الخارجية المصرية: اتفاق مع جنوب السودان على تطوير العلاقات

مصر تتفق مع جنوب السودان على تطوير العلاقات... سدّ النهضة في الخلفية؟

12 يونيو 2020
السفير المصري أثناء لقائه وزيرة الخارجية السودانية (فيسبوك)
+ الخط -
في خطوة تبدو ذات صلة بالتوتر الحالي مع إثيوبيا، في ما يتّصل بقضية سد النهضة، أعلنت وزارة الخارجية المصرية عن لقاء أجري أمس الخميس في عاصمة جنوب السودان، جوبا، بين السفير محمد قدح ووزيرة الخارجية الجنوب سودانية، بياتريس خميسا، إذ تناول اللقاء متابعة تطورات العلاقات الثنائية والدعم المصري لجهود مكافحة جائحة كورونا، وكذا ملف الترتيبات الأمنية في إطار اتفاق السلام المنشط فى جنوب السودان، فضلاً عن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وكانت الوزيرة الجنوب سودانية قد أصدرت بيانا مطولا، في الثالث من الشهر الجاري، لتنفي الأنباء التي انتشرت على مواقع صحافية وصفحات غير موثوقة بمواقع التواصل الاجتماعي، عن إنشاء مصر قاعدة عسكرية في منطقة باجاك شرقي البلاد، في إطار التعاون الرسمي في مجالات عدة بين البلدين، كان آخرها إرسال مساعدات مصرية إلى جوبا للمساهمة في الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، فضلا عن استضافة مصر عددا من أرفع مسؤولي الدولة للعلاج من أمراض مزمنة خلال الشهور الماضية بحسب مصادر دبلوماسية مصرية.

وذكرت الخارجية المصرية، في بيانها، أن الوزيرة الجنوب سودانية أعربت عن "الاعتزاز بالعلاقات التاريخية والأخوية المتميزة التي تجمع البلدين على مختلف المستويات الرسمية والشعبية، وتقدير جنوب السودان الكبير للدعم المصري المتواصل لها، كما أشادت بالتطور الذى تشهده العلاقات بين الجانبين خلال الفترة الأخيرة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والإنسانية".
وبحسب البيان، "ثمنت وزيرة الخارجية الجهود المصرية المستمرة لاستعادة الأمن والاستقرار في مناطق الصراعات بالقارة الأفريقية، وقد اتفق الجانبان على أهمية مواصلة الجهود لدفع العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب من التعاون في مختلف المجالات خلال الفترة القادمة".
وكانت وسائل إعلام أفريقية قد تداولت الساعات الماضية معلومات غير رسمية عن توتر بين إثيوبيا وجنوب السودان بسبب شائعة إنشاء قاعدة عسكرية مصرية.
وأوردت الوزارة الجنوب سودانية في بيان نفي تلك المعلومات أنه "لا شيء في الواقع من هذا القبيل" وأنها لم تبرم أي اتفاق مع مصر "للاستحواذ على أي قطعة أرض من الدولة" ثم انتقل البيان إلى تخصيص الحديث عن خطورة هذه الشائعة على علاقة جوبا بكل من مصر وإثيوبيا، ارتباطا بالقرب الجغرافي الواضح بين منطقة باجاك وولاية بني شنقول التي تبني فيها إثيوبيا سد النهضة وهو محور صراع سياسي ودبلوماسي واقتصادي بين مصر وإثيوبيا، إذ أكدت الوزارة "عمق علاقات الدولة بكل من الدولتين المتنازعتين"، وأنها تدعم تحقيق السلام بين جميع جيرانها والدول الأفريقية.
وأشاد البيان الجنوب سوداني "بدور إثيوبيا في حفظ السلام بمنطقة أبيي، حيث تشارك قواتها تحت لواء الأمم المتحدة"، كما حمل من وصفهم بـ"أعداء السلام" مسؤولية الترويج لتلك الشائعة، لتضع جوبا بذلك حدا لانتشارها في أوساط مصرية وعربية مختلفة، لتزامنها مع الأزمة المستعرة بين مصر وإثيوبيا وقرب الملء الأول لخزان سد النهضة، والذي تحدده أديس أبابا في يوليو/تموز المقبل.