ذكرى يوم الأرض في الداخل: إحياء رقمي

ذكرى يوم الأرض في الداخل: إحياء رقمي

30 مارس 2020
من إحياء الذكرى في سخنين العام الماضي(أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -


على الرغم من انتشار جائحة كورونا، وما تبعها من تدابير في إسرائيل من منع للحركة وتقييدها إلا لحالات الطوارئ، لكن كل تلك الإجراءات لن تثني فلسطينيي الداخل، اليوم الإثنين، عن إحياء الذكرى السنوية الرابعة والأربعين ليوم الأرض، عندما سقط على أرض فلسطين في الداخل 6 شهداء، في أول مواجهة عنيفة بين فلسطينيي الداخل والشرطة الإسرائيلية بعد النكبة، وذلك رداً على قرار حكومي بمصادرة آلاف الدونمات العربية في سهل البطوف.

وعلى ضوء الأوضاع الجديدة في ظل تفشي كورونا، التي تمنع بحسب القيود أي تجمهر أو تظاهرة جماهيرية، فقد دعت لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل إلى تنظيم تظاهرة رقمية في الساعة الخامسة من مساء اليوم الإثنين. ودعت اللجنة، التي تشكل المرجعية العليا للفلسطينيين في الداخل، إلى الصعود إلى أسطح المنازل أو الوقوف عند النوافذ ورفع الأعلام الفلسطينية وترديد النشيد الوطني الفلسطيني موطني أو أغنية سنرجع يوماً. إلى ذلك دعت اللجنة إلى القيام بنشاط عائلي يرتبط بالأرض، مع إمكانية بث حي على الشبكة، ووضع بروفايل مشترك في صفحات "فيسبوك" وإضاءة شمعة رقمية لذكرى أرواح شهداء يوم الأرض وكل شهداء الشعب.

وأكدت اللجنة في بيان عممته أمس الأحد أن "الذكرى الـ44 تحل في وقت عصيب على شعبنا الفلسطيني، وشعوب العالم، في ظل انتشار فيروس كورونا، فواقع شعبنا تحت الاحتلال، وفي مخيمات اللجوء، يقلل من قدرته على ضمان الحماية والوقاية بالمستوى المطلوب، وهذا يشتد أكثر في المناطق المحتلة منذ عام 1967، في حين أن التمييز العنصري أيضاً في ظل أزمة إنسانية كهذه، يلاحق جماهيرنا العربية، من سياسات حكومة بنيامين نتنياهو الوحشية، التي تدير ظهرها للموارد التي تحتاجها البلدات العربية، ولكن بشكل خاص عشرات آلاف الفلسطينيين في بلدات النقب المحرومة من الاعتراف". وتابعت: "قبل هذا، فإن يوم الأرض يحل في ظل تعاظم المؤامرة الصهيو-أميركية عليه، من خلال ما تسمى "صفقة القرن" الاقتلاعية العنصرية، التي تهدف إلى القضاء على قضية شعبنا الفلسطيني، إلا أن شعبنا قادر على سحق هذه المؤامرة، على رؤوس حابكي الصفقة وداعميها العلنيين، والمستترين".

وأضاف البيان أن "الذكرى تحل في وقت تستمر فيه حالة الانقسام في صفوف شعبنا الفلسطيني، وكان الأمل أن ينتهي هذا المشهد المؤلم، على الأقل، مع تكشف خيوط المؤامرة الصهيو-أميركية، التي ما تزال ماثلة وتهدد، ولربما أن أزمة كورونا العالمية، تؤجلها قليلاً، ولكنها مطروحة على أجندة حكومة الاحتلال، وتعتزم تطبيقها قريبا".

ملصق مخصص لذكرى يوم الأرض 

من جهته، قال صفوت أبو ريا، رئيس بلدية سخنين، إحدى بلدات مثلث يوم الأرض التي يقوم على أرضها نصب لشهداء يوم الأرض، لـ"العربي الجديد": "سنقوم يوم غد (اليوم الإثنين) في التاسعة صباحاً بزيارة المقبرة ووضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري لشهداء يوم الأرض بمشاركة وفد تمثيلي من لجنة المتابعة، ومن ثم يقوم وفد مُقلّص جداً يمثل اللجنة الشعبية والبلدية بوضع أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء رجا أبو ريا وخضر خلايلة وخديجة شواهنة والشهيدة شيخة أبوصالح". وكذلك سيتم خلال نهار يوم الأرض بث تلاوات للقرآن من المساجد وقرع أجراس الكنائس في سخنين.

لكن ليوم الأرض بحلته الرقمية التي تفرضها ظروف جائحة كورونا أثر في نفس ابنة الشهيد رجا أبو ريا، جليلة أبو ريا غنايم التي ستشارك في وضع أكاليل الورد على ضريح والدها. واستذكرت، في حديث مع "العربي الجديد"، يوم استشهاد والدها قائلة: "كنت ابنة سنة وثلاثة أشهر، عندما استشهد والدي عام 1976 وانا الابنة الثالثة. ترك والدي خلفه أربع بنات ووالدتي صبحية كانت ابنة 24 عاماً حينها"، مضيفة "في ظل الظروف هذه السنة لا نستطيع إلا أن نعمل للحفاظ على سلامة الناس. عندما استشهد الشهداء كان من أجل الحفاظ على الأرض، ونحن نريد أيضاً الحفاظ على كرامة أبناء هذه الأرض وسلامة الشعب في يوم الأرض". وتابعت: "اقتصار إحياء يوم الأرض على عدد قليل من المشاركين لزيارة الأضرحة والنصب التذكاري لا يعني أن يوم الأرض انتهى، بل يبقى حياً فينا. الأهمية ليس في النشاطات فقط بل في الحفاظ على أرضنا. والأهم أن يبقى يوم الأرض في وعي الناس من جيل إلى جيل".