مصر: كواليس الأزمة بين الاستخبارات ووزير النقل

مصر: كواليس الأزمة بين الاستخبارات ووزير النقل

02 ابريل 2020
احتمال بدء حظر تجول شامل (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر مصرية، لـ"العربي الجديد"، عن السبب وراء المشادة الكلامية بين وزير النقل، كامل الوزير، والإعلامي وائل الإبراشي، الذي يقدم برنامج "التاسعة مساء" على التلفزيون الرسمي، بعد انتقاد الأخير معدلات الازدحام في قطارات مترو الأنفاق، وعدم استعداد الوزارة للتعاطي مع هذه الكثافة، نتيجة قرار حظر التجول الذي فرضته السلطات بسبب وباء كورونا، والذي يبدأ في الساعة السابعة مساءً، ويستمر حتى السادسة صباحاً من كل يوم. وقالت المصادر إن الأزمة تكمن في أن جهاز الاستخبارات العامة الذي يقوده اللواء عباس كامل، والذي يُشرف على التلفزيون الرسمي المصري، دعم مطالب وزارة الصحة بضرورة وقف قطارات مترو الأنفاق، التي باتت تمثل خطراً كبيراً بسبب الكثافة المرتفعة والتكدس داخلها، والتي تُعدّ بيئةً خصبة لنشر عدوى كورونا.

وأوضحت المصادر أن وزير النقل، الذي يتمتع بثقةٍ كبيرة لدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد للأخير قدرته على معالجة الأمر وعدم الحاجة إلى وقف قطارات مترو الأنفاق، أو قطارات السكك الحديدية، عبر خطّة ستنفذها الوزارة، مع رفع تقارير أداء بشأنها إلى السيسي.


وقالت المصادر إن الإبراشي أذاع مادةً مصورة للتكدس في قطارات مترو الأنفاق بما يهدد كافة جهود باقي أجهزة الدولة، ويفشل خطط الحكومة للسيطرة على الفيروس، بعد اللجوء إلى إجراءات قاسية على الاقتصاد المصري، وهو ما أغضب وزير النقل. وكان الأخير قد انتهى لتوّه من اتصال هاتفي مع السيسي، أبلغه فيه بأن الأمور على ما يرام، وأنه تمّ علاج الأزمة في اليوم التالي لبدء سريان قرار حظر التجول، معتبراً أن هناك هدفاً خبيثاً وراء ما قام به الإبراشي، وهو إحداث أزمة بينه – أي وزير النقل – وبين الرئيس، وهو ما كان السبب الأساسي في حالة الغضب التي لم يستطع الوزير إخفاءها على الهواء.

في السياق ذاته، أوضحت المصادر أن اللجنة الحكومية ولجنة إدارة الأزمة الخاصة بمتابعة الإجراءات الاحترازية، تواجه أزمةً حقيقية بسبب مترو الأنفاق الذي ينقل يومياً أكثر من ثلاثة ملايين راكب داخل العاصمة، مؤكدة أن هناك تفكيراً في وقف بعض الخطوط التي تشهد كثافة كبيرة، خصوصاً في ظلّ الحديث عن بدء حظر شامل للتجول، خلال الأيام القادمة.

وقال الوزير، خلال جولةٍ مفاجئة لمحطة مترو الشهداء، أول من أمس الثلاثاء، إن الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق تدفع بخمسة قطارات في كل اتجاه في خطوط المترو الثلاثة، لتقليل الازدحام داخل القطارات والمحطات، كما قلّلت زمن التقاطر إلى أقل من ثلاث دقائق. وشدّد الوزير على الدفع بقطارات إضافية، حال اكتشاف أي كثافة من الركاب في أي من الخطوط الثلاثة، مؤكداً ضرورة رفع حالة الاستعداد الخاصة بالتشغيل والصيانة لمواجهة أي أعطال تسبب تكدساً بين الركاب.

ولفت وزير النقل إلى أن هيئة السكك الحديدية سيّرت 28 قطاراً إضافياً لنقل جميع الركاب إلى محافظاتهم، للحدّ من الزحام، كما تُجري أعمال التعقيم والتطهير للقطارات بشكل مستمر قبل انتهاء رحلة القطار وبعدها. لكن المصادر أكدت فشل كافة تلك الإجراءات، في ظلّ خروج المواطنين والموظفين من أشغالهم في أوقات موحدة، وسعيهم للحاق بوسائل المواصلات قبل بدء توقيت حظر التجول.

إلى ذلك، كشفت المصادر عن بدء قيام المستشفيات الجامعية على مستوى الجمهورية بتخصيص 30 سريراً في كل مستشفى، لمواجهة انتشار العدوى، متحدثةً عن توقعات لدى غرفة العمليات المركزية بالوصول لمرحلة العدوى المجتمعية خلال 10 أيام، كما كشفت عن صدور تعليمات لوزارة التعليم العالي ببدء تجهيز المدن الجامعية، لتحويلها إلى مقرات للعزل خلال الأيام المقبلة.

من جهته، كشف مصدر طبي رسمي أن الحديث عن موافقة مصر على بدء التجارب السريرية على بعض الأدوية الخاصة بمواجهة الفيروس، الجديدُ فيه فقط هو إعلان منظمة الصحة العالمية، مؤكداً أن مصر بدأت بالفعل عقب عودة وزيرة الصحة هالة زايد من الصين (في 6 مارس/ آذار الماضي)، خلال ذروة الأزمة هناك، في استخدام بعض الأدوية من باب العلاج والتجربة. وفي مقدمة تلك الأدوية "بلاكونيل"، وهو عقار خاص بمرضى الملاريا والروماتيد. ولفت المصدر إلى أن وزارة الصحة قامت بإعطائه للمرضى بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية والجانب الصيني الذي استخدم أدوية مشابهة من باب التجربة خلال الأزمة.