من يدعم حفتر؟

من يدعم حفتر؟

21 مايو 2020
ليس من المرجح أن يتم إقصاء حفتر بسهولة (Getty)
+ الخط -

فقد اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر قاعدة الوطية، وقلَبت مجموعة من قبائل أقصى الغرب الليبي، حيث مقر القاعدة، مواقفها في تيجي وبدر، وربما أيضاً الزنتان. ويبدو أن أوضاعه تتجه لفقدان مزيد من المراكز، التي كانت إلى وقت قريب تشكل ثقلاً قبلياً يغذي حروبه، مثل ترهونة التي تأوي ثاني أكبر القبائل الليبية. وقبل هذه التطورات فقد حفتر الكثير من حلفائه القبليين في الشرق الليبي، يقودهم رئيس مجلس النواب في طبرق عقيلة صالح.

وقبل ذلك بأشهر رفضت قبائل الجنوب إرسال أبنائها للقتال في صفوف مليشيات حفتر، ما اضطره للجوء إلى توظيف المرتزقة الأفارقة، من "الجنجويد" وسواهم. وبعد كل الإخفاقات والدموية لا يزال حفتر موجوداً في المشهد السياسي والعسكري. فمن الذي يبقيه؟

من باب اتفاق كثير من المراقبين والمسؤولين، بل والقادة أيضاً، خارج البلاد أن النزاع في ليبيا هو "حرب بالوكالة"، فإنه من السهل جداً تتبع تاريخ ظهوره في المشهد، بدءاً من محاولة انقلابه في طرابلس في فبراير/شباط 2014 إلى ظهوره بمشروع "عملية الكرامة" في بنغازي، منتصف العام ذاته، مروراً بتوسعه للسيطرة على المواقع الحيوية، لا سيما الهلال النفطي وإلى الجنوب حيث منابع النفط، وأخيراً باتجاه العاصمة. ومن المؤكد أنه لا يمكن لقبيلة أو منطقة أن تدعم كل هذا.

اعتدى حفتر علناً على كل جهد من شأنه أن يجلب السلام للبلاد، بينها ملتقى غدامس الذي كان يُحضر لساعاته الأخيرة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، عندما باغت الجميع واقتحم العاصمة طرابلس. كما عرقل قائد المليشيات حتى جهود حلفائه، كمبادرة عقيلة صالح السياسية، حيث انقلب على الاتفاق السياسي، بما فيه مجلس نواب طبرق الذي منحه الشرعية، إلا أنه لا يزال هناك عناصر مهمة في أي محادثات للسلام تدعمها ذات الدول التي تدعمه.

قد يتعرض حلف حفتر الداخلي للمزيد من الاختلالات، وربما انهيارات، لكن هل يقصيه ذلك من المشهد؟ ليس من المرجح أن يتم إقصاء حفتر بسهولة، فمن صنعه وأرسله إلى ليبيا لا يريد سلاماً للبلد، بدليل أن البلاد لم تكن تحتاج، قبل ظهور حفتر في الواجهة، وفاقاً سياسياً بين قادتها وشيوخ قبائلها. وهنا يمكن أن يوجه السؤال لداعميه: "إذا كنتم تريدون استقرار البلاد فلماذا أرسلتموه؟".

المساهمون