فضائح الشرطة الفرنسية تخرج إلى العلن

فضائح الشرطة الفرنسية تخرج إلى العلن

05 يونيو 2020
ملفات قديمة أعادت الاحتجاجات فتحها (فرانس برس)
+ الخط -
تتجه تظاهرة باريس ضد عنف الشرطة، التي جرت يوم الثلاثاء الماضي، لتصبح نقطة تحول مهمة في هذه القضية العالقة منذ زمن طويل في فرنسا، مع فتحها نقاشاً واسعاً على أعلى المستويات، فضلاً عن ملفات قديمة بدأ القضاء ينظر فيها بعد تجاهلها لسنوات.


آخر تلك القضايا التي أعلن عنها اليوم الجمعة، تعود إلى ديسمبر/ كانون الأول عام 2019، حيث تمت إحالة 6 ضباط من الشرطة في منطقة روان إلى المجلس التأديبي، بعد شكوى قدمها ضابط من ذوي البشرة السوداء بحق زملائه، بعد اكتشافه أنه كان مستهدفاً من قبلهم بتعليقات عنصرية.

وفق محضر القضية الذي ورد في وسائل إعلام فرنسية، تم فتح تحقيق أولي من قبل المفتشية العامة للشرطة بتهمة "جرائم مختلفة، بما في ذلك القذف والتشهير غير العلني، وإثارة التمييز العنصري". وأعلن المدير العام للشرطة الوطنية فريديريك فو أنّ "التحقيق التأديبي الذي بدأ على الفور خلص إلى إقالة هؤلاء الضباط".

وفي تصريحات نقلتها وكالة "فرانس برس"، قال فو إنه "سيضمن أن تكون هناك عواقب ضد كل هذه الأفعال التي من الواضح أنها لا مكان لها في الشرطة الوطنية، ويجب أن تواجه بأشد ردود الفعل".

ويوم أمس الخميس، نشر موقع "ميديا بارت" و"راديو آرت" عشرات الرسائل الصوتية التي تم تبادلها على مجموعة على تطبيق "واتساب" بين 11 ضابطاً في الشرطة، تتضمن تعليقات تظهر "تفوّق البيض".
من بين تلك التعليقات كان أن "حرباً عنصرية" قد اقتربت، وادّعى الضباط في التسجيلات الصوتية أنهم خزنوا أسلحة من أجلها. وطغت على المحادثات أوصاف مهينة لأعراق وجنسيات وديانات مثل العرب والسود واليهود.


ضابط الشرطة الذي كشف هذه المراسلات يبلغ من العمر 43 عاماً ويدعى أليكس، كان قد تقدّم بشكوى ضد زملائه بمساعدة محاميه يائيل جودفروي في 23 ديسمبر/ كانون الأول عام 2019، إلا أنه، إلى حد أول من أمس، كان هؤلاء الضباط على رأس عملهم. ونقل موقع "ميديا بارت" أنه "خلال الفترة هذه تم تكليفهم بواجبات جديدة.. ولم تتم مصادرة أجهزتهم المحمولة ولم يتخذ أي إجراء بحقهم، لقد كانوا يتفاخرون بأنهم حذفوا كل الرسائل".

وبالتوازي مع تظاهرة باريس، أرسل محامي أليكس مذكرةً إلى المدعى العام، قال فيها إن القضاء "لم يستمع إلى موكله منذ تقديم شكواه"، كما "لم يتم استدعاء الضباط المدعى عليهم إلى التحقيق". وأضاف "من الضروري أن يتم تسجيل هذه الرسائل وتدوينها بالكامل قبل اختفائها.. موكلي يخشى فقدان أو تغيير الأدلة".

وتشهد فرنسا تصاعداً في الاتهامات الموجهة بحق الشرطة وسلوكها العنصري، كما تستمر التظاهرات بالخروج للتنديد بعنف الشرطة. وليل أمس الخميس، شهدت مدينة ليل تظاهرة نظمها طلاب المدارس الثانوية، نددوا فيها "بهذا النظام المليء بالعيوب". ورفع الطلاب شعارات تندد بـ"الجرائم التي تمر بلا عقاب"، وأعلنوا أنهم مستعدون للبقاء في الشارع "حتى تتحقق العدالة".

قضية الشاب الأسود أداما تراوري التي كانت شرارة هذه التظاهرات المتصاعدة منذ أيام في فرنسا، كانت حاضرة أيضاً، إذ رفعت شعارات كتب عليها "العدالة لأداما"، "الشرطة أنتم قتلة"، وسط حشود كبيرة للشرطة.

أداما تراوري، الشاب ذي الأصول الأفريقية البالغ من العمر 24 عاماً والذي توفي في عام 2016 في مركز احتجاز بعد اعتقاله، أصبح رمزاً للاحتجاج ضد الشرطة والعنصرية، حيث بات اسمه يتردد في كل أنحاء فرنسا، فضلاً عن حملات تضامن واسعة مع عائلته، التي تقاتل منذ 4 سنوات لتحقيق العدالة له ضد قضاء تقول إنه مسيس.