أولى ضحاياه سياسياً.... فيروس كورونا يطيح بحكومة كوسوفو


أولى ضحاياه سياسياً.... فيروس كورونا يطيح بحكومة كوسوفو

26 مارس 2020
شركاء كورتي بالائتلاف الحاكم يصوتون ضد حكومته(فرانس برس)
+ الخط -
ساهم وباء (فيروس) كورونا المستجد في الإطاحة بحكومة كوسوفو، يوم أمس الأربعاء، بعد أن صوّت أغلب نواب البرلمان على إسقاط التحالف الحاكم في البلد، إثر خلاف سياسي يتعلق جزء منه بتفشي وباء كورونا، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.  

وفيما تعتبر أولى ضحايا الفيروس سياسياً، سقطت حكومة رئيس الوزراء ألبين كورتي بعد انحياز شركائه الرئيسيين في الائتلاف إلى أحزاب المعارضة في تصويتهم على حجب الثقة عن حكومة كورتي، بأغلبية 82 صوتًا مقابل 32 صوتًا.

وحسب نيويورك تايمز، فإن البلد يبقى بدون قيادة قوية عقب سقوط حكومة كورتي، في وقت تسعى معظم الحكومات الأخرى إلى تعزيز سلطاتها لمحاربة كورونا.

وكانت الولايات المتحدة قد رحبت بالتصويت على حجب الثقة عن الحكومة مسبقاً، ووضَع دبلوماسيوها ضغوطاً شديدة على كورتي منذ أن أدت حكومته اليمين الدستورية الشهر الماضي، بسبب معارضتها لبعض بنود اتفاق سلام أميركي في المنطقة، لكن إسقاط الحكومة قوبل بإدانة فرنسا وألمانيا، اللتين أصدرتا بياناً مشتركاً انتقدتا فيه التهور في إسقاط الحكومة في هذه المرحلة.

وقال البيان: "إن كوسوفو بحاجة إلى حكومة مستقرة تعمل بكامل طاقتها، للتعامل مع هذه الأزمة". 

وجرت عملية التصويت على حجب الثقة عن الحكومة إثر خلاف نشب في الأيام الأخيرة بين حزب كورتي وشركائه في الائتلاف الحكومي حول كيفية تقييد الحياة اليومية في البلاد، التي يقطنها حوالي 1.8 مليون نسمة، استجابة لتفشي فيروس كورونا المستجد، بعد تسجيل حالة وفاة وأكثر من 60 إصابة بالفيروس في البلد.

ولاحتواء انتشار الفيروس، وضع كورتي قيودًا على حركة المواطنين هذا الأسبوع من دون أن يفرض حالة طوارئ، لكن شركاءه فضلوا فرض حالة طوارئ، وهو الأمر الذي كان من شأنه أن يمنح نفوذاً أكبر لمنافس كورتي، الرئيس هاشم ثاتشي. 

وعلى الرغم من أن فيروس كورونا المستجد كان عاملاً أساسياً في التصويت الذي أسقط الحكومة، إلا أن هناك خلافاً آخر حول كيفية حل معضلة مستمرة منذ عقود بين كوسوفو وصربيا، ووضع هذا الخلاف كورتي في مواجهة مع السيد ثاتشي، زعيم حرب سابق، بالإضافة إلى إدارة ترامب، حسب نيويورك تايمز. 

ويقول مبعوث سابق للاتحاد الأوروبي في كوسوفو، وولفجانج بيتريتش، إن "من الواضح أن  ما جرى كان نتيجة لمساومة خطيرة يلعبها الأميركيون".

وكانت عملية عسكرية بقيادة الولايات المتحدة في كوسوفو قد ساعدت البلد على التحرر من الحكم الصربي في 1999، لكن جيران البلقان لم يوقعوا حتى الآن على معاهدة سلام نهائية. 

المساهمون