باحثة إسرائيلية: كورونا يزيد فرص سقوط أنظمة عربية

باحثة إسرائيلية: كورونا يزيد فرص سقوط أنظمة حكم عربية

18 مارس 2020
نظام السيسي لا يتسم بالشفافية(Getty)
+ الخط -
حذّرت الباحثة في "معهد دراسة السياسات الخارجية والعلاقات الإقليمية لإسرائيل"(ميتيفيم)، كسنيا سبطلوف، من أنّ انتشار فيروس كورونا الجديد في المنطقة، يمكن أن يسهم في سقوط أنظمة حكم عربية، ويفضي إلى تدهور "البيئة الاستراتيجية" لإسرائيل.

وفي تحليل نشره، اليوم الأربعاء، موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قالت سبطلوف، إنّ "انهيار النظم الصحية في الدول العربية التي تحيط بإسرائيل، سيجعل أنظمة الحكم فيها عاجزة عن مواجهة الفيروس؛ مما يزيد من فرص انفجار هبّات شعبية تؤثر على استقرار هذه الأنظمة، ويزيد من فرص تهديد بيئة إسرائيل الإقليمية".

ولفتت سبطلوف التي كانت عضواً في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إلى أنّ السؤال الذي يطرح نفسه حالياً: "هل بوسع أنظمة الحكم في الدول العربية المحيطة الصمود وتجاوز تأثير الأزمة المالية التي تعصف بالعالم إثر تفجر كورونا؟".

وشدّدت على أنّ صنّاع القرار في تل أبيب، مطالبون بإبداء حرص على متابعة الأوضاع في كل من مصر والأردن، على اعتبار أن نظامي الحكم فيهما يرتبطان معها بعلاقات استراتيجية وتعاون أمني في "مواجهة الإرهاب"، مشيرة إلى أنّ أي تأثير على الأوضاع الداخلية في البلدين سيطاول حتماً أمن إسرائيل ومكانتها الاستراتيجية.

وشدّدت على وجوب استنفار الغرب تحديداً لمساعدة نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، "على اعتبار أنّ انهيار هذا النظام سيمثل ضربة قوية لكل الجهود المبذولة لمواجهة الإسلام المتطرف" كما قالت، مشددة أيضاً على وجوب ألا تحول الأزمة التي يعاني منها العالم دون تقديم رزمة مساعدات كبيرة لمصر حالياً.

وأوضحت أنّ ما يزيد الأمور تعقيداً في ما يتعلق بالأوضاع في مصر، "حقيقة أن سلوك نظام السيسي لا يتسم بالشفافية بشأن أرقام الإصابات بالفيروس". وشددت على أن كل من يعرف الأوضاع في مصر يعي الواقع "البائس" للمؤسسات الصحية، مشيرة إلى أن مصر لا تعتمد وسائل الصحة الحديثة في التعامل مع المرضى.

وتوقعت أن تتعرض مصر لأضعاف ما تتعرض له إيطاليا، بسبب قلة الإمكانيات وعجز الدولة عن فرض العزل الذي يمكن أن يقلص فرص الإصابة بالمرض.

كذلك، أوضحت أن الأوضاع في الأردن بالغة الصعوبة، مشيرة إلى أن عدد الإصابات المحدود الذي أعلنت عنه الحكومة قد لا يعبر عن واقع الحال داخل المملكة.

ولفتت إلى أنّ نظم الحكم العربية غير قادرة على مواجهة التحديات الوطنية حتى قبل تفجر فيروس كورونا، مشيرة إلى أن نظام السيسي يرى في تخطي عدد السكان المائة مليون على أنه تهديد للأمن القومي؛ في حين يوشك لبنان على إعلان إفلاسه، في وقت يواجه العراق أزمة اقتصادية خانقة دفعت إلى تفجر الاحتجاجات الجماهيرية. وأشارت إلى أن هناك حالة تبرم شعبية واسعة في الأردن جراء ارتفاع الأسعار وتعاظم مستويات البطالة إلى جانب انهيار سورية كدولة.

وأعادت للأذهان حقيقة أنّ الأردن يرتبط بأطول حدود مع إسرائيل، محذرة من أن انفجار الأوضاع هناك سيمثل تهديداً استراتيجياً جدياً.

ودعت الحكومة الإسرائيلية للاستعداد لإمكانية أن يدفع انتشار كورونا إلى سقوط أنظم حكم في الدول العربية المحيطة، وتنتشر الفوضى "التي ستمثل غطاء للمسّ بالأمن الإسرائيلي"، بحسب قولها.