مسلمو الهند ضحية كورونا والعنصرية
عزّز تفشي وباء كورونا في العالم المخاوف من تنامي موجات العنصرية الدينية والقومية، خصوصاً في الهند، التي يقودها حزب "بهاراتيا جاناتا" الهندوسي القومي، برئاسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي. وفي السياق ازداد الضغط على المسلمين في الأشهر الستة الماضية، بدءاً من محاولة السلطات في نيودلهي التضييق على سكان كشمير، الإقليم المتنازع عليه مع باكستان، وصولاً إلى ولاية آسام في شمالي شرق البلاد، على الحدود مع بنغلادش وميانمار، عبر حملة "توثيق الجنسية"، وسط مخاوف من إمكانية أن يصبح سكان هذه الولاية من دون جنسية.
في السياق نشر الكاتبان كاران ديب سينغ وسوهاسيني راج في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريراً عن معاناة المسلمين في آسام، جاء فيه أن "أعضاء المحكمة في ولاية آسام يشعرون بالضغوط الحكومية"، من أجل إسقاط حق الجنسية عن سكان الولاية، وذلك في مسعى للحكومة لطرد المهاجرين غير الشرعيين، وبصورة أدق طرد المسلمين من الهند، حسبما تعهّد بعض السياسيين المتطرفين في البلاد. وأضاف الكاتبان أن إحدى المحاميات، ماموني راجكوماري، التي كانت تعمل على تحديد أحقية المواطنين بامتلاك الجنسية، تمّ فصلها لأنها لم تسجّل أعداداً كافية من المسلمين ليكونوا غير مواطنين. ولخّصت ما جرى لها بالقول: "لقد عوقبت".
في غضون ذلك، كشف موقع "فيرست بوست" الهندي عن تفشّ واسع لوباء كورونا في ولاية آسام، ومع تتبّع آثار المصابين، تبيّن أنهم حضروا تجمّعاً لـ"جماعة التبليغ" في نيودلهي، في شهر مارس/آذار الماضي، الأمر الذي قوبل بحملة عنصرية عنيفة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد المسلمين. وبلغ التمييز حداً غير مسبوق، مع وصف المسلمين الهنود بأنهم "بنغلادشيون غير شرعيين". كما أن وزير الصحة في ولاية آسام، هيمانتا بيسوا سارماه، كشف عن أسماء 4 أشخاص أُصيبوا بالفيروس. وفي مؤتمر صحافي عقده في 1 إبريل/نيسان الحالي، علّل مسألة الكشف عن أسمائهم من أجل معرفة الأشخاص الذين احتكوا بهم، وإعلام السلطات الصحية بذلك. وأعلن أنه تمّ إخبار جميع من شارك في مؤتمر "جماعة التبليغ" بذلك.
(العربي الجديد)