تقدير إسرائيلي: سياسات نتنياهو تهدّد استقرار الأردن

تقدير إسرائيلي: سياسات نتنياهو تهدّد استقرار الأردن

11 مارس 2020
تتنكر تل أبيب لمصالح عمان الحيوية (جاك غويز/فرانس برس)
+ الخط -
قال مركز أبحاث إسرائيلي، اليوم الأربعاء، إن السياسات التي تتبناها حكومة بنيامين نتنياهو تمثّل مصدر تهديد لاستقرار نظام الحكم الأردني.
وحذر "مركز دراسة السياسة الخارجية والعلاقات الإقليمية لإسرائيل" (ميتيفيم)، من خطورة التداعيات الاستراتيجية والأمنية للتدهور الحاصل على العلاقة مع الأردن، في أعقاب الإعلان عن الخطة الأميركية لتسوية الصراع، المعروفة بـ"صفقة القرن"، وفي ظل تنكر تل أبيب لمصالح عمان الحيوية.
وفي ورقة تقدير موقف أعدّها الباحث إسحاك غال، ونشرها اليوم، لفت المركز إلى أن التدهور الذي طرأ على العلاقة السياسية بين الأردن وإسرائيل يمكن أن يهدّد التعاون الأمني الكثيف الذي يتواصل حالياً بين الجانبين، إلى جانب أنه يحمل في طياته خطر التأثير سلباً على بعض مظاهر التعاون الاقتصادي.
وأوضح أن سياسات حكومات نتنياهو التي تعاقبت على إدارة شؤون الحكم في تل أبيب في العقد الأخير، نجحت في تأجيج مظاهر العداء لإسرائيل داخل المجتمع الأردني.
وشدد على أن ما أثار حفيظة الأردنيين قيادة ومجتمعا، تمثل في حقيقة أن مزيداً من النخب السياسية الإسرائيلية باتت تنادي باعتبار الأردن الدولة الفلسطينية.
وأشار إلى أن وصول الجهود الهادفة لحلّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى طريق مسدود، ساهم بشكل كبير في تعاظم مظاهر العداء لإسرائيل داخل المجتمع الأردني، مضيفاً أن الخلاف بشأن السياسات التي تتبعها حكومة بنيامين نتنياهو إزاء المسجد الأقصى فاقم الأمور تعقيداً.
وحسب غال، فإن إقدام إسرائيل على اعتقال المواطنين الأردنيين أثناء زياراتهم للضفة الغربية والقدس، من دون أي اعتبار لطابع العلاقة مع عمان، كان له دور في تأجيج كراهية الرأي العام الأردني لإسرائيل.
ولفت إلى أن إسرائيل لم تعمل على مساعدة الأردن في مواجهة النقص في مياه الشرب، على الرغم من أن الطرفين توصلا إلى تفاهمات سابقة بهذا الشأن، ولا سيما التوافق المبدئي على تدشين مشروع "قناة البحرين"، الذي كان من المقرّر أن يشمل تدشين محطات تحلية للمياه يستفيد منها كل من الأردن وإسرائيل.
وأشار المركز إلى أن إسرائيل تخلت عن المشروع بحجة تدني العوائد الاقتصادية التي يمكن أن تحصل عليها منه، بالإضافة إلى شكوكها بأنه ينطوي على أضرار بيئية، مضيفاً أنه كان يجدر بتل أبيب أن تتوافق مع عمان على بدائل أخرى تعزز العلاقة بين الجانبين.
ولفت إلى أن شعوراً قاسياً يعصف بالقيادة الأردنية، بسبب تجاهل إسرائيل لها وعدم احترامها لمواقف هذه القيادة وتجاوزها مصالح عمان، وهو ما أحرجها، محذراً من أن السلوك الرسمي الإسرائيلي بات مصدر تهديد لاستقرار نظام الحكم الملكي.
واعتبر أن المثال الأبرز الذي يدلّ على عدم احترام إسرائيل للقيادة الأردنية يتمثل في التعهدات التي أطلقها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بضم منطقة "غور الأردن" ومناطق أخرى في الضفة الغربية لإسرائيل، على الرغم من أن هذه الخطوة ستنعكس بشكل كبير على الواقع في الأردن.
وأشار إلى أن الخطة الأميركية للتسوية، المعروفة بـ"صفقة القرن"، والتي تشرّع ضم مناطق في الضفة الغربية لإسرائيل، أحرجت القيادة الأردنية، ولا سيما بعدما تحوّلت الحماسة لأفكار الضم إلى قاسم مشترك بين جميع الأحزاب الإسرائيلية الصهيونية، لافتاً إلى تعهد بني غانتس، المنافس الرئيس لبنيامين نتنياهو، بتطبيق "الصفقة"، وضمن ذلك ضم مناطق فلسطينية.
وحسب المركز، فإن التجاهل الإسرائيلي الرسمي للأردن يتواصل، على الرغم من أن قيادة الجيش والمؤسسات الاستخبارية في تل أبيب تطالب بضرورة مراعاة مصالح عمان على اعتبار أن ذلك يخدم مصالح إسرائيل الحيوية.
وأضاف أن العلاقات الثنائية تدهورت إلى درجة أن الملك عبد الله لا يوافق على إجراء أي لقاء أو حديث مع نتنياهو، وهو ما دفع الملك لاتخاذ قراره، العام الماضي، بوقف تأجير منطقتي "الباقورة" و"الغمر" لإسرائيل.
واستدرك المركز بأن التعاون الأمني بين الأردن وإسرائيل يتواصل بشكل مكثف، على الرغم من التدهور الكبير الذي طرأ على العلاقات السياسية بين عمان وتل أبيب.
وحسب المركز، فإنه على الرغم من مظاهر التراجع في العلاقات السياسية بين الجانبين، إلا أن كلاً من إسرائيل ونظام الحكم في عمان يبديان حرصاً على مواصلة التعاون الأمني بسبب الفوائد التي ينطوي عليها للجانبين.
وحذر المركز من أن قدرة نظام الحكم في عمان على مواصلة التعاون الأمني مع إسرائيل ستتقلص في حال تواصل التأزم في العلاقة السياسية.
ولفت المركز إلى وجود بعض مظاهر التعاون الاقتصادي، ولا سيما بعدما شرع الأردن في استيراد الغاز من إسرائيل، إلى جانب أن تل أبيب تستفيد من تحول الأردن إلى مركز لنقل البضائع البتروكيماوية من الخليج إلى إسرائيل، بالإضافة إلى وجود منطقة تجارة حرة على الحدود بين الجانبين.