قوات "الوفاق" الليبية تسيطر على مدينتي صرمان وصبراته

قوات "الوفاق" الليبية تسيطر على مدينتي صرمان وصبراته

طرابلس

العربي الجديد

العربي الجديد
13 ابريل 2020
+ الخط -
أكد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فايز السراج، اليوم الاثنين، استعادة قوات الحكومة سيطرتها على مدينتي صرمان وصبراته، مشيراً إلى أن محاولة الاستيلاء على منطقة أبوقرين، أمس الأحد، كانت بهدف تعطيل "عملية عاصفة السلام"، التي تخوضها ضد مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

ووصف السراج، في بيان له، معركة استعادة السيطرة على أبوقرين بأنها "ملحمة بطولية لقنت فيها الغزاة درساً في الوطنية والفداء"، موضحاً أن قوات الحكومة وجهت رسالة واضحة إلى "جحافل دفعت بها عواصم تظهر لنا الولاء نهاراً وتتآمر علينا تحت جنح الظلام".

وأكد بيان السراج أن حكومته تتوجه برسالة إلى "العواصم المتآمرة"، قائلاً: "أبناؤكم الذين بعثتم بهم ليموتوا في العدوان على أرضنا سنعيدهم لكم في توابيت برفقة وثائقهم الثبوتية، وسنصدر أوامرنا لوزارة الخارجية لتولي التنسيق في الأمر مع الجهات المعنية".

وأضاف: "مدرعاتكم التي بعثتم بها صارت رماداً، وما سلم منها صار في قبضتنا، وسنحفظها في متحف الحرب لتظل شاهداً على غدركم وتلعنكم الأجيال مدى الدهر".
وأكد السراج مواصلة قوات الحكومة الزحف نحو المدن "المختطفة لرفع الظلم عن أبنائها، وعودة مهجريها، وسنبسط سلطان دولتنا على كامل ترابها وبحرها وسمائها".

من جانبه، أفاد المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي لعملية "بركان الغضب"، عبد المالك المدني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأن قوات حكومة الوفاق سيطرت على كامل مدن الساحل الشمالي الرابط بين طرابلس والمنفذ الحدودي مع تونس، وأحكمت سيطرتها أيضاً على مدينة العجيلات (80 كيلومتراً جنوب غرب طرابلس).

من جانبه، وجه المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، محمد قنونو، رسالة "أخيرة" إلى مسلحي حفتر الذين يقاتلون إلى جانب مليشياته في بلدات الجميل وزلطن ورقدالين في غرب ليبيا.
وقال بحسب ما نشرته الصفحة الرسمية لعملية "بركان الغضب": "رسالة أخيرة، بل إنذار أخير، إلى كل من رفع السلاح إلى جانب الإرهابيين المرتزقة في مدينة صبراته وغيرها وتمرد مع مجرم الحرب حفتر لمحاربة الدولة، ألقوا أسلحتكم وسلّموا أنفسكم، لا قبل لكم بما جئناكم به، لقد نفد الوقت، سلموا تسلموا، ونعاهدكم بمحاكمة سريعة وعادلة".

وفي وقت سابق، قال المدني إن "قواتنا تطارد فلول مليشيات ومرتزقة حفتر باتجاه مدينة صبراته"، بعد فرارهم من مدينة صرمان، مشيراً في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أن قوات الوفاق سيطرت على عشرات الآليات بعد فرار عناصر حفتر من صرمان، مشيراً إلى أن من بينها مدرعة "تايغر" إماراتية الصنع وعربة "غراد".

وبينما أكد المدني أن تقدم قوات الوفاق في مدينة صرمان أدى إلى تدمير آليات عسكرية أخرى، لفت إلى أن سلاح الجو نفذ ضربات استباقية عدة منذ الصباح الباكر قبل تحرك القوات على الأرض.

وتقع مدينتا صرمان وصبراته الساحليتان في منتصف المسافة بين العاصمة طرابلس ومنفذ رأس جدير الحدودي مع تونس، وكانت كتيبة "الوادي" السلفية في مدينة صرمان قد أعلنت في الرابع من إبريل/ نيسان من العام الماضي ولاءها لحفتر، قبل أن تسيطر على بلدات المطرد والحرشه باتجاه مدينة الزاوية (30 كم غرب طرابلس).

وقال الناطق باسم المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" مصطفى المجعي، من جهته، في تصريحات لـ"الأناضول"، إن قواتها "أحكمت سيطرتها بشكل كامل على مدينة صرمان غربي طرابلس"، مشيراً إلى أن "الاشتباكات الآن تدور في المدخل الشرقي لمدينة صبراته".

وأشار إلى أن "سلاح الجو يستهدف تحركات مليشيات حفتر في المدينة".
وأعلنت عملية "بركان الغضب"، في بيان عاجل منتصف ليل الأحد-الاثنين، استهداف سلاح الجو التابع للحكومة غرفة قيادة العمليات بمدينة صبراته المحاذية لصرمان.

الخبير الأمني الليبي الصيد عبد الحفيظ، رأى في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "قوات حفتر تقدمت في الآونة الأخيرة باتجاه المنفذ الحدودي مع تونس، ومدينة زوارة، بقصد إحكام سيطرتها على الساحل، لكن الهدف الرئيس يكمن في سيطرتها على مجمع مليتا للغاز"، معتبراً أن المجمع وميناء زوارة أبرز هدفين استراتيجيين على طول الساحل الغربي للعاصمة.

