رحيل تيريز هلسة... المناضلة التي خطفت طائرة وأصابت نتنياهو

رحيل تيريز هلسة... المناضلة التي خطفت طائرة وأصابت نتنياهو

28 مارس 2020
توفيت بعد صراع مع مرض السرطان (تويتر)
+ الخط -
توفيت في العاصمة الأردنية عمّان، اليوم السبت، المناضلة تيريز هلسة، المولودة عام 1954 في البلدة القديمة في مدينة عكا شمال فلسطين، عن عمر 66 عاماً، بعد معاناة مع مرض السرطان. وشاركت هلسة عام 1972 في خطف طائرة "سابينا" البلجيكية إلى مطار اللد في فلسطين المحتلة.
ونعى سلمان هلسة، نجل تيريز، والدته عبر صفحته في "فيسبوك"، وقال: "فارقتنا أمي صباح اليوم بعد حياة كان عنوانها المحبة والعطاء، وصراع مع مرض السرطان الرئة. فارقتنا ولم تفارق وجهها الابتسامة، ولم تفارق للحظة كيانها القوة العجيبة، فارقتنا وما زالت روحها ترفرف على مآسي البؤساء تحارب لتخلق من البؤس جمالاً".


من هي المناضلة؟
تيريز فتاة عربية أردنية شاركت في سبعينيات القرن الماضي، وتحديداً عام 1972، في خطف طائرة "سابينا" البلجيكية إلى مطار اللد في فلسطين المحتلة، وتم تحريرها بعملية عسكرية أدّت إلى استشهاد علي طه أبو سنينة، وزكريا الأطرش. وأثناء عملية السيطرة على الطائرة، جرحت تيريزا رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إذ أصابته برصاصة في يده، عندما كان من ضمن الوحدة العسكرية الإسرائيلية التي كُلّفت بتحرير الطائرة. وأصيبت هلسة برصاصات عدة، إذ ألقي القبض عليها، وحُكم عليها بالسجن 220 سنة، لكن أُفرج عنها بعد 12 سنة بعملية تبادل أسرى مع العدو.
ولدت هلسة عام 1954 في البلدة القديمة في مدينة عكا شمال فلسطين، لعائلة أردنية مسيحية متوسطة الحال، وهي الثالثة بين أخواتها. والدها أردني، انتقل من مدينة الكرك إلى فلسطين عام 1946. أمّها هي نادية حنا من قرية الرامة (عكا) في الجليل الأعلى. أنهت دراستها الثانوية في مدرسة تيراسنتا الأهلية في عكّا، ثم أكملت دراستها في مجال التمريض في المستشفى الإنجليزي في مدينة الناصرة.


اللجوء إلى الكفاح المسلّح
قرّرت هلسة أن تنضم إلى الكفاح المسلح في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية، بعد أن شهدت في عكا عام 1970 واقعة القبض في عرض البحر على ما عُرف لاحقاً بـ"مجموعة عكا"، والتي قُتل أحد أعضائها من أبناء عكا. وعند تشييعه، منعت القوات الإسرائيلية عائلته من رؤية جثته قبل الدفن، لمنع كشف التعذيب الذي تعرض له، وروت لاحقاً أن هذه الحادثة مثلت نقطة مفصلية في قرارها، إضافة إلى تأثرها بالعمليات الفدائية الفلسطينية ضد إسرائيل التي ازدادت في مطلع السبعينيات.
وفي 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 1971 غادرت أراضي الـ 48 من دون علم عائلتها، وهربت إلى الضفة الغربية ثم إلى لبنان، برفقة شابة زميلة لها في الدراسة.
وانضمت هلسة إلى "حركة فتح"، مؤكدة أن للنساء الحق في المقاومة والوقوف في الصفوف الأمامية. وفي 8 مايو/ أيار 1972 كانت واحدة من بين أربعة فدائيين شاركوا في اختطاف طائرة "سابينا" البلجيكية إلى مطار اللد في إسرائيل عام 1972.


وكتب حساب مدينة الكرك على تويتر: "تيريز هلسة، أيقونة الكفاح والنضال الكركية في ذمة الله.. لروحها السلام، ولنا من بعدها العزاء والفخر. كل التعازي لأهلها، وللكرك، فقيدة كبيرة".

وكتب حساب (راجعين) العائدون: "بطلة عملية اختطاف طائرة سابينا عام 1972. المناضلة تيريز هلسة في ذمة الله.. #العائدون علم فلسطين".

وكتبت أماني خليفة على "تويتر": "تيريز هلسة كان عمرها 18 عاماً حين شاركت في خطف طائرة متجهة إلى مطار اللد عام 1972. خلال الاشتباك مع قوات الاحتلال يذكر أنها أطلقت رصاصة على نتنياهو وأصابته بكتفه عندما كان ضابطاً في الجيش. أمضت 12 عاماً في سجون الاحتلال وأفرج عنها عام 1983 في صفقة تبادل للأسرى. وداعاً تيريز".


وقال حمزة الفراية في تغريدة له: "القامة الأردنية المناضلة (تيريز هلسة) أم سلمان لروحك الرحمه والسلام والمجد. ستبقى ذكراك المشرفة نبراساً نحتذي به في أدب المقاومة ومتاريسها، وسيخلد التاريخ اسمك بحروف من نور ما حيينا. لمن لا يعرف، تيريز هلسة هي أردنية كركية، وأمها فلسطينية عكاوية".

وكتب زياد رحاحلة: "رحيل المناضلة تيريز هلسة بطلة عملية اللد!". وأضاف: "فتاة أردنية كركية مسيحية اختطفت طائرة بها 140 يهودياً، وطالبت بإطلاق سراح مساجين أردنيين وفلسطينيين عام 1972 وكان عمرها 17 عاماً وقبض عليها، وأطلق سراحها في عام 1983 في صفقة تبادل، وهي التي أطلقت النار على نتنياهو وأصابته في الكتف".