مصر: توسع بالعزل المناطقي وتراجع عن حظر التجول الشامل

مصر: توسع في العزل المناطقي وتراجع عن حظر التجول الشامل

08 ابريل 2020
مددت الحكومة حظر التجول الجزئي (محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -
دخلت مصر مرحلة الذروة، من ضمن مراحل انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد في البلاد، حيث اتسعت دائرة العزل المناطقي التي تتبعها الحكومة مع المناطق والأحياء السكنية التي تظهر فيها العدوى. وفي الوقت الذي تتراوح فيه أعداد الإصابات اليومية في بيان وزارة الصحة، منذ بدء الأسبوع السابع لتفشي الفيروس الذي انطلق يوم السبت الماضي، بين 80 و145 إصابة، أخذت الحكومة المصرية في تطبيق إجراءات العزل الصحي على عدد من القرى والأحياء السكنية بنحو 8 محافظات. ولجأت الحكومة إلى التوسع في سياسة العزل المناطقي، بعد شيوع الإصابة بالفيروس بين أهالي تلك المناطق وصعوبة تحديد الحالة صفر، وكذا تحديد المتعاملين معها.

يأتي هذا في وقت انتهت فيه فترة الأسبوعين التي حددها رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي لحظر التجول الجزئي الذي يبدأ من السابعة مساء وينتهي في السادسة صباحاً، في وقت أوصت فيه تقارير سيادية بضرورة فرض حظر شامل للتجول، للسيطرة على الفيروس، أو زيادة ساعات الحظر، لتبدأ من الساعة الثالثة عصراً. واصطدمت هذه التوصيات بمواقف عدد من كبار رجال الأعمال المصريين الذين أبلغوا مسؤولين رفيعي المستوى، باستحالة استمرار الأوضاع بهذا الشكل، مهددين بتسريح العمالة لديهم وعدم الالتزام بدفع رواتبهم نتيجة توقف الإنتاج.

وأوضحت مصادر حكومية تحدثت مع "العربي الجديد" أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، تمكن في نهاية المطاف من تنفيذ رأيه الذي كان مقتنعاً به منذ بدء الأزمة، بضرورة أن يستمر العمل بالمصانع والهيئات ذات الكثافة العمالية الكبرى، بما فيها الحكومة، وأن دائرته استطاعت الوصول مع كبار رجال الأعمال وأصحاب المصانع الكبرى إلى أن يدفعوا لصالح صندوق "تحيا مصر"، مقابل عدم التوسع في الحظر، وذلك لمنع توقف الشركات والمصانع.

وأمس الثلاثاء، أكدت مصادر حكومية لـ"العربي الجديد"، أن "مجلس الوزراء قرر مد حظر التجول ليلاً لمدة أسبوعين إضافيين اعتباراً من مساء اليوم الأربعاء، ضمن إجراءات الدولة الاحترازية في مواجهة فيروس كورونا"، مشيرة إلى أن "القرار يشمل حركة سير المواطنين على كافة الطرق العامة، بدءاً من السابعة مساءً وحتى السادسة صباحاً من دون تغيير". ورجحت المصادر أن يصدر قرار لاحق بتعليق حركة الطيران الدولي فى جميع المطارات المصرية لمدة 15 يوماً إضافية (حتى نهاية يوم 30 إبريل/ نيسان الحالي)، وكذا مدّ تعليق الدراسة في جميع المدارس والجامعات على مستوى الجمهورية لمدة 15 يوماً إضافية (حتى 28 إبريل/ نيسان).



وكانت أشهر الحالات في ما يخص عمليات العزل المناطقي، ما أقدمت عليه السلطات المصرية بعزل قرية الهياتم التابعة لمركز المحلة بمحافظة الغربية، بعد ظهور سبع حالات إصابة فيها بالفيروس، انتقلت من أحد الموظفين العاملين في سلسلة مطاعم شهيرة. ونظراً لطبيعة العلاقات الاجتماعية، كان من الصعب على السطات هناك تحديد المتعاملين مع الحالات السبع، فجاء القرار بفرض العزل على القرية، ومنع خروج أي من مواطنيها، وفرض كردونات أمنية (سياجات) على مداخل ومخارج القرية، واتخاذ إجراءات على مستوى تعقيم الشوارع والمنازل، مع إدخال كافة احتياجات السكان، من أدوية وأغذية، وكذلك إدخال صرّافات آلية متنقلة لصرف سكان القرية لمرتباتهم، والمعاشات الخاصة بكبار السن، وذلك بعد يومين من خروج مسيرات ليلية لرفع الحظر. الأمر نفسه تكرر في محافظة الغربية، ولكن على نطاق أضيق، حيث تم عزل عدد من المنازل بقرية ميت بدر حلاوة، بعد ظهور إصابات بين سكانها من خلال أحد العائدين من فرنسا في وقت سابق.

وفي محافظة المنوفية، أقدمت السلطات التنفيذية هناك على عزل قرية شرانيس التابعة لمركز قويسنا، وذلك بعد اكتشاف خمس إصابات من أسرة واحدة بين سكانها. وعلى الفور، تمّ نصب التمركزات الأمنية بمداخل القرية ومخارجها، ودعوة المواطنين لالتزام منازلهم، وتوجيه مديرية التأمين الاجتماعي بتوفير احتياجات السكان لمدة 14 يوماً، هي فترة العزل الخاصة بحضانة الفيروس.

وفي محافظة بني سويف في صعيد مصر، أقدمت السلطات على عزل قريتي بني عفان وديموشيا، بعد ظهور 10 حالات انتقلت إليهم العدوى من أحد أبناء قرية بني عفان، الذي كان عائداً من مدينة الغردقة الساحلية حيث يعمل بمنتجع سياحي هناك. أما المصدر الآخر للعدوى فكان عامل بناء بالعاصمة الإدارية الجديدة، عاد بعد توقف أعمال شركته.

في نهاية مارس/آذار الماضي، أعلنت مديرية الصحة بالدقهلية التنسيق مع عمدة قرية بدين التابعة لمركز المنصورة، والأجهزة المعنية، بتوصيل مواد الإعاشة، سواء الغذائية أو أدوية المنازل، من خلال متطوعين من المجتمع المدني، لإحكام السيطرة على العزل الذاتي بالقرية، بعد التأكد من إصابة أحد شبابها بفيروس كورونا بعد أخذ مسحات له إثر عودته من إيطاليا.

وفي نهاية الشهر الماضي أيضاً، بدأت مديرية الصحة بالمنيا إجراءات العزل المنزلي التام لأهالي قريتي القيس وأبو جرج في مركز بني مزار، وفرضت الأجهزة الأمنية كردوناً بمحيط القريتين. كما بدأت المديرية عزل أحد المستشفيات بمركز سمالوط، حيث شهدت القريتان اكتشاف ثماني حالات إصابة كان أصحابها عائدين من أداء العمرة وتمّ نقلهم للحجر الصحي، وتقرر فرض العزل للأهالي تحسباً لوجود أي حالات غير مكتشفة.

وفي محافظة بورسعيد، عزلت السلطات سبع بنايات تقطنها نحو 140 أسرة، بالتنسيق مع مديرية الأمن ووزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الصحة، للحفاظ على سلامتهم، وسط سيطرة تامة، ومتابعة للحالات المخالطة للحالات الإيجابية لفيروس كورونا بعد اكتشاف عدد من الإصابات هناك.

وفي محافظة الإسماعيلية بمنطقة القناة أيضاً، بدأت قوات الأمن والأجهزة بعزل قرية أبو ربيع التابعة لمدينة أبوصوير، وتعقيم وتطهير منازلها وشوارعها، بعد ظهور حالتين لزوج وزوجته أثبتت التحاليل إيجابيتهما لفيروس كورونا، وجرى نقلهما لمستشفى أبو خليفة للعزل الصحي.

وفي محافظة الجيزة، عزلت الأجهزة التنفيذية أحد الشوارع بمدينة الحوامدية، التي تقطنها نحو 80 أسرة، وذلك بعد اكتشاف إصابة لسيدة مسنة، وعزلها.

  

 

 

 

دلالات

المساهمون