ضغوط على الحكومة البريطانية لوضع استراتيجية لإنهاء حالة الإغلاق

وطالب نيل فيرغسون، أحد كبار مستشاري الحكومة للتعامل مع الأزمة، دوانينغ ستريت باستعجال الخطط لإنهاء الإغلاق التام، معتبراً أن معايير التباعد الاجتماعي والفحوص الطبية ستكون مطلوبة "دائماً"، ما لم يجرِ التوصل إلى لقاح خاص بكوفيد 19.

ولفت فيرغسون، الذي بنت الحكومة خطط الإغلاق على عمل فريقه في "إمبيريال كوليدج"، إلى أن البيانات المتوافرة تشير إلى تراجع مستويات انتشار العدوى، وقال إنه يرغب في أن يرى الحكومة تخطط لمرحلة الرفع الجزئي لحالة الإغلاق، منتقداً جهودها بالقول: "لا أرى درجة التخطيط ذاتها التي وضعوها في بريكست".

وتأتي تصريحات فيرغسون في وقت تستعد فيه الحكومة البريطانية لتمديد إجراءات الإغلاق التام لثلاثة أسابيع أخرى، حتى 7 مايو/ أيار، قابلة للتمديد.

وكان وزير الصحة، مات هانكوك، قد عبّر عن امتعاضه من تكرار السؤال عن استراتيجية الحكومة للخروج من الإغلاق الحالي. وقال يوم أمس: "الجميع يريدون أن يعرفوا شكل المستقبل. لكن السؤال هو: كيف نستطيع تجاوز هذه الأزمة؟ وكيف نخفض من الأعداد؟".

وأضاف أن الحكومة قادرة حالياً على توفير 25 ألف فحص للكشف عن الفيروس يومياً، متعهداً بالتركيز على صحة العاملين في القطاع الصحي ومنحهم الأولوية فوراً.

بدوره، قال مدير الخدمات الصحية في إنكلترا، كريس ويتي، إن بريطانيا بدأت تدخل مرحلة ذروة جائحة فيروس كورونا، وإن السلطات الصحية ستكون قادرة على توضيح استراتيجيتها الخاصة بتخفيف قيود الإغلاق في غضون 10 أيام.

وأضاف أن السلطات الصحية ترى ثباتاً في أعداد الإصابات، كذلك إن أعداد الوفيات ثبتت دون 800 لليوم الرابع على التوالي. وكانت وفيات الأربعاء قد وصلت إلى 761 حالة، وارتفع إجمالي الإصابات إلى 127 ألفاً. إلا أنه حذر من أن أعداد الوفيات قد ترتفع اليوم بسبب التأخر في تسجيل أعدادها في عطلة عيد الفصح خلال نهاية الأسبوع الماضي.

وتابع: "حول موضوع الذروة، فإننا نعتقد أننا وصلنا إليها عموماً... ولكن للأسف سنظل نرى أعداداً مرتفعة من الوفيات، وبالتأكيد لفترة وجيزة من المرحلة الحالية... وكلما فهمنا أكثر معدل انتقال العدوى، وهو ما سنصل إليه في الأيام العشرة القادمة، كان من السهل علينا تقييم كيف سننتقل إلى المرحلة التالية بشكل مبني على الأدلة".

وينتظر من وزير الخارجية دومينيك راب، والذي ينوب عن بوريس جونسون في إدارة الحكومة، أن يعلن اليوم الخميس تمديد حالة الإغلاق لثلاثة أسابيع في المؤتمر الصحافي الحكومي اليومي. وبتمديد الإغلاق حتى بداية مايو/ أيار، تكون بريطانيا في وضع مماثل لعدد من الدول الأوروبية الأخرى.

وكان زعيم حزب "العمال"، كير ستارمر، قد دعا الحكومة يوم أمس إلى نشر خططها الخاصة بالخروج من حالة الإغلاق، بينما ردت الحكومة بأن مثل هذه الدعوات تشتت من أهمية الرسالة الحالية بإبقاء المواطنين في منازلهم.

من ناحية أخرى، أكدت رئاسة الوزراء البريطانية أنها لن تحذو حذو الرئاسة الأمريكية في قطع التمويل عن منظمة الصحة العالمية، مؤكدة أن المنظمة الأممية "تؤدي دوراً أساسياً في قيادة الاستجابة الصحية العالمية" لأزمة كورونا.

وقال متحدث باسم رئاسة الوزراء "إن فيروس كورونا تحدٍّ عالمي، ومن الضروري أن تعمل الدول معاً لمواجهة هذا الخطر المشترك".

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أعلن الثلاثاء أنه علّق المساهمة الأميركية في ميزانية منظمة الصحة الدولية بسبب "سوء إدارتها" لأزمة تفشي الفيروس، مطالباً "بإجراء مراجعة لتقييم دور منظمة الصحة العالمية في سوء الإدارة الشديد والتعتيم على تفشي فيروس كورونا".