ما وراء الانتشار العسكري التركي الأخير في إدلب

ما وراء الانتشار العسكري التركي الأخير في إدلب

23 مارس 2020
أنقرة تتحسب لهجمات النظام السوري (إلياس اكنجين/ فرانس برس)
+ الخط -
قالت مصادر مطلعة، اليوم الاثنين، إن الانتشار التركي الأخير في محافظة إدلب شمال غرب سورية، يهدف إلى مواجهة كل الاحتمالات في المنطقة، ومن أهمها إمكانية انهيار وقف إطلاق النار، وكذا صد هجمات النظام السوري وروسيا والمليشيات الإيرانية في حال قاموا بذلك.

وأكدت مصادر تركية رفيعة لـ"العربي الجديد"، أن "وقف إطلاق النار الحالي الذي توصلت له تركيا وروسيا في الخامس من الشهر الجاري، هو مهلة مؤقتة من الطرفين من أجل إعادة رص الصفوف"، مضيفة أن "روسيا والنظام السوري يهدفان لإعادة الهجمات في وقت قريب، وأن روسيا حاليا تستعد من أجل استئناف العمليات مجددا، مع مواصلة تحديد بنك الأهداف عبر الطائرات المسيرة التي تواصل عملها كما في فترة ما قبل إعلان وقف إطلاق النار".

ولفتت إلى أن "روسيا لديها خطط بالفعل لاستئناف الهجمات، لذلك تتخذ تركيا إجراءاتها للتصدي من أجل وقف أي تقدم جديد، ولذلك تأتي النقاط التركية لمنع ما حصل سابقا على الطريق الدولي إم5".
وحول الأهداف التركية، أفادت المصادر التي فضلت عدم نشر هويتها بأن "النقاط التركية المعززة حاليا بالآليات الثقيلة لها هدفان رئيسيان، الأول يتعلق بصد هجمات النظام، وردع التنظيمات الراديكالية وخاصة حراس الدين، والهدف الثاني عدم الاكتفاء بأن تكون نقاطا دفاعية، بل لأن تكون هجومية أيضا".
وفسرت المصادر الهدف الهجومي من النقاط التركية، بأنه يتمثل في أن "تكون هناك هجمات لقوات الجيش التركي تردع قوات النظام لما خلف حدود اتفاقية سوتشي في حال حصلت أنقرة على دعم غربي صريح وواضح في مواجهة روسيا من ناحية الدعم العسكري وخاصة من أميركا التي رفضت قبول حدود الاتفاقية الجديدة، أو في حال حصول توافقات معينة مع روسيا والغرب".
وشددت المصادر نفسها، على أن "تركيا تسعى لعدم تكرار ما حصل على طريق دمشق حلب الدولي، وأن الأجواء الحالية تعيد نفس سياق ما قبل هجمات النظام قبل أشهر، وفيما يخص الهدف بمواجهة التنظيمات الراديكالية فإن تركيا سترد وبقوة على أي استهداف لها من قبل هذه التنظيمات قد تنتهي بالقضاء عليها في حال كررت استهداف مواكبها كما حصل الأسبوع الماضي".


وأنشأت تركيا خلال اليومين الماضيين عدة نقاط مراقبة على أطراف بلدة جسر الشغور، سبقتها مواقع عسكرية أخرى ليبلغ مجموعها منذ بدء دخولها الموسع إلى إدلب قرابة 45 موقعا، بهدف حماية مدينة إدلب وريفها من تقدم قوات النظام بدعم روسي وإيراني.