وفاة وزير الدفاع السوداني في جوبا

وفاة وزير الدفاع السوداني في جوبا

25 مارس 2020
عمر كان يشارك في مفاوضات السلام في جوبا (الأناضول)
+ الخط -
توفي وزير الدفاع السوداني الفريق أول ركن جمال الدين عمر، اليوم الأربعاء في عاصمة دولة جنوب السودان جوبا، بذبحة صدرية، وفقا لتقارير طبية أولية. 

وتوفي الوزير السوداني على هامش مشاركته في مفاوضات السلام بين الحكومة والمتمردين، التي تتوسط فيها جنوب السودان لتحقيق السلام في السودان.

وكان جمال الدين عمر، الذي ظهر أمس في واحدة من جولات التفاوض، يترأس الجانب الحكومي في المفاوضات المتعلقة بالترتيبات الأمنية والعسكرية لما بعد التوقيع على اتفاق السلام الشامل.

وأكد مستشفى جوبا التعليمي، في تقريره الطبي بأن سبب وفاة وزير الدفاع السوداني، أنها كانت طبيعيه جدا، نتيجه لذبحه صدريه بمقر إقامته بدوله جنوب السودان صباح اليوم الأربعاء، وهذا ما أعادت تأكيده القوات المسلحة السودانية في بيان نعيها للفريق أول جمال الدين عمر، وقال إنه "وافته المنية فجر اليوم بجوبا إثر نوبة قلبية".

وكان وزير الدفاع السوداني، المولود في 1960 بمنطقة حجر العسل، شمال البلاد، والذي تزامن انضمامه للجيش السوداني مع انضمام رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، قد عُيّن في منصب وزير الدفاع في سبتمبرأيلول الماضي، ضمن تشكيلة حكومة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، بعد أن اختاره المكون العسكري، حسب الوثيقة الدستورية، التي أعطت حق اختيار وزيرى الدفاع والداخلية للمكون العسكري، لكن الوزير عمل بتناغم تام مع المكون المدني، ورافق رئيس الوزراء في عدد من الزيارات الخارجية، أهمها زيارة حمدوك لواشنطن في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وفي ليلة 11 أبريلنيسان الماضية، الليلة التي تم الإطاحة فيها بنظام الرئيس عمر البشير، كان الفريق جمال عمر واحدا من الذين أشرفوا على ترتيبات العملية استجابة لرغبة الشارع، وذلك من واقع عمله كأمين عام لوزارة الدفاع، وقربه من النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول عوض بنعوف، الذي أذاع أول بيان لعزل البشير، وقبلها عمل الفريق أول جمال الدين عمر رئيساً لهيئة الاستخبارات العسكرية، وهو منصب تولاه بعد إعادته للخدمة بواسطة بنعوف نفسه، حيث أحيل من قبل للتقاعد المبكر.

وفي الليلة ذاتها، اختير 10 ضباط، برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، كأعضاء في المجلس العسكري الانتقالي، الذي أدار البلاد في الفترة من أبريل/ نيسان وحتى أغسطس/ آب الماضي، قبل تشكيل هياكل السلطة الانتقالية بشكلها الحالي بشراكة بين العسكرين والمدنيين، ولم يكن الفريق عمر من بين الضباط العشرة، لكن بعد استقالة 3 من ضباط المجلس، أصدر البرهان قراراً بتعينه عضوا وكلفه برئاسة لجنة الأمن والدفاع بالمجلس، وفي عهده وقعت أكثر من محاولة انقلابية، أبرزها تلك التي قادها رئيس هيئة الأركان الفريق أول هاشم عبد المطلب، كما وقعت حادثة فض اعتصام محيط قيادة الجيش السوداني التي راح ضحيتها أكثر من 100 من المعتصمين، ويتهم المجلس العسكري الانتقالي بالإشراف عليها.


وبالإضافة إلى هذه المهام، فإن الفريق أول جمال الدين عمر كان يشرف على ملفات أخرى، مثل ملف إعادة هيكلة جهازالمخابرات، والتفاوض الأمني مع الولايات المتحدة، وملف تصفية وجود الضباط المواليين للنظام السابق في الجيش والشرطة والأمن.

عمل عمر من قبل ملحقاً عسكرياً في العاصمة الكينية نيروبي، وترأس إدارة العلاقات الدولية بالجيش السوداني، وتنقل داخل السودان في عدد من الإدارات العسكرية، ويمتاز، حسب مقربين منه، بعقلية استخبارية أهلته لرئاسة هيئة الاستخبارات العسكرية لفترة طويلة.

وبحسب الوثيقة الدستورية التي تحكم البلاد، فإنه يتعين على أعضاء مجلس السيادة من العسكريين تسمية شخصية جديدة لخلافة الوزير الراحل، على أن يصدر قرار تعيينها بواسطة رئيس الوزراء.

في بيان نعيه، قال كل من مجلس السيادة ومجلس الوزراء إن الراحل "كان يدافع ويكافح من أجل تحقيق السلام واستقرار السودان وعزته، وأنه بذل وقته وجهده وصحته من أجل الوطن، وأسهم من خلال موقعه كوزير الدفاع وكمفاوض عن حكومة السودان في وضع أسس الترتيبات الأمنيه لسلام دائم وشامل في السودان".