قصف أميركي على مواقع مليشيات مدعومة إيرانياً بالعراق وسورية

قصف أميركي على مواقع مليشيات مدعومة إيرانياً بالعراق وسورية

13 مارس 2020
استهدف القصف مواقع مليشيات موالية لإيران (Getty)
+ الخط -
أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في وقت متأخر مساء الخميس، أن الولايات المتحدة نفذت ضربات استهدفت خمسة مواقع لتخزين الأسلحة تابعة لجماعة مسلحة مدعومة من إيران في العراق.
وقال البنتاغون في بيان: "نفذت الولايات المتحدة ضربات دفاعية دقيقة ضد مواقع جماعة كتائب حزب الله في أنحاء العراق". وأضاف: "منشآت تخزين الأسلحة تلك تشمل منشآت كانت تضم أسلحة تُستخدم لاستهداف قوات أميركا والتحالف". وأضاف البيان أن الضربات كانت "دفاعية ومتناسبة وكانت ردا مباشرا على التهديد الذي تشكله المليشيات الشيعية المدعومة من إيران". وقالت مصادر أمنية عراقية إن قصفاً جوياً استهدف ليل الخميس – الجمعة مقرات لفصائل عراقية مسلحة في بلدة جرف الصخر بمحافظة بابل على بعد 100 كيلومتر جنوب بغداد، موضحة لـ"العربي الجديد" أن القصف أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

من جانب آخر، قال مراسل "العربي الجديد" في سورية إن قصفاً جوياً مماثلاً استهدف مواقع المليشيات الإيرانية شرقي سورية، حيث قصفت طائرات أميركية بعد منتصف ليلة الخميس - الجمعة، مواقع للمليشيات الإيرانية في منطقة البوكمال، بريف دير الزور أقصى شرقي سورية.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن القصف استهدف مستودعات أسلحة لمليشيا الحشد الشعبي العراقية ومليشيات تتلقى دعماً إيرانياً في قرية الهري بمنطقة البوكمال. وأوضحت أن القصف أحدث انفجارات وحرائق، سمعت وشوهدت في كل المنطقة، التي تتمركز فيها المليشيات الإيرانية بريف دير الزور.

ويوم أمس، تعرّضت مواقع المليشيات في منطقة الحسيان قرب البوكمال لقصف مماثل ما أدى إلى مقتل 26 عنصراً، بحسب "المرصد السوري". واستهدفت قاعدة "الإمام علي" ومنطقة الحسيان بالقرب من الحدود مع العراق، والتي تتخذها المليشيات الموالية لإيران مقرات عسكرية لها.

وأشارت مصادر عراقية إلى تحليق كثيف للطائرات فوق مناطق شمال محافظة بابل ومناطق أخرى في العراق. كما نقلت وسائل إعلام عراقية محلية عن مصادر أمنية، قولها إن القصف استهدف أيضا مقرات أخرى للمليشيات في محافظتي الأنبار غربي البلاد، وصلاح الدين شمالا.

ونقلت قناة "الحرة" الأميركية عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية قوله إن سلاح الجو الأميركي نفذ ضربات جوية في العراق، فجر الجمعة، رداً على الهجوم الصاروخي الذي أدى إلى مقتل جنديين أميركيين وجندي بريطاني وجرح 14 آخرين من قوات التحالف الدولي في قاعدة التاجي شمال العاصمة بغداد، موضحا أن القصف استهدف مجموعات عراقية مسلحة مدعومة من إيران ومسؤولة عن استهداف القاعدة.

وفي أول رد فعل على القصف الجوي لمقرات المليشيات، قال عضو البرلمان عن حركة "صادقون" وهي الجناح السياسي لمليشيا عصائب أهل الحق، نعيم العبودي، في تغريدة على تويتر: "أميركا تستطيع أن تقتل الأبرياء، لكنها لن تستطيع أن تبقى على هذه الأرض طويلا ولن تكسب إلا العار".


وقال الخبير في شؤون الجماعات المسلحة بالعراق، هشام الهاشمي، في تغريدة على "تويتر": "منذ الساعة 1:00 صباحا وحتى 2:30 صباحا طائرات أميركية وبريطانية استهدفت نحو 9 مستودعات ومخازن ومعسكرات لمقرات تتبع فصيل كتائب "حزب الله" وفصائل مساندة له، في محافظات الأنبار وكربلاء والنجف وواسط وصلاح الدين وبابل، وليس هناك مصدر رسمي يتحدث عن حجم الخسائر في الأرواح والمعدات".

يشار إلى أن جرف الصخر (شمال بابل) تقع تحت سيطرة المليشيات العراقية، ومن بينها مليشيا "كتائب حزب الله" العراقية منذ تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي مطلع عام 2015. وبحسب برلمانيين وسياسيين، فإن المليشيات التي تمنع سكان البلدة من العودة حولت جرف الصخر إلى معتقل كبير يضم الآلاف من النازحين، الذين تتهم المليشيات باختطافهم أثناء نزوحهم خلال فترة المعارك ضد "داعش" بين عامي 2014 و2017.

لندن: الردّ الأميركي "متكافئ"
وعلّق وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، اليوم الجمعة، على الضربات الأميركية، قائلاً إنها كانت رداً "متكافئاً" على مقتل أميركيَّين وبريطاني في هجوم صاروخي. وقال راب في بيان إن "الردّ على الهجوم الجبان ضد قوات التحالف في العراق كان سريعاً وحاسماً ومتكافئاً". وأضاف: "القوات البريطانية ملتزمة في العراق مع شركائها في التحالف لمساعدة البلاد في مواجهة الأنشطة الإرهابية، وأي طرف يسعى لإيذائه يمكن أن يتوقع رداً قوياً".