فرنسا تدعو الاتحاد الأوروبي لمناقشة "بلا حدود" بشأن تركيا

فرنسا تدعو الاتحاد الأوروبي لمناقشة "بلا حدود" بشأن علاقته مع تركيا

25 يونيو 2020
وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان (لودوفيك مارين/ فرانس برس)
+ الخط -
طلبت فرنسا التي تشهد علاقتها مع تركيا تدهوراً على خلفية الملف الليبي، من الاتحاد الأوروبي، أمس الأربعاء، إجراء مناقشة بلا حدود بشأن علاقته مع تركيا.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان-إيف لودريان، أمام مجلس الشيوخ أن "فرنسا تعتبر ضرورياً أن يفتح الاتحاد الأوروبي سريعاً جداً مناقشة بالعمق وبلا محرمات ودون سذاجة، حول آفاق العلاقة المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة، وأن يدافع الاتحاد الأوروبي بحزم عن مصالحه الخاصة، لأنه يملك الوسائل للقيام بذلك".

وفي يناير/ كانون الثاني 2018، وفي سياق كان لا يزال حينها أكثر هدوءاً، طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، هذه المسألة على الطاولة، عبر استبعاد قبول عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي واقتراح "شراكة" عليها بدلاً من ذلك.

وإضافة إلى توترات ثنائية مختلفة منذ عدة أشهر، صعّد الرئيس الفرنسي فجأة موقفه، الاثنين، عندما ندّد بـ"اللعبة الخطيرة" التي تلعبها أنقرة في ليبيا، معتبراً أن ذلك "يثبت الموت السريري لحلف الأطلسي".

وندد ماكرون خصوصاً بواقع أنّ حادثاً بحرياً بين بلاده وتركيا، العضوين في حلف الأطلسي، في البحر المتوسط أثار "قدراً قليلاً من الإدانة" للسلوك التركي في صلب الحلف.

وتتهم باريس البحرية التركية بسلوك "عدائي للغاية" تجاه فرقاطة فرنسية في المتوسط، مطلع يونيو/ حزيران.

وقال لودريان: "الجانب الفاضح تماماً يكمن في واقع أن الفرقاطة (كوربي) كانت تشارك في نشاط لحلف الأطلسي، وأن الفرقاطة التركية التي اعترضتها كانت تغطي انتهاك حظر الأسلحة (التي كانت متوجهة إلى ليبيا) المفروض من جانب الأمم المتحدة".

وتتهم فرنسا أيضاً تركيا بتسليح قوات حكومة "الوفاق" الليبية التي تعترف بها الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، وبأنها أرسلت آلاف المرتزقة من سورية إلى ليبيا.

وبفضل هذا الدعم العسكري، استعادت حكومة "الوفاق"، مطلع يونيو/ حزيران، السيطرة على غرب ليبيا بالكامل عبر إرغام قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الرجل المدعوم من مصر والإمارات، على التراجع. بينما تتهم أنقرة أيضاً باريس بدعم حفتر.

وصرّح لودريان، قائلاً: "هناك حاجة إلى توضيحات بشأن الدور الذي تنوي تركيا أن تؤديه في ليبيا التي (...) نشهد على تحويلها إلى سورية ثانية، بما أن التدخل العسكري التركي يحصل من خلال دعم عناصر سوريين".

وندد وزير الخارجية أيضاً بـ"تعزيز وزن" تركيا في ليبيا، معتبراً أن ذلك "يؤدي في الواقع إلى تعزيز الروس دورهم" إلى جانب حفتر ويعقّد كل إمكانية وقف القتال.

وانتقد الاتفاق المبرم بين أنقرة وحكومة "الوفاق" حول الغاز الذي يهدد، بحسب باريس، مصالح "حلفائنا والعضوين في الاتحاد الأوروبي قبرص واليونان".

وندّد أيضاً بالضغوط المتواصلة التي تمارسها تركيا على الاتحاد الأوروبي بشأن اللاجئين. وقال: "لا يمكننا أن نقبل باستخدام اللاجئين كوسيلة ضغط (...) من جانب تركيا تجاهنا".


(فرانس برس)