"كورونا" أم جائحة حفتر؟

"كورونا" أم جائحة حفتر؟

26 مارس 2020
لم تضع الأمم المتحدة حداً لاعتداءات حفتر(عبدالله دومة/فرانس برس)
+ الخط -

لم يأبه قطاع كبير من الليبيين بالإعلان عن أول إصابة بفيروس كورونا المستجد في بلادهم، فتعليقاتهم على الإعلان الرسمي على منصات التواصل الاجتماعي، لفتت إلى استمرار مخاطر "جائحة  حفتر"، كما سمّاها أحد المعلقين، متسائلاً: "ما الحل الذي سيصنعه العالم لقنابل حفتر العشوائية؟". بينما تساءل آخر عما إذا كان العالم سيجتمع في جنيف أم في برلين للبحث عن حل لفيروس كورونا وسيعقد له اللجان المشتركة وبأي عدد؟ هل سيكون شبيهاً باجتماع "5+5"، تذكيراً باللجنة العسكرية التي يشارك فيها اللواء المتقاعد خليفة حفتر وحكومة الوفاق بخمسة ضباط لكل منهما؟

تعليقاً على قرار الاتحاد الأوروبي برفع حظر توريد السلاح عن المعارضين السوريين قبل سنوات، أجابت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي في ذلك الحين، كاثرين آشتون، عن سؤال حول مخاطر السماح لتصدير السلاح بالقول: "نصدّر لهم السلاح ليحموا أنفسهم وليس خطأنا إذا استخدموا السلاح لأغراض أخرى". هنا يمكن السؤال: مِمَّن سيحمي حفتر نفسه بصواريخ "جافلين" الأميركية التي أوصلتها فرنسا لقواته، والتي عُثر عليها صدفة في غريان؟ ممن سيحمي حفتر نفسه بالطائرات الصينية المسيّرة التي صدّرتها له الإمارات، واعترفت الأمم المتحدة بأنها قتلت أكثر من 30 طالباً بالكلية العسكرية في الهضبة بطرابلس مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي؟ وفي أغسطس/ آب الماضي، قتلت المسيّرات الإماراتية أكثر من 40 مهاجراً أفريقياً في ملجأ للمهاجرين في تاجوراء. ممن سيحمي حفتر نفسه بـ6300 طن من الذخيرة والعتاد العسكري الذي أوصلته الإمارات عبر جسر جوي أمام مسمع ومرأى الجميع من قاعدة الظفرة الإماراتية إلى الخادم، شرق ليبيا؟

أما في سياق كورونا، فقد أعلنت الصين أخيراً استجابتها سريعاً لنداء حكومة الوفاق بشأن تدريب كوادرها على مجابهة الجائحة بحسب خبراتها، لكن طلب الحكومة من الصين التحقيق في سبب مشاركة طائرات "وينغ لونغ" في قصف المدنيين في طرابلس لا يزال معلقاً منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على الرغم من تأكيد السفير الصيني لي زيغو في طرابلس حرص بلاده، بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن، على متابعة تنفيذ الدول لالتزاماتها تجاه قرارات المجلس، خصوصاً قرار حظر توريد الأسلحة لليبيا. كما أن التحقيقات الأميركية بشأن وصول صواريخ "جافلين" إلى معسكرات حفتر رغم اعتراف فرنسا بمسؤوليتها عن وصولها، لا تزال هي الأخرى معلقة. إذا أي انسان تعنيه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عندما وجّهوا دعوة لحفتر لوقف القتال وقصف طرابلس في إطار "هدنة إنسانية"، هل يرون "جائحة كورونا" أخطر من "جائحة حفتر" على الإنسان؟​

المساهمون