"خيبة أمل" أممية من تصاعد القتال في اليمن

الأمم المتحدة تعرب عن "خيبة أمل" من تصاعد القتال باليمن

29 مارس 2020
غريفيث: الهجمات التي تمس المدنيين هي هجمات "مستهجنة"(فرانس برس)
+ الخط -
قال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث اليوم الأحد، إن الأنشطة العسكرية البرية والجوية المتصاعدة في البلاد "مخيّبة للآمال" وتتعارض مع ما أعلنه جميع الأطراف المنخرطة في النزاع من التزام بالعمل على وقف إطلاق النار.

وأعرب غريفيث في بيان صحافي وصلت لـ"العربي الجديد" نسخة منه، عن انزعاجه الشديد من استمرار وتصعيد الأنشطة العسكرية البرية والجوية في اليمن، وخاصة في محافظة مأرب وما حولها، والهجمات التي تبناها أنصار الله (الحوثيون) ضد المملكة العربية السعودية.

ووصف المبعوث الأممي، العمليات الأخيرة بأنها "مثيرة للجزع ومخيبة للآمال"، خاصة في الوقت الذي تتصاعد فيه مطالب اليمنيين بالسلام بالإجماع وبصوت أعلى من أي وقت مضى، لافتاً إلى أن اليمن "يحتاج إلى أن يركز قادته في كل دقيقة من وقتهم لتجنب وتخفيف العواقب الوخيمة المحتملة لتفشي فيروس كوفيد-19.".

وأعلن الحوثيون في وقت سابق الأحد عن عملية عسكرية كبرى، قالوا إنها استهدفت "مواقع حساسة اقتصادية وعسكرية بالصواريخ والطائرات المسيّرة داخل العمق السعودي في الرياض ومناطق الحد الجنوبي"، وقالوا إنها رد على تصعيد التحالف السعودي الذي نفّذ أكثر من 80 غارة جوية يومي السبت والأحد.

وقال غريفيث إن الهجمات التي تمس المدنيين أو الأهداف المدنية بدون تمييز، سواء داخل اليمن أو خارجه، هي هجمات "غير قانونية ومستهجنة".

وأعرب المبعوث الأممي عن مخاوفه من تبدد فرصة السلام التي كانت قد بدأت تلوح في الأفق من أجل تكاتف الجهود لمواجهة الانتشار المحتمل لفيروس كورونا الجديد، وقال إنه "يأمل ألّا يسمح دعاة السلام على جانبي هذا النزاع بتفويت تلك الفرصة دون إحراز تقدم حقيقي".

وأضاف في هذا السياق "في الحروب، تعد فرص بناء الوحدة وإيجاد أرضيات مشتركة بين الأطراف المتحاربة نادرة وهشة، ودائمًا ما سيبذل البعض قصارى جهدهم لإفساد مثل هذه الفرص، لا يمكننا السماح لهم بالنجاح"، في إشارة إلى الأطراف التي تواصل التصعيد العسكري.

وعلى الرغم من مؤشرات لاتجاه الأوضاع نحو تصعيد أكبر خلال الأيام القادمة، إلا أن المبعوث الأممي أكد أنه "على اتصال دائم مع الأطراف"، كما حثّهم على أن يكونوا أكثر انتباهًا لما تحمله اللحظة الراهنة من إمكانيات وفرص هائلة من جهة، ومن مخاطر جسيمة من جهة أخرى.

وقال "عملنا مع الأطراف لإطلاق عملية رسمية لوقف إطلاق نار مستمر، وما زلنا نأمل في أن يأتي جميع الأطراف المنخرطة في النزاع إلى الطاولة ويضعوا اليمنيين ومصلحتهم في المقام الأول".

ومع مفتتح العام السادس للحرب اليمنية، الذي صادف الخميس الماضي، صعّد الحوثيون من هجماتهم البرية على محافظة مأرب النفطية، شرقي اليمن، بالإضافة إلى هجمات صاروخية على الأراضي السعودية يومي الجمعة والسبت، وذلك إثر تهديدات أطلقها زعيم الجماعة، وتوعد خلالها التحالف السعودي بـ"مفاجآت جديدة".

وبرر المتحدث باسم جماعة الحوثي، محمد عبد السلام، في وقت سابق الأحد، التصعيد ضد السعودية بالقول إنه "في ظل استمرار العدوان من الطبيعي أن يكون هناك رد من هذا النوع"، في إشارة إلى غارات التحالف السعودي الإماراتي.

وجدد عبد السلام ترحيب جماعته بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة المطالبة بوقف إطلاق النار، لكنه اشترط إصدار دول التحالف السعودي الإماراتي قراراً واضحاً يوقف العدوان ويترك لليمنيين تقرير مصيرهم، وفقاً لقناة المسيرة.

ويأتي التصعيد الأخير، بعد أيام من صدور بيان للمبعوث الأممي، أعلن فيه عن سعادته بـ"الردود الإيجابية" من الحكومة اليمنية والحوثيين، لنداء الأمين العام للأمم المتحدة، بشأن وقف إطلاق النار، ودعاهم إلى اجتماع عاجل لمناقشة سبل ترجمة ما قطعوه من التزامات إلى واقع ملموس.