فشل جهود الوساطة لاحتواء التوتر بين القبائل والحوثيين بالبيضاء

فشل جهود الوساطة لاحتواء التوتر بين القبائل والحوثيين بالبيضاء اليمنية

07 مايو 2020
الوضع مفتوح على كل الاحتمالات (محمد حويس/ فرانس برس)
+ الخط -
فشلت كافة جهود الوساطة لاحتواء التوتر المتصاعد في محافظة البيضاء اليمنية على خلفية مقتل امرأة، الأسبوع الماضي، فيما لوحت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) بشن معركة جديدة ضد رجال القبائل، وسط عمليات تحشيد مكثفة للجانبين. 

وتشهد البيضاء توترا غير مسبوق بين رجال قبائل ردمان وآل عواض، على خلفية دعوات أطلقها الزعيم القبلي ياسر العواضي، للمطالبة بطرد المسلحين الحوثيين من بلداتهم بعد اتهامهم بقتل سيدة في منزلها، يوم الإثنين قبل الماضي.
وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن حشودا قبلية كبيرة توافدت إلى مديرية ردمان، التي يقطنها الشيخ ياسر العواضي، فيما دفعت جماعة الحوثي بمئات المسلحين من محافظات عمران وصنعاء وذمار إلى محافظة البيضاء، بعد فشل جهود الوساطة.

ويرفض الحوثيون مطالب رجال القبائل بتسليم المتهمين بجريمة قتل السيدة جهاد الأصبحي في منزلها بمديرية الطفه، من أجل محاكمتهم وكذلك الإفراج عن محتجزين من المنطقة ذاتها.
ولوّح القيادي الحوثي، حسين العزي، بمعركة مرتقبة ضد القبائل، وقال في تغريدة على "تويتر"، إن ما بعد دعوتهم لأولياء دم "جهاد" وعناصرهم الستة للجوء إلى القضاء ليس كما قبله، في إشارة إلى انتهاء الحلول السلمية.
وأضاف العزي، وهو عضو لجنة وساطة حلت بالبيضاء: "اليوم يدرك كل حر بأن أي ضجيج بعد بذل الحق والإنصاف وتحكيم شرع الله من قبل الدولة إنما هو عيب ومقت، وباطل محض، ووقوع في الذنب والدم الحرام وخدمة عالية الكلفة لأشخاص مستغلين"، في إشارة إلى الشيخ ياسر العواضي.


وبدأ الحوثيون بتسويق مبررات جديدة من أجل اجتياح مناطق القبائل في آل عواض، ووجه عدد من قادة الصف الأول بالجماعة اتهامات للشيخ ياسر العواضي بـ"العمالة وإعادة توطين تنظيم القاعدة".
وقال القيادي الحوثي محمد البخيتي، على "تويتر": "رغم وجود جبهات مفتوحة إلا أن مرتزقة تنظيم القاعدة قاموا بعمل كمين تسبب بمقتل ستة مواطنين من أبناء البيضاء، أحدهم من آل الصبيحي، واحتموا بمنزل عبد المجيد الصبيحي، وهو أحد المشاركين في الجريمة وزوج جهاد الأصبحي".

وتنكر قبائل البيضاء تلك الاتهامات. وذكر طارق العواضي، وهو متحدث باسم قبائل آل عواض، في تغريدة على "تويتر"، أن "مسلحي الحوثي حاصروا منزل السيدة جهاد من كل الاتجاهات وقاموا باقتحامه، ولو كان فيه من يدّعون من العناصر فكيف هربوا من بين أيديهم".


وعلى الرغم من أن صاحب الدعوة لقتال الحوثيين من الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح ولم يعلن بصراحة دعمه للشرعية، إلا أن الحكومة اليمنية أبدت للمرة الأولى تأييدها لتحركات قبائل البيضاء ضد جماعة الحوثي.


وأرسل رئيس الحكومة الشرعية، معين عبد الملك، دعما معنويا لقبائل البيضاء وقال إن محافظتهم "ظلت على الدوام مقبرة للإمامة الكهنوتية وضربت أروع الأمثلة في الدفاع عن ثورة سبتمبر والانتصار للنظام الجمهوري والدفاع عن اليمن في محطات تاريخية مختلفة".
وأجرى رئيس الحكومة اتصالات هاتفية مع قيادات عسكرية موالية للشرعية بالبيضاء، وفقا لوكالة "سبأ" الرسمية، دون إصدار توجيهات واضحة بدعم انتفاضة القبائل، لكنه أشاد بتداعيها للوقوف في وجه الانتهاكات الحوثية وجرائمها ضد المدنيين وآخرها قتل السيدة جهاد الأصبحي.