التونسيون يتجاهلون اعتصاماً أمام البرلمان للمطالبة بتغيير النظام

التونسيون يتجاهلون اعتصاماً أمام البرلمان للمطالبة بتغيير النظام

01 يونيو 2020
من الاعتصام اليوم (فيسبوك)
+ الخط -
لم يتجاوز عدد المحتجين أمام البرلمان التونسي، اليوم الاثنين، ثلاثين فردا من أنصار تغيير النظام السياسي، بالرغم من التجييش الإعلامي، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أسبوعين.
وحضر الوقفة الاحتجاجية قبالة مجلس نواب الشعب المحامي عماد بن حليمة، الذي يقود دعوات إلى تغيير الدستور وتعديل النظام السياسي للبلاد، وإزاحة زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي 
عن رئاسة البرلمان، ليجد بن حليمة نفسه وسط مجموعة صغيرة من أنصاره وأصدقائه، في وقت كثفت فيه السلطات الأمنية من حضورها توقيا من حدوث أي طارىء خلال الاعتصام.
وأعلن المحامي بن حليمة، اليوم، في تصريحات للصحافيين الحاضرين، عن انطلاق ما أسماه بـ"اعتصام الرحيل 2" أمام مجلس نواب الشعب، وتعليقه في نفس اليوم، التزاما بإجراءات الحجر الصحي الموجه، وفق قوله.
ورأى بن حليمة أن الاعتصام "نجح في تحقيق أهدافه"، واصفا إياه بالـ"حركة" خارج إطار الأحزاب، وهي "حركة مواطنية عفوية" تطورت انطلاقا من فكرة.

وقال بن حليمة: "التونسيون سئموا ويئسوا من المشهد السياسي الحالي ومن الأحزاب، ولكن الوضع لم يتغير؛ فالأحزاب خذلت المواطنين بوعودها الزائفة، وآخرها قلب تونس الذي صوّت له"، على حد قوله.
وبيّن المتحدث أنه "ضد حل البرلمان ولا يدعو إلى إسقاطه"، مشيرا إلى أن "مطالب هذا الاعتصام تتمثل في أربع نقاط؛ منها ثلاث أساسيّة تتعلق باستكمال مرحلة التأسيس، والمطالبة بالمحكمة الدستوريّة، ودعم التمثيليّة الشعبيّة، ودعم سيادة الشعب بمراجعة القانون الانتخابي، وتنظيم السلطة التنفيذية لإيجاد توازن بين صلاحيات رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة، ووقف التحرّكات المشبوهة لرئيس البرلمان راشد الغنوشي المتعلقة بالملف الليبي".


واعتبر المحلل السياسي عبد المنعم المؤدب، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن اعتصام اليوم بمثابة "صوت جعجعة الطاحونة من دون إنتاج الطحين، وقد عكس عزوف الناس المقياس الحقيقي لأنصار شكل وطريقة التغيير".

وأضاف المؤدب أن "هذا الاعتصام لا يشبه اعتصام الرحيل في 2013، ولا يمكن مقارنتهما؛ فاعتصام اليوم بلا قيادة وبلا تأطير وبلا خريطة طريق واضحة، في وقت تم تضخيمه خلال حملة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصا مع انزلاق مؤسسات إعلامية عربية محكومة بأجندات تبحث عن إسقاط التجربة التونسية وإجهاضها".
ورأى المتحدث ذاته أنه "إذا كان دعاة الاعتصام أنفسهم منقسمين ومختلفين في مشهد أسقط الاعتصام قبل بدايته، فهذا يدفع للتساؤل حول محركات وأسباب تنظيمه ومن يقف وراءه"، مشيرا إلى أن تصريحات بن حليمة اليوم "تكشف أن بالون الاختبار الذي تم إطلاقه انفجر في وجه نافخيه، مما يفسر تقهقر دعاة الاعتصام وتراجعهم نحو بيوتهم".
وأكد المتحدث أن "التونسيين سئموا من الاعتصامات والدعوات لإسقاط الحكومات، في وقت لن يغير ذلك شيئا إلا صعود من فشلوا في الانتخابات والمهزومين إلى صدارة المشهد الذي كانوا فيه سابقا ولم يقدموا شيئا لتونس ولا لشعبها".

المساهمون