إحياء ذكرى الانتصار بالحرب العالمية الثانية على وقع كورونا

إحياء ذكرى الانتصار بالحرب العالمية الثانية على وقع كورونا

08 مايو 2020
شتاينماير: نريد تعاوناً أكبر وليس أقل في العالم(فيليب سينجر/Getty)
+ الخط -

دعا العديد من القادة الأوروبيين، الجمعة، إلى استعادة روحية الانتصار الذي تحقق في 1945 في مكافحة جائحة كورونا الجديد، في ذكرى إحياء نهاية الحرب العالمية الثانية في الثامن من مايو/ أيار.

وأكد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير بالمناسبة، أنه "علينا ألا نقبل بأن يتبدد أمام أعيننا نظام السلم" الذي أقيم منذ 1945، مضيفاً "نريد تعاوناً أكبر وليس أقل في العالم، بما في ذلك لمكافحة الوباء".

وكان الرئيس الألماني قد قرّر تنظيم مراسم رسمية كبيرة دعي إليها 1600 شخص، لكنها ألغيت بسبب الوباء. 

ولم يحصل احتفال ضخم في هذه الذكرى سوى مرة واحدة في ألمانيا في 1995.

وبدلاً من ذلك، قام شتاينماير والمستشارة أنجيلا ميركل، بوضع إكليلي زهر على نصب ضحايا الحرب والهولوكوست (محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية)، التي قتل خلالها ستة ملايين يهودي.

واقتصرت الفعاليات على العاصمة الألمانية.

وبلهجة اتخذت بعداً قومياً، قارن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بين الماضي والحاضر، وكتب مخاطباً المحاربين القدامى، أنه "في هذه الذكرى، نخوض معركة جديدة ضد فيروس كورونا الجديد الذي يتطلب بذل جهود وطنية بتلك الروحية التي جسدتموها قبل 75 عاماً".

وبعدما أشار إلى إلغاء الاحتفالات وإجراءات التباعد الاجتماعي، قال جونسون: "اسمحوا لنا أيها المواطنون الفخورون، أن نكون أول من يعبر لكم عن امتناننا وشكرنا من أعماق قلوبنا، ونقسم بأننا سنتذكركم دائماً".

وحلق سرب من سلاح الجو البريطاني فوق العاصمة في طلعة استعراضية، فيما التزمت قنوات التلفزيون بدقيقة صمت. 

وكان وباء "كوفيد-19"، الذي أودى بحياة نحو 270 ألف شخص في جميع أنحاء العالم منذ ظهوره في ديسمبر/ كانون الأول في الصين، حاضراً في كل مكان خلال احتفالات 8 مايو/ أيار، التي نظمت بالحد الأدنى. 

قيود

في فرنسا، ترأس الرئيس إيمانويل ماكرون احتفالاً مقتضباً في باريس في ساحة ليتوال، التي خلت تقريباً من الحضور، ووضع إكليلاً من الزهور أمام تمثال الجنرال ديغول على وقع الموسيقى العسكرية، واجتاز شارع الشانزيليزيه في موكب صغير.


وفي الولايات المتحدة، وضع الرئيس دونالد ترامب إكليل زهر أمام نصب الحرب العالمية الثانية في واشنطن، بينما تنظم وزارة الدفاع الأميركية من جهتها "يوماً لانتصار أوروبا" افتراضياً، مع برنامج مباشر يبث على موقعها وشبكات التواصل الاجتماعي.

لكن الاحتفالات في ألمانيا جلبت اهتماماً خاصاً، لأن هذا البلد لا يحتفل عادة بذكرى استسلام النظام النازي للحلفاء.

هذه المرة، قررت بلدية برلين جعل المناسبة يوم عطلة، في مبادرة تقتصر على العاصمة الألمانية وعام 2020.

ودعا الرئيس الألماني مواطنيه إلى اعتبار 8 مايو/ أيار "يوم امتنان" وليس يوم مرارة للهزيمة والمعاناة التي لحقت بألمانيا من جراء قصف الحلفاء وطرد السكان الألمان من مناطق أوروبية أو فقدان أراض.

امتنان

وقال شتاينماير "اليوم نحن الألمان يمكننا القول: إن يوم التحرير هو يوم امتنان... لقد استلزم الأمر ثلاثة أجيال حتى أمكننا قول ذلك بصدق".

في عام 1985، لمناسبة الذكرى الأربعين لانتهاء الحرب، تحدث الرئيس الألماني حينها ريتشارد فون ويساكر لأول مرة عن "يوم التحرير".

وباستخدام كلمة "الامتنان" هذه المرة، تتخذ ألمانيا خطوة أخرى في وقت يشكك فيه أقصى اليمين بثقافة الندم الألمانية نتيجة الجرائم النازية.

ودان حزب البديل لألمانيا الاحتفالات، وقال زعيمه ألكسندر غولاند، إن الثامن من مايو/ أيار ما زال "هزيمة مطلقة"، لأن ألمانيا فقدت "استقلاليتها" في القدرة على "صنع مستقبلها".

ورد رئيس الجالية اليهودية جوزيف شوستر بأن "الألمان يقدمون بشكل أساسي على أنهم ضحايا... أجد أن هذا تهوين تاريخي غير مسؤول بالجرائم النازية".

وفي موسكو، حيث يحتفل بيوم النصر في التاسع من مايو/ أيار، تأجل العرض العسكري الكبير في الساحة الحمراء الذي دعي إليه العشرات من الشخصيات الأجنبية، ولم يتم الإبقاء سوى على العرض الجوي.

وسيخاطب الرئيس فلاديمير بوتين الروس الذين ينتظرون خصوصاً ما سيتقرر لما بعد 11 مايو/ أيار عندما ترفع إجراءات العزل التي فرضت قبل أكثر من شهر لمنع انتشار كورونا.

وبالعودة إلى لندن، ستتوجه ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عبر قناة "بي بي سي" بخطاب إلى البريطانيين، مساء الجمعة، وهو "الوقت الذي تحدث فيه والدها الملك جورج السادس عبر الإذاعة في 1945"، حسب بيان للحكومة.

(فرانس برس)