مصير المعتقلين يُشعل سجالاً بين طهران وواشنطن

مصير المعتقلين يشعل سجالاً بين طهران وواشنطن

27 مارس 2020
عائلة ليفنسون أعلنت وفاته (هروز مهري/فرانس برس)
+ الخط -
بموازاة جدال أطلقه فيروس كورونا الجديد بين طهران وواشنطن على خلفية تبادل الاتهامات تخلّلته مناكفة كل طرف للآخر عبر الإعلان عن استعداده للمساعدة بمواجهة الفيروس، تشهد علاقاتهما المتوترة سجالاً آخر هذه الأيام، أشعله مصير السجناء المعتقلين عند الطرفين، وذلك بعد ترجيح عائلة عميل سابق لدى مكتب التحقيقات الفدرالي(اف بي آي) روبرت ليفنسون، الذي فُقد في 2007، وفاته في السجون الإيرانية، بحسب قولها.

وفي آخر رد إيراني على الاتهامات الأميركية خلال الأيام الأخيرة بشأن وفاة ليفنسون، اختار وزير الخارجية محمد جواد ظريف، اليوم الجمعة، التعليق عليها بطريقته، ليطالب الإدارة الأميركية بالإفراج عن المعتقلين الإيرانيين لديها.

واتّهم ظريف في تغريدة على "تويتر"، واشنطن باعتقال "علماء إيرانيين بتهم مصطنعة ترتبط بالعقوبات (الالتفاف عليها)"، مشيراً إلى أنها "ترفض الإفراج عنهم حتى بعدما اعتبرت المحاكم الأميركية أن هذه الاتهامات واهية".

وأضاف ظريف أن "الولايات المتحدة حتى ترفض منح إجازات طبية لأناس أبرياء يقبعون خلف السجون المخيفة في ظروف تفشي كورونا"، مختماً تغريدته بالقول "أفرجوا عن مواطنينا".

تأتي تصريحات ظريف رداً على تعليق نظيره الأميركي مايك بومبيو، أمس الخميس، على نبأ وفاة ليفنسون، مطالباً طهران بتقديم تفاصيل حول مصيره بـ"أسرع وقت". وأضاف أن "إيران وحدها يمكن أن توضح بشكل دقيق ماذا حصل لليفنسون منذ اختطافه قبل 13 عاماً".

وتابع بومبيو، في بيان: "لن يهدأ بالنا حتى يعود جميع الأميركيين الذين تحتجزهم إيران"، من دون تحديد عددهم.

وكانت أسرة ليفنسون قد أعلنت، في بيان، الأربعاء، أنها تلقت "أخيراً معلومات من مسؤولين أميركيين دفعتهم ودفعتنا نحن أيضاً، إلى استنتاج أنّ الزوج والأب الرائع توفي في إيران حيث كان محتجزاً من قبل السلطات الإيرانية".

وشدّدت الأسرة على أنّها لم تعلم متى ولا كيف توفي ليفنسون المولود في 1948، لكنها أوضحت أنّه توفي قبل تفشّي وباء كوفيد-19 في إيران، وفقا لماً أوردته وكالة "فرانس برس".

من جهته، علّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على هذه الأنباء واصفاً ليفنسون بـ"الرجل العظيم"، مشيراً إلى أنه "كان يعاني من المرض منذ سنوات". وأضاف ترامب "إنني لا أقبل أنه قد مات. لم يقولوا لنا إنه توفي، لكن كثيرين يعتقدون أن الأمر كذلك".

غير أن وزارة الخارجية الإيرانية صرّحت، أمس الخميس، بأن المواطن الأميركي ليفنسون غادر الأراضي الإيرانية قبل عدة سنوات باتجاه "مقصد غير معلوم"، معربة عن تضامنها مع أسرته.

ودعا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، في بيان، الإدارة الأميركية إلى إعلان نبأ وفاة ليفنسون "إذا تأكدت من ذلك من دون استغلاله سياسياً"، مشيراً إلى أن بلاده لا تعرف شيئاً عن مصيره.

وليفنسون ضابط متقاعد في مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (أف بي آي)، زار جزيرة "كيش" الإيرانية، المطلة على الخليج، عام 2007. وقيل وقتها إن الزيارة كانت بهدف إجراء تحقيقات حول "تهريب السجائر" لشركة خاصة.

إلا أن وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية، أعلنت في ديسمبر/كانون الأول 2013، أنها بعد تحقيقات أجرتها توصلت إلى أن روبرت ليفنسون كان يعمل لأجل جمع معلومات لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، إلا أنها أشارت إلى أنه كان في مهمة من دون موافقة رسمية من الوكالة.

وبعد اتهامات لها باحتجاز ليفنسون، ظلت إيران، خلال السنوات الماضية، تنفي علمها بمصيره، مشيرة إلى أنه غادر أراضيها.

ومطلع عام 2016، أعلنت الإدارة الأميركية السابقة أنها باتت على قناعة بأن ليفنسون لم يعد في إيران.

وأعلنت واشنطن في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تخصيص 20 مليون دولار لمن يكشف عن مصير ليفنسون ومكان احتجازه.

ويشكل ملف السجناء المحتجزين لدى الطرفين عنواناً مهماً في الصراع الدائر بينهما، وخاض الطرفان مفاوضات خلال السنوات الماضية بهذا الشأن، آخرها انتهى إلى صفقة تبادل سجناء بواسطة سويسرية، خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي، بموجبها تم الإفراج عن المواطن الأميركي شيوي مانغ والمواطن الإيراني مسعود سليماني.

المساهمون