العراق: إجراءات جديدة لمواجهة تصاعد هجمات بقايا "داعش"

العراق: إجراءات جديدة لمواجهة تصاعد هجمات بقايا "داعش"

14 ابريل 2020
ستتبع القوات العراقية استراتيجية جديدة بمواجهة "داعش"(علي مكرم غريب/الأناضول)
+ الخط -
بعد نحو أسبوعين من الارتفاع الملحوظ بمعدل الاعتداءات الإرهابية التي تنفذها بقايا تنظيم "داعش" في مناطق مختلفة من شمال وغربي العراق، قال مسؤولون عسكريون في قيادة العمليات المشتركة لـ"العربي الجديد"، إن إجراءات جديدة لمواجهة تصاعد هجمات التنظيم قد انطلقت فعلاً في عموم مدن البلاد، من أبرزها تفعيل آلية التعاون مع السكان المحليين في الجانب الاستخباراتي، وتنفيذ عمليات دهم وتفتيش مباغتة، والإبقاء على عمليات التفتيش والتشديد الأمني في المناطق الصحراوية والجبلية، خصوصاً تلك القريبة من المدن والقرى التي شهدت هجمات واعتداءات إرهابية في الفترة الماضية.
ومنذ مطلع الشهر الحالي، شهد العراق نحو 10 اعتداءات إرهابية نفذها مسلحو تنظيم "داعش"، أسفر عدد منها عن سقوط ضحايا من أفراد الأمن ومواطنين. ووفقاً لمسؤولين أمنيين عراقيين، فقد جاءت محافظة كركوك في صدارة مدن العراق في عدد الاعتداءات الإرهابية، تليها صلاح الدين ثمّ ديالى.
ووصف مسؤول عسكري عراقي بارز في قيادة العمليات المشتركة هجمات التنظيم بـ"الخطيرة"، مبيناً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن عملية عسكرية مرتقبة ستنطلق لتمشيط مناطق مختلفة شهدت هجمات إرهابية في الأيام الماضية.
ووفقاً للمسؤول ذاته، فإن استراتيجية جديدة ستتبع في تلك المناطق، من خلال تكثيف الوجود الأمني والعسكري، وتفعيل جهود تحصيل المعلومات المتأتية من المواطنين، فضلاً عن تنفيذ عمليات مباغتة ضد أوكار ومناطق مشتبه بها، وذلك بالتعاون مع طيران الجيش المروحي وسلاح الجو العراقي، مؤكداً أن "الاستراتيجية الدفاعية وانتظار خروج بقايا داعش لتنفيذ عملية، ومن ثم مهاجمتها في بعض المناطق، أكسب التنظيم فرصة للتكيف مع الوضع الحالي ومعاودة هجماته".
في هذه الأثناء، وجّه وزير الدفاع العراقي نجاح الشمري، بتكثيف الجهد الاستخباري بمواجهة بقايا التنظيم. ووفقاً لبيان أصدرته وزارة الدفاع، فإن وزيرها "عقد أمس، الإثنين، اجتماعاً في مديرية الاستخبارات والأمن ومديرية الاستخبارات العسكرية، مع قيادات المديريتين، وبحث معها مكافحة بقايا داعش"، وأكد الوزير أن "زيادة العمليات الإرهابية وعمليات التسلل لبقايا التنظيم، تحتم ضرورة معرفة أسباب ذلك، مع وضع التقييم الكامل لكافة الحوادث في قواطع العمليات".
وأكد على "عدم السماح لداعش باستغلال الظرف الحالي الذي تمر به البلاد"، مشدداً على "ضرورة تكثيف الجهد الاستخباراتي، وجمع المعلومة الحقيقية وتحليلها، مع وجوب استخدام كلّ الجهود العسكرية من القوة الجوية وطيران الجيش والصنوف الأخرى، للقضاء على ما تبقى من داعش".
ميدانياً، أعلنت القوات العراقية قتل 23 عنصراً من "داعش" في عملية عسكرية نفذتها على وكر للتنظيم. وقالت خلية الإعلام الأمني الحكومية، في بيان لها، إن "قوات نفذت عملية عسكرية في وادي الشاي بمحافظة كركوك، واشتبكت مع وكر لعناصر التنظيم كانوا في مغارة في الوادي"، مبينة أن "الاشتباك كان مدعوماً من طيران الجيش والقوة الجوية، كما نفذ طيران التحالف الدولي ضربات إسناد للقوات الأمنية". وأوضح أن "العملية انتهت بتدمير الوكر وقتل 23 عنصراً، كما قُتل جندي عراقي وجُرح أربعة آخرون في العملية ذاتها".
واعتبر الخبير بالشأن العراقي أحمد الحمداني أن تصاعد هجمات التنظيم في الوقت الحالي متوقع، بعد أشهر من مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، وسعي الزعيم الجديد للتنظيم إلى لملمة صفوف عناصره وإعادة التواصل معهم.
ويضيف الحمداني في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه لا يمكن القول إن الهجمات حتى الآن خرجت عن السيطرة، أو أنها مؤثرة على الملف الأمني عموماً، وخصوصاً أن نطاق تنفيذها يقتصر على مناطق نائية، وعلى طريقة العصابات القديمة "اضرب واهرب"، لكن يجب أن تفهم القوات العراقية والمسؤولون في الجيش أن العمليات العسكرية الضخمة المستمرة لا يمكن أن تصنع فارقاً، ما لم تكن هناك معلومات استخباراتية، وقبل كل شيء كسب ثقة السكان حتى يتمكنوا من التعاون والإدلاء بما يعرفونه.

المساهمون