احتجاجات أميركا: قتيلان في إلينوي وحظر ليلي بنيويورك

احتجاجات أميركا: قتيلان واعتقال العشرات في إلينوي وحظر ليلي بنيويورك

02 يونيو 2020
التظاهرات امتدت إلى غالبية المدن الأميركية (كريم يوجل/فرانس برس)
+ الخط -
تتصاعد حدّة الاحتجاجات الأميركية، بعد أكثر من أسبوع على قتل المواطن الأعزل من أصول أفريقية، جورج فلويد، خنقاً تحت ركبة شرطي، وفيما تخضع نيويورك لحظر تجول ليلي أطول مدةً اعتباراً من اليوم الثلاثاء، أفادت وسائل إعلام محلية، بقتل شخصين وتوقيف 60 آخرين على الأقل في ولاية إلينوي شرق البلاد، وسط صدمة الاتحاد الأوروبي من فرط العنف المستخدم من قبل الشرطة الأميركية.

وأفادت وسائل إعلام أميركية بمقتل شخصين وتوقيف 60 آخرين على الأقل في ولاية إلينوي شرق البلاد، خلال الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد، الإثنين الماضي، خنقاً تحت ركبة شرطي أبيض في مينيسوتا.

ونقلت مواقع محلية عن مسؤولين أميركيين، قولهم إن شخصين قتلا خلال تظاهرات في بلدة سيسيرو، بإلينوي، في وقت متأخر الإثنين، فيما جرى توقيف 60 شخصا على الأقل. وعُرضت مشاهد مصورة لأفراد من الأمن في إلينوي مدججين بالسلاح، وسط تعليقات تشجب مظاهر التسلح.

وكانت الشرطة قد استدعت نحو 120 عنصر أمن من جهاز الشرطة في الولاية، لتقديم الدعم في مواجهة المتظاهرين. وأطلق مقتل فلويد، الإثنين الماضي، شرارة تظاهرات واسعة، طاولت غالبية الولايات الأميركية، رفضاً لممارسات الشرطة، واستخدامها المفرط للقوة، خاصة ضد الأميركيين من أصول أفريقية.

وكان محيط البيت الأبيض، شهد مساء أمس احتجاجات كبيرة، دفعت إلى إدخال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى قبو محصن داخله، خوفاً من حدوث اقتحام للمكان، بحسب شبكة "سي أن أن". وخرج ترامب عقب ذلك حاملاً بيده الإنجيل، برفقة عناصر من إدارته، إلى كنيسة قريبة من البيت الأبيض، وتعهد بالتصدي بقوة للتظاهرات، بحسب مشاهد بثها "البيت الأبيض".

حظر تجول ليلي

إلى ذلك، خضعت نيويورك لحظر تجول ليلي أطول مدةً اعتباراً من الثلاثاء، وفق ما قاله مسؤولون، لوكالة "فرانس برس"، بعدما وقعت عمليات نهب في متاجر في وسط مانهاتن. وقال رئيس بلدية المدينة بيل دي بلازيو إن العديد من المتاجر في جادة ماديسون تعرضت للسرقة، معتبراً أن الوضع "غير مقبول على الإطلاق".

ونتيجة لذلك، أعلن أن حظر التجول سوف يبدأ اعتباراً من الساعة 20,00 مساء الثلاثاء، بدل الساعة 23,00، بالتوقيت المحلي. وشدد لقناة "إن واي 1" على أن "المدينة تحت السيطرة التامة، ويعمها السلام والهدوء بشكل كبير".

حان وقت العودة إلى المنزل

وأعلن رئيس البلدية وحاكم ولاية نيويورك أندرو كومو فرض حظر التجول بعد تظاهرات وعمليات نهب خلال عطلة نهاية الأسبوع، لا سيما في حي سوهو.

وكتب رئيس البلدية في وقت لاحق، أمس الإثنين، في تغريدة على "تويتر"، أن "المتظاهرين كانوا سلميين بشكل كبير اليوم"، لكن بعض الأشخاص خرجوا لتدمير الممتلكات والسرقة. وقال دي بلازيو: "ندعم التظاهر السلمي في هذه المدينة. لكن الآن، حان وقت العودة إلى المنزل". وأضاف: "خرج بعض الناس الليلة ليس للتظاهر بل لتدمير الممتلكات وإلحاق الأذى بالآخرين، ويجري اعتقال هؤلاء الأشخاص. تصرفاتهم غير مقبولة ولن نسمح لهم بدخول مدينتنا".

وفُرض حظر تجول في نيويورك ونحو 40 مدينة أخرى في البلاد، بعد تظاهرات عنيفة احتجاجاً على عنف الشرطة. وبعد الساعة 23,00، شارك نحو 100 شخص في تظاهرة سلمية أمام مركز "باركلايز" وسط بروكلين التي كانت مسرحاً لتظاهرات كبرى في الأيام الأخيرة، وركعوا تكريماً لذكرى ضحايا عنف الشرطة، وفق صحافي في "فرانس برس".

وراقبت الشرطة التحرك من بعيد، لكنها لم تعتقل أحداً رغم حظر التجول المفروض.

الاتحاد الأوروبي "مصدوم"

وفي سياق ردود الفعل، عبّر الاتحاد الأوروبي عن صدمته لوفاة الأميركي جورج فلويد، كما أبدى أسفه "للاستخدام المفرط" للقوة من قبل رجال الشرطة، وفق ما أعلنه وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل، اليوم. وقال الإسباني جوزيب بوريل، خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، أوردته "أسوشييتد برس": "هنا في أوروبا، على غرار شعب الولايات المتحدة، نحن مصدومون إزاء وفاة جورج فلويد. أعتقد أن كل المجتمعات يجب أن تبقى متيقظة أمام الاستخدام المفرط للقوة" من قبل قوات الأمن.

تظاهرات في سيدني

وخرجت الأحداث التي تشهدها الولايات المتحدة، إلى خارج حدودها، إذ سار آلاف المتظاهرين في وسط مدينة سيدني، اليوم الثلاثاء، معربين عن تضامنهم مع الأميركيين المحتجين على وفاة جورج فلويد. وقال مراسلو وكالة "أسوشييتد برس"، إن المتظاهرين في كبرى مدن أستراليا، هتفوا "لا أستطيع التنفس" - وهي بعض من الكلمات الأخيرة لكل من فلويد وديفيد دونغاي، وهو رجل من السكان الأصليين توفي في سجن بسيدني عام 2015 بينما كان يقيده خمسة حراس.

وبحسب "أسوشييتد برس"، فقد حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "حياة السود تهم" و"حياة السكان الأصليين تهم" و "صمت البيض عنف"، وفي إشارة إلى أولئك الذين يحتجون في مدن عبر الولايات المتحدة، "نراكم، نسمعكم، نقف معكم". وكتب على لافتات أخرى، "نحن هنا لأنهم ليسوا هنا"، مع صور لفلويد ودونغاي. وساروا من هايد بارك باتجاه برلمان ولاية نيو ساوث ويلز، وهناك خطط لمواصلة السير نحو القنصلية الأميركية.

المساهمون