وأكد عبد الحفيظ أن وجود قوات الحكومة في صرمان يعني وجودها في صبراته لالتصاق المدينتين واتصالهما، لكنه شدد على أهمية السيطرة تماماً على صبراته لإفشال مخطط حفتر الهادف إلى الاقتراب من مجمع مليتا للغاز، الذي يُعدّ أكبر مجمعات إنتاج الغاز في الشمال الأفريقي، والذي توليه أوروبا، ولا سيما إيطاليا، أهمية كبيرة.

ويلفت الصيد إلى أهمية أخرى لمدينتي صبراته وصرمان، قائلاً إن "السيطرة عليهما تُعدّ ضربة مباشرة لقوات حفتر في جنوب طرابلس، حيث إنه يعتمد عليهما لإمداد قواته بالمقاتلين في محاور مهمة، أبرزها محور طريق المطار الذي يستخدم فيه الكتائب السلفية القادمة من صبراته وصرمان".


وفي جنوب طرابلس ومحيط سرت، أكد المدني في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن الهدوء يسود كلّ محاور القتال في محيط المدينتين، بعد استعادة قوات الحكومة سيطرتها على بلدة أبو قرين، غرب سرت، في وقت أكد فيه مركز الإعلام الحربي التابع لقوات حفتر وصول أرتال وتعزيزات عسكرية إلى المناطق القريبة من الحدود الغربية مع تونس، وتحديداً إلى بلدة زليطن، تزامناً مع وصول تعزيزات أخرى إلى محاور القتال في محيط بلدة الوشكة، غرب سرت.

وحاولت قوات حفتر التسلل إلى بلدة أبوقرين، غرب سرت، أمس الأحد، في محاولة للسيطرة عليها، لكن قوات الحكومة نفذت عملية عكسية تمكنت خلالها من استرداد البلدة مساء الأمس.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، محمد قنونو، أن عملية الاسترداد كانت وفق تكتيك عسكري تضمن انسحاباً مؤقتاً لقوات الحكومة من البلدة، قبل أن تطبق على مليشيات حفتر في عملية التفاف واسعة عليها داخل البلدة وفي محيطها، ما سبّب مقتل العشرات وإصابة آخرين من مليشيات حفتر، التي أكد قنونو أن غالبية أفرادها من مرتزقة حركة الجنجاويد.


وأكد قنونو، في إيجاز صحافي نشرته الصفحة الرسمية لعملية "بركان الغضب" ليل أمس الأحد، إسقاط الدفاعات الجوية لقوات الحكومة طائرتين مسيّرتين من طراز "وينغ لونغ" صينيتَي الصنع، إضافة إلى طائرة عمودية من نوع "إم آي 35"، ما أدى إلى مقتل جميع طاقمها.



واعترف المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات حفتر، أحمد المسماري في منشور على صفحته الرسمية في "فيسبوك"، في وقت متأخر من ليل الأحد، بسقوط الطائرة العمودية ومقتل جميع من كان على متنها، ونشرت وسائل إعلام موالية لحفتر، على صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أسماء طاقمها الذي قُتل، وهم السنوسي موسى، وعادل الزوي، وجمعة العبيدي.

وكانت مصادر محلية من داخل مدينة سرت قد كشفت، في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، عن سقوط ما يزيد على 100 قتيل، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من المصابين الذين نُقلوا إلى مستشفى ابن سينا في المدينة، ومستشفى ميداني بمنطقة رأس لانوف، شرق سرت.

ونشرت قناة "ليبيا الأحرار" صوراً لجوازات سفر وأوراق ثبوتية وأغراض شخصية، تثبت مشاركة مرتزقة من حركات التمرد الأفريقية في اقتحام بلدة أبوقرين.


ومنذ سيطرتها على مدينة سرت، منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي، تحاول قوات حفتر التقدم غرباً باتجاه البلدات الساحلية الواقعة على الطريق الساحلي الرابط بين سرت ومصراته.


ذات صلة

الصورة
من أجواء المسيرة المنددة بالعدوان الإسرائيلي في مخيم شاتيلا ببيروت (العربي الجديد)

سياسة

شهد لبنان، اليوم الجمعة، فعاليات شعبية عدة تنديداً بجرائم الاحتلال الإسرائيلي والمجازر التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني وأهالي غزة.
الصورة
فقدت أدوية أساسية في درنة رغم وصول إغاثات كثيرة (كريم صاهب/ فرانس برس)

مجتمع

يؤكد سكان في مدينة درنة المنكوبة بالفيضانات عدم قدرتهم على الحصول على أدوية، خاصة تلك التي للأمراض المزمنة بعدما كانت متوفرة في الأيام الأولى للكارثة
الصورة

منوعات

استيقظ من تبقى من أهل مدينة درنة الليبية، صباح الاثنين الماضي، على اختفاء أبرز المعالم التاريخية والثقافية في مدينتهم؛ إذ أضرّت السيول بـ1500 مبنى. هنا، أبرز هذه المعالم.
الصورة
عمال بحث وإنقاذ في درنة في ليبيا (كريم صاحب/ فرانس برس)

مجتمع

بعد مرور أكثر من أسبوع على الفيضانات في شمال شرق ليبيا على خلفية العاصفة دانيال، لا سيّما تلك التي اجتاحت مدينة درنة، وتضاؤل فرص الوصول إلى ناجين، صار هاجس انتشار الأوبئة والأمراض يثير القلق.

المساهمون