيم (داعش) تتواصل، وستتابع على المدى المنظور. لا يسعنا أن نرتاح. علينا أن نواصل التخلص من خلايا (داعش) وشبكاته، وتوفير مساعدات إرساء الاستقرار للمناطق المحررة في العراق وسورية".

المساهمون