"البوليساريو" تواجه امتحان اختيار خليفة لـ"مفاوضها" مع المغرب

"البوليساريو" تواجه امتحان اختيار خليفة لـ"مفاوضها" مع المغرب

03 ابريل 2020
أعلن عن وفاة خداد الأربعاء (تويتر)
+ الخط -
تواجه جبهة "البوليساريو"، امتحان اختيار خليفة لمحمد خداد، منسق الجبهة مع بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء "المينورسو"، الذي أعلن الأربعاء، عن وفاته بالعاصمة الإسبانية مدريد، وذلك على بعد أقل من أسبوع على عقد مجلس الأمن الدولي لجلسة إحاطة بخصوص الصحراء.

وفي الوقت الذي اكتفت فيه وسائل إعلام "البوليساريو" بنشر خبر مقتضب، كما فعلت مع أغلب قادتها من الجيلين الأول والثاني، فتح رحيل محمد خداد، وهو المكلف أيضاً بالعلاقات الخارجية في الجبهة، باب التكهنات عن الاسم الذي سيخلف الرجل، الذي كان يقود الوفد الصحراوي في المفاوضات مع المغرب برعاية الأمم المتحدة.

وقالت مصادر صحراوية تحدثت لـ"العربي الحديد" إن أربع شخصيات تبقى محتملة لخلافة منسق الجبهة مع "المينورسو"، من أبرزها أبي بشرايا البشير، ممثل البوليساريو في فرنسا والاتحاد الأوروبي.

المصادر أوضحت أن اجتماعاً لقيادة "البوليساريو" عقد أمس الأربعاء، لاختيار خليفة خداد، دون أن يتم الحسم بسبب عدم الاتفاق على اسم بعينه، مشيرة إلى "أن الاجتماع الذي ترأسه إبراهيم غالي، زعيم الجبهة، انتهى إلى تشكيل لجنة لمتابعة الموضوع وإصدار بيان إنشائي في انتظار التنسيق مع النظام الجزائري".

ويعتقد نوفل البعمري، الباحث في الشؤون الصحراوية، أن وفاة خداد، وإن كانت متوقعة بسبب معاناته مع مرض السرطان، إلا أن توقيتها قد يربك جبهة البوليساريو على عدة مستويات، أولها وضعية المخيمات، بسبب الحصار الكلي الذي ضربته الجزائر على الساكنة الصحراوية وما استتبعه من ارتباك داخلي في ضمان السير العادي للحياة داخل المخيمات.

وثانيها، بحسب البعمري، المسار العام لملف الصحراء وقرب تقديم الأمين العام للأمم المتحدة تقريره الدوري لمجلس الأمن حول الحالة في الصحراء المغربية، وما سيليه من مناقشات متعلقة بالقرار الذي سيتم استصداره في ظل تعثر الأمم المتحدة في تعيين بديل للمبعوث الأممي للصحراء السابق، هورست كوهلر.

ويرى الباحث في الشؤون الصحراوية، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن وضعية البوليساريو وقيادتها الحالية تبدو صعبة في الاهتداء إلى الشخصية التي ستخلف خداد في مهمته بسبب انشغال الجزائر بتداعيات فيروس كورونا، لافتاً إلى أن من شأن هذا الوضع تأخير تسمية اسم جديد كمنسق لتنظيم البوليساريو مع بعثة "المينورسو".

وأضاف: "نحن أمام أزمة تنظيمية ستعيشها البوليساريو بسبب حالة الانقسام الداخلي منذ المؤتمر الأخير، وفقدان خداد يربك التنظيم قبلياً ما دام أن جلّ التعيينات تتم بخلفية قبلية للحفاظ على التوازن الداخلي، لذلك فإن وفاته ستربك الجبهة من هذا الجانب".

وكانت شخصية محمد خداد الأكثر ترشيحاً لخلافة زعيم جبهة البوليساريو السابق محمد عبد العزيز، حيث تحدث المراقبون عن اسمه كشخصية مثالية لقيادة الجبهة، خصوصاً للخبرة السياسية التي راكمها، ولانتمائه أيضاً لقبيلة الرگيبات أولاد موسى، لكن الأمور آلت، في النهاية، إلى إبراهيم غالي، الزعيم الحالي للجبهة الانفصالية